احتدام المعركة الإعلامية بين حماس والموحدة
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 02/05/22 | 12:31تبادل الرشقات الإعلامية بين حركة حماس والقائمة العربية الموحدة ، ظهر في الفترة الأخيرة بصورة قوية لدرجة نشر الغسيل الوسخ على حبال القضية الفلسطينية. فقد شن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أول أمس السبت، في كلمة تلفزيونية هجوما شديد اللهجة على أعضاء القائمة العربية الموحدة، وخصوصًا على رئيسها منصور عباس، بقوله:” إن شبكة الامان التي تمنحها القائمة للحكومة الإسرائيلية، تشكل جريمة لا تغفر، وأن عضوية القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي تعني تنكر لدين أعضائها ولعروبتهم.” وبحسب السنوار، فإن المس بالقدس والأقصى يعني حرباً دينية إقليمية مهما كان الثمن، ودعا “إلى التهيؤ لمعركة كبرى إذا لم يتم التوقف عن مهاجمة المسجد الأقصى.”
وقد وصف السنوار، النائب منصور عباس بـ “أبو رغال”، ضمن انتقاده له لشراكة الموحدة في الحكومة الاسرائيلية. لكن من هو أبو رغال؟ يقول التاريخ: ان محاولة جرت لهدم الكعبة على يد جيش أبرهة الأشرم، لكنّ جيشه لم يعرف الطّريق إلى مكّة، ولم يرض أحدٌ من دلائل العرب مساعدة جيش الأشرم خوفًا على الكعبة، إلّا واحداً اسمه “ابو رغال” وافق على مساعدة الأعداء مقابل المال غير آبه بالكارثة. وبذلك ساعد “ابو رغال” جيش الأشرم حتّى وصل إلى أبواب مكّة.
منصور عباس معروف بين رفاقه في الحركة وبين أصدقائه ومعارفه بــِ “ابو محمد”، لكن يحيى السنوار وعلى ما يبدو لا يعجبه ذلك، فاختار له اسم “أبو رغال”. لم يسكت عباس على أقوال السنوار فسارع بالرد عليه ليس في وسيلة إعلامية عربية بل في القناة 12 العبرية التي فتحت له استديوهاتها . وقد ردّ النائب عباس على كلام السنوار، قائلا “نحن لسنا مدينين للسنوار أو لأي أحد بشيء، نحن نفعل ما هو خير للمجتمع العربي وللشعب الفلسطيني”.
ويبدو أن المثل الشعبي الفلسطيني “أنا وإبن عمي عالغريب” لم يثبت فعاليته هذه المرة لأن “الغريب” وقف مع عباس مهاجماً ابن العم. وأول من سارع للدفاع عن عباس هو رئيس الحكومة بينيت. كيف لا وهو شريك أساس في الحكومة، وهو الذي قال في مقابلات باللغتين العربية والعبرية،” إن إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك” حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. ولذلك خاطب السنوار منصور عباس في كلمته بالقول:“أن يقول عربي أن هذه دولة يهودية هو ذروة الانحطاط”.
يوم أمس الأحد هب بينيت ليقف الى جانب حليفه “أبو محمد ” مدافعاً بقوة عن “أبو رغال” حسب تعبير السنوار. وقال بنيت: “سمعت أن السنوار يطالب منصور عباس بحل الحكومة، ويبدو لي أنه من الواضح تمامًا في هذه المرحلة أن حماس لا تحب هذه الحكومة، ويجب ألا نسمح للسنوار بالانتصار والإطاحة بحكومتنا”، على حد تعبيره.
حتى أن رفاقاً لمنصور عباس انتقدوا رده على السنوار. فقد وجّه مسؤولون كبار في “الحركة الإسلامية الجنوبية” انتقادات لمنصور عباس، بعد مقابلة له على “القناة 12” الإسرائيلية. وقال المسؤولون الكبار في تصريحات نقلتها وسائل اعلام عبرية إنه “لم تكن هناك حاجة للرد على تصريحات السنوار، ولا مصلحة لنا في المناكفة مع حماس”. نصريحات المسؤولين الكبار أكدها لي مسؤول في الحركة الإسلامية الجنوبية طلب عدم ذكر اسمه.
هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها حركة حماس القائمة العربية الموحدة. فقد سبق للحركة وأن وجهت انتقادات للموحدة في السابق. ففي السادس من شهر أكتوبر/تشرين أول العام الماضي، قال الدكتور موسى ابو مرزوق القيادي في حركة حماس على صفحته في تويتر موجهاً كلامه “للموحدة” “ان الاحتلال يُواجه بالنضال والمواجهة، لا بالاندماج والمعايشة”.
وفي التاسع عشر من شهر سبتمبر /أيلول الماضي، قال الناطق باسم حركة حماس الدكتور عبد اللطيف القانوع “إن تصريحات عضو الكنيست عن القائمة العربية وليد طه التي قال فيها إن أي عدوان على غزة لن يهدد استقرار الحكومة الصهيونية، وإن حزبه لن يغادر الحكومة وسيبقى فيها، مدانة بأشد العبارات، ولا تعبر عن أصالة شعبنا في الداخل المحتل”.
ويبدو أن المعركة الإعلامية بين حماس و”الموحدة” لن تهدأ ما دامت الموحدة في الائتلاف الحكومي، وسيظل منصور عباس بنظر حماس (أبو رغال) وليس “أبو محمد، والله أعلم إلى متى. (عيد فطر سعيد وكل عام وأنتم بخير)