وقاحة إسرائيلية لا مثيل لها
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 22/04/22 | 16:09قرأت وسمعت عن ساسة وقحين، لكني لم أر ولم أسمع عن ساسة يتمتعون بوقاحة وقلة حياء مثل تلك التي يتميز بها يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي. فهذا إلـ (يائير) انزعج كثيراً من موقف وزر الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ليس لأنه هاجم إسرائيل، بل لأنه قام باستدعاء القائم بأعمال سفارة إسرائيل لدى المملكة؛ للاحتجاج على ما يجري في المسجد الأقصى. تصوروا هذه الوقاحة. إسرائيل تريد من الأردن أن يلتزم الصمت تجاه الإعتداءات على المسجد الأقصى وانتهاكات باحاته من قبل المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية. إنهم غير راضين عن تصرف الصفدي و”زعلانين” على الحكومة الأردنية. وقاحة بامتياز.
إذا تعرض يهودي في مكان ما في العالم إلى شتم أو إهانة، تسارع إسرائيل لتوجيه انتقاد شديد اللهجة لسلطات الدولة التي يهان فيها اليهودي، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لبني صهيون وممنوع على أحد توجيه انتقاد لتدخل إسرائيل في شؤون تلك الدولة. فاليهودي يجب أن يحظى بمكانة مميزة ليس لخدماته أو لنشاطه الإجتماعي ومساعدة الناس بل لأنه يهودي فقط.
لكن، ندما يتعرض الفلسطيني ومقدساته للإعتداء والإهانة من قبل الجيش الإسرائيلي وعصابات المستوطنين، فممنوع على الغير توجيه أي انتقاد. وهذا ما جرى مع أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن. فهل اليهودي فوق النقد لأنه من أحفاد هرتزل؟ وهل اليهودي هو خط أحمر لا يمس لأنه من بني صهيون؟ وهل مسموح لليهودي أن يفعل ما يشاء دون رد فعل من طرف آخر؟
الحكومة الإسرائيلية، وحسب موقع “واي نت” العبري تنوي اتخاذ خطوات دبلوماسية تصعيدية تجاه الأردن، والرد بحدة على المواقف الذي عبرّت عنه الخارجية الأردنية مؤخراً إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وعى ذمة موقع “واينت” يبحث لابيد والمسؤولين في الخارجية الإسرائيلية إصدار رد على خطوة الصفدي، ولكن ليس رداً عادياً إنما رداً (شديد اللهجة) كما وصفه الموقع. يعني استدعاء دولة لقائم بأعمال دولة أخرى يتطلب ردأ شديداً. ما هذه الدبلوماسية البغيضة؟ حتى التعبير عن الرأي وعن الموقف تريد إسرائيل التدخل فيه. والأنكى من ذلك، أن هذه الدولة الإسرائيلية التي يقيم معها الأردن علاقات دبلوماسية وتطبيع كامل منذ العام 1994 تعتبر خطوة الصفدي “خيبة أمل إسرائيلية”كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلي (كان 11) . حتى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تدعي بأن “سلوك الصفدي يثير التوترات في القدس، ويصل إلى حد تعريض حياة المستوطنين وقوات الاحتلال الذين يقتحمون الأقصى إلى الخطر”،. مرة أخرى تصوروا هذه الوقاحة، وزير خارجية يقوم بواجبه المهني والأخلاقي تعتبره إسرائيل سلوكاً مثيراً للتوتر، بينما ترى سلوك المستوطنين والجيش أمراً عادياً. أليست هذه قمة العنجهية؟
ماذا تتوقعون من وزير خارجية الأردن في ظل ما يحدث في الأقصى؟ هل تريدون منه أن يأتيكم بباقة ورد مع شكر على ما تفعلوه في الأقصى؟ فعلاً “اللي بستحو ماتوا”. ولكن ما المطلوب من الأردن في هذه الحالة؟ إسرائيل، وحسب الإعلام العبري، توقعت من الخارجية الأردنية” تهدئة الأجواء واحترام ‘قدسية العيد لجميع الشعوب‘ (في إشارة إلى الفصح اليهودي الذي يصادف هذه الأيام)”. ثم يريدون من الأردن أن لا ينتقد إسرائيل، وإذا فعل ذلك فعليه أن ينتقد الجانب الفلسطيني أيضاً. هكذا يريدون.
لقد تحدث عن ذلك بوضوح مسؤولون قي وزارة الخارجية الإسرائيلية، إذ قالوا حسب موقع واينت:” من المؤسف أن يختار الأردنيون فقط النظر إلى الجانب الإسرائيلي (في إشارة إلى اعتداءات قوات أمن الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ يوم الجمعة الماضي واقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى) وعدم إدانتها سلوك المشاغبين (في إشارة إلى الشبان المقدسيين الذين حاولوا صد الاعتداءات الإسرائيلية)”
مجلس النواب الأردني لم يهن عليه ما جرى في الأقصى. وحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، رفع المجلس مذكرة للحكومة الأردنية موقعة من 87 نائبا من إجمالي 130 نائباً، تُطالب بطرد السفير الإسرائيلي (أمير وايسبورد) من المملكة، احتجاجا على اعتداءات القدس الشريف.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً)