روحانا تشْدُوان لحنَ العدم

عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 03/05/22 | 10:28

لا شيء أنزعج منه في العدم سوى تعثري بجدران العدم، عندما تطاردينني بحبك.. لا مجال للاختباء منك في العدم.. فأنت بروحك تطاردينني بعدوْك السريع خلفي، وأنا أركض مسرعا في اللاتجاهات، فأنت كما أفهم لا تريدين مني أي شيء في العدم سوى الحب، فحبك يطاردني، وأنا لا أستطيع الاختباء من حبك، لكن مطاردتك لي في العدم تشبه لعبة الحب على حبال معلقة على ارتفاع شاهق بين جبليْن، فلا مجال سوى الوقوف أو الوقوع أو الخطو على الحبال بروية، فمطاردتك لي في العدم هي لعبة أخيرة كي لا نملل من صمتنا، فلا شيء نفعله في العدم سوى الدنو والهمس عن أيام الوجود في وجودنا.. فحين تلحقين بي، عندما أتعب من الركض على طرقات العدم، تقولين لي: أتذكر حُبّنا في الوجود، أما هنا عدم، فكيف لنا أن نعيش بلا التصاق أبدي لجسدينا المعدمين، أما روحانا هنا فهما تشدوان لحن العدم، فهنا لحنٌ لا يشبهنا في الوجود، لكن الروحان هنا تشدوان بِكُلّ صمتٍ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة