حتى أنت يا فريج.. الوزير العربي الذي يبرر الإحتلال
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/04/22 | 13:37في رواية “يوليوس قيصر” للأديب الإنجليزي العالمي وليام شكسيبر وردت عبارة “حتى أنت يا بروتس؟” وهي عبارة مشهورة حيث يخاطب فيها الدكتاتور الروماني يوليوس قيصر صديقه ماركوس بروتوس الذي خدعه بطريقة لم يتوقعها القيصر منه. ومنذ تلك الفترة الزمنية تستعمل هذه العبارة للدلالة على خيبة أمل غير متوقعة من قبل صديق. وهذا ما ينطبق على عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي في حكومة بينيت.
في مقابلة عبر شبكة “ريشت بيت” العبرية، قال الوزير عيساوي فريج، من حزب (ميريتس) الصهيوني المصنف يسارياً، صباح أمس الأحد “إنه يمكن تبرير قرار الاحتلال بتشديد الحصار على غزة عبر اغلاق معبر بيت حانون، وأن هذا القرار لم يتم طرحه بهدف المس بالفلسطينيين، ولن يكون هناك عقاب جماعي، والسياسة التي أرست الفصل بين السكان المدنيين وحماس فهي باقية”.
تصوروا أن هذا (العيساوي) هو فلسطيني المنشأ والتربية العربية (اجتماعيا) يبرر الإحتلال. بروتوس كان صديقأ للقيصر، فخدعه، فاشتهرت عبارة “حتى أنت يا بروتس” في العالم. ونحن نقول لعيساوي “حتى أنت يا فريج” ؟ لا سيما أنه فلسطيني الولادة. لكن فريج في مواقفه وكما يبدو بعيداً عن فلسطينيته، لأنه تربى سياسياً في حضن حزب صهيوني اسمه”ميرتس”.
لم نتفاجأ من تصريحات فريج الذي يمكن نسميته وبحق: (بروتس فلسطين(، لأنه يملك تاريخاً فيه من الحكايات المخزية لمواقفه. وعلى سبيل المثال رفض عيساوي فريج اعتبار اسرائيل دولة فصل عنصري. ففي شهر مارس/آذار الماضي قال وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج خلال حديثه مع صحافيين أجانب، أنه “لا يمكن مهاجمة إسرائيل مرارا وتكرارا بادعاء أنها دولة فصل عنصري، إسرائيل ليست دولة فصل عنصري”. ثم يناقض الوزير فريج نفسه بقوله: “يوجد لدينا الكثير من المشاكل، يوجد عنصرية ويوجد لدينا قانون القومية.”
ما هذا التناقض في المواقف يا مستر عيساوي. على الأقل “خليك على موقف”. لكن كن مطمئناً فإن حكومتك والحكومات السابقة هي عنصرية بامتياز، رغم أنك تبرر العنصرية الإسرائيلية، عندما تطرقت إلى أوضاع حقوق الإنسان عند الفلسطينيين في الضفة الغربية بقولك:”إنهم يعيشون إحتلالا وليس فصلا عنصريا، الفصل العنصري هو بين المواطنين ودولتهم. والفلسطينيون لا ينتمون لإسرائيل، هم ينتمون للسلطة الفلسطينية”.
لنترك السلطة الفلسطينية جانبا معالي الوزير، ونتحدث عن فلسطينيي الداخل الموجودين تحت الحكم الإسرائيلي. هل تعتقد بأنهم لا يعانون من عنصرية؟ هل تعتقد بأنهم يتمتعون بنفس حقوق اليهود؟ نحن هنا أمام حالتين: إما أنك لا تعرف ماذا يجري حولك وهذه مصيبة، وإما أنك تعرف وتغض الطرف وهذه مصيبة أكبر. وهنا أنصح عيساوي فريج بأن يقرأ تقرير منظمة “أمنستي” الاخير والذي أثار ضجة كبيرة في الكيان الصهيوني بعد اتهامه له “بارتكاب جرائم ضد الانسانية وممارسة سياسة فصل وإقصاء”. هل سمعت بهذا التقرير يا معالي الوزير؟
وفي حوار أجرته معه وكالة أناضول للأنباء في الثالث من حزيران الماضي رفض فريج فكرة أن “وجود زعيم حزب (يمينا) اليميني نفتالي بينيت، في رئاسة الحكومة يعني أن الحكومة ستتبنى مواقف يمينية، وأنا أرفض هذه الفكرة، أنا لا أحاسب الناس على أفكارها وأحلامها وإنما على ما تقوم به فعلا”.
ما هذا الدفاع المستميت عن بينيت يا عيساوي؟ إذا كنت لا تلمس المواقف اليمينية لهذه الحكومة فهذه مشكلة بحد ذاتها، ويجب عليك التعمق في التحليلات والقراءة لتستوعب مدى يميتية بينيت.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً)