الكذابون الثلاثة والفلسطيني الضحية
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 23/04/22 | 22:47وفد أمريكي رسمي زار أول أمس الخميس إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يتكون من شخصيتين مختلفتين الأصل والقومية: الأولى اسمها ياعيل لامبرت، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، والشخصية الثانية اسمها هادي عمرو مساعدها للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية. الأمريكية ياعيل هي يهودية الولادة والتربية. وإسم (ياعيل) هو اسم يهودي يعني بالعبرية (الوعل) وهو ماعز جبلي. وهذا الإسم هو واحد من أكثر أسماء الإناث في إسرائيل منذ عام 2016 .
أما هادي عمرو فهو دبلوماسي أمريكي لبناني الأصل، إسلامي التربية والولادة، وتولى ملف المفاوضات الفلسطينية ـــ الإسرائيلية خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وعُيّن في منصبه مع مجيء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير 2021. إذاً، يهودية قلبها ينبض لإسرائيل بلسان أمريكي، ومسلم (معتدل) حسب الوصفة الأمريكية، قلبه ينبض حسب التعليمات الأمريكية، وصلا إلى إسرائيل على أمل أن “يحلحلا” العقدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، المكروه رئيسها محمود عباس من طرف رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت، الذي يرفض بشدة الإجتماع بعباس.
في مقالي أمس الجمعة والذي نشر على صفحات هذا الموقع، بعنوان ” وقاحة إسرائيلية لا مثيل لها” تحدثت عن كذب ووقاحة وزير الخارجية يائير لابيد، الذي وكما يبدو أن الكذب في دمه وتفكيره. فقد زعم لابيد، خلال لقائه مع وفد وزارة الخارجية الأميركية أن “إسرائيل تواجه إرهابا إسلاميا متطرفا وأنها تحافظ على الوضع في الحرم القدسي”. ونريد أن نسأل لابيد عن أي تطرف إسلامي يتحدث؟ هل هو هثلاً دفاع المسلمين الفلسطينيين عن قدسهم وأقصاهم هو إرهاب؟ أم أن الإعتداءات الإسرائيلية على المصلين في الأقصى واقتحامات المستوطنين للحرم القدسي تحت حراسة قوات الاحتلال هي الإرهاب؟
ويواصل لابيد كذبه أمام الوفد الأمريكي بادعائه:” أن إسرائيل تحافظ وستحافظ في المستقبل أيضا على الوضع في جبل الهيكل (الحرم القدسي) ولا توجد لدينا أي نية لتغييره”. تصوروا حتى في تعبيره يكذب، ويقول(جبل الهيكل) رغم أنه وغيره أيضاً، يعرفون أن الاسم الصحيح والحقيقي هو (الأقصى).
على كل حال، يا ريت يخبرنا “مستر” لابيد كيف يحافظ على الأقصى وكيف سيستمر في المحافظة عليه؟ هل مثلاً في تصعيد العدوان على القدس والأقصى والفلسطينيين أم في حماية اقتحامات المستوطنين الاستفزازية للحرم؟ كذب إسرائيلي بامتياز.
أما السلطة الفلسطينية (الموقرة) فلا تقل كذباً عن شريكتها في التنسيق الأمني. فبعد اللقاء الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الوفد الأمريكي، سارع حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية إلى التصريح بأن عباس “طالب االتدخل العاجل من الادارة الامريكية لوقف اجراءات اسرائيل التصعيدية فورا في الاراضي الفلسطينيه، وحمل الاحتلال مسؤولية التصعيد وغياب الافق السياسي. مما يدفعنا لتطبيق قرارات المركزي قريبا”.
ما هذا يا سيادة الرئيس؟ حسب المعلومات الفلسطينية الرسمية، فإنك قطعت كافة العلاقات مع إسرائيل. وأنا أذكرك بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2018، والتي نصت حرفياً على “قطع كل أشكال العلاقات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي السرية والعلنية الرسمية وغير الرسمية”. والآن تهدد بقطع العلاقات؟ من يحترم شعبه وسلطته يا سيادة الرئيس يحترم قراراتها، أو أنها برأيك مجرد قرارات فاقدة المعنى؟
أما الولايات المتحدة فهي لب المشكلة. فهي تقول ولا تفعل ما تقوله فلسطينياً، لكي لا تغضب إسرائيل. وتاريخ الولايات المتحدة شاهد على كذبها في موضوع القضية الفلسطينية، ووقوفها العلني والمنحاز لجانب إسرائيل ضد الفلسطينيين. وكل الوفود والمبعوثين الذين ترسلهم واشنطن إلى المنطقة يتصرفون حسب خريطة سياسية مسبقة لصالح إسرائيل.
إذاً نحن أمام مشهد أبطاله ثلاثة كذابين ، والفلسطيني هو الضحية.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً)