ربع مليون شخص في الأقصى ليلة القدر- هل يفهم بينيت معنى ذلك؟

كتب: أحمد حازم

تاريخ النشر: 28/04/22 | 15:50

رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت أجرى مساء الأربعاء، مداولات أمنية لتقييم الأوضاع في القدس، للاطلاع على استعدادات أجهزته الأمنية لليلة القدر وصلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في االمسجد الأقصى. في هذه الأثناء، عززت شرطة الاحتلال الإسرائيلي من قواتها في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، وذلك في ظل المخاوف الإسرائيلية من اندلاع مواجهات محتملة.

الحكومة في قلق وفي تخوف. دولة تحسب مليون حساب وليس ألف حساب فقط للفلسطيني الذي يواجه جيشاً مدججاً بالسلاح الحديث، ليس بالسلاح إنما بإيمانه وعقيدته الراسخة في الدفاع عن مقدساته.

سلطات الإحتلال لم يرق لها توجه مئات الآلاف إلى باحات المسجد الأقصى. لكن هذا الدرس يجب أن يفهمه الإحتلال من وراء هذا العدد الهائل من المصلين في الأقصى ليلة القدر.الدرس عنوانه:التمسك بالقدس وأقصاها. بينيت وائتلافه الحاكم يجب أن يستوعبوا أن نشر ثلاثة آلاف جندي في محيط القدس لا يعني للفلسطيني أي شيء. هم محللون والفلسطيني صاحب حق في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مثلما هو مقتنع بحقه في الأرض الفلسطينية. هذه الأفكار مزروعة بالعقل الفلسطيني إن كان تحت الإحتلال أو في الشتات. والدليل على ذلك فشل نظرية رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير “الكبار يموتون والصغار ينسون”. صحيح أن الكبار انتقلوا إلى جوار ربهم لكنهم قبل ذلك علموا الصغار كيفية التمسك بالوطن والأرض، ولذلك كبر الصغار على هذا المبدأ، والتذكير بالوطن وحق الفلسطيني فيه ينتقل من جيل إلى جيل.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن إسرائيل تستعد هذه الأيام للإحتفال بما تسميه:”يوم الإستقلال” الذي هو يوم نكبة الفلسطينيين. ولكن عن أي استقلال يتحدثون؟ هم أقاموا دولتهم على حساب شعب فلسطيني طردوه من أرضه واحتلوها. وفي هذه الحالة لا يسمى يوم الإستقلال بل يوم الإحتلال. نحن نفهم أن كلمة استقلال تعني تحرير شعب من الإحتلال فهل كانت إسرائيل تحت الإحتلال؟ في حقيقة الأمر انها احتلت وتحتفل بيوم احتلالها. كذابون بامتياز.

وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد وخلال لقائه مع صحفيين أجانب استدعاهم قبل ثلاثة أيام، شرح لهم الموقف الإسرائيلي الرسمي العنصري الكاذب بقوله: “إن إسرائيل لا تسعى لتغيير واقع الحال في الحرم وإنها لا تسعى لتقسيم الحرم زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود”. كلام هو فقط لذر الرماد في العيون.

معلقون سياسيون يرون أن ادعاء لابيد لم يقنع الصحافيين، ولم يقتنع به الرأي العام العالمي لأن الجميع يعرف أن الأحداث المتوترة في القدس وقعت بعد أن أعلن المتطرفون اليهود نيتهم إدخال القرابين في الحرم بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وأن التوتر وقع خلال أسبوع الفصح بالتحديد، كما دلت ممارسات الحكومة الإسرائيلية خلال أسبوع التوتر على نية الحكومة نفسها محاولة تغيير الوضع القائم منذ العام 1967 في الحرم، حيث حولت إسرائيل الحرم إلى ثكنة عسكرية خلال تلك الأيام، وأقدمت على طرد المصلين لتمكين أكثر من 4600 متطرف يهودي من اقتحام الحرم وهذا العدد يوازي ضعف عدد المقتحمين العام الماضي، وأكثر من ذلك فإن إقدام إسرائيل على اعتقال أكثر من 500 مرابط في يوم واحد، هو اليوم الأول من عيد الفصح اليهودي، دل على أن إسرائيل الرسمية كانت متواطئة تماماً مع متطرفيها من جماعة الهيكل. ثم يدعي لابيد بأن إسرائيل ليس في نيتها التغيير في الحرم القدسي.

مدينة القدس ستشهد مرحلة صعبة وقاسية بعد شهر رمضان. مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي، صرح صباح اليوم الخميس لإذاعة “صوت فلسطين، “بأن التهجير القسري سيكون العنوان للمرحلة القادمة وسيكون هناك عمليات هدم لآلاف المنازل بقرارات هدم نهائية، كما سيكون هناك عودة لقضية الشيخ جراح وعائلة سالم، كما أن مدينة سلوان فيها 6 احياء مهددة بالتهجير”. المستشار، أخبرنا عما سيحدث في المرحلة القادمة، لكنه لم يخبرنا عما ستفعله الرئاسة وما لديها من تحضيرات لمواجهة ذلك، أم أنها ستقف كالعادة عاجزة عن فعل أي شيء؟ سؤال بحاجة إلى جواب.

(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة