يوم الإستقلال ويوم الإحتلال.. من يتذكر مجازر الفلسطينيين؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 05/05/22 | 12:03المحرقة النازية أو ما يعرف بـ “الهولوكوست” هي كلمة يونانية يعود أصلها إلى كلمتين يونانيتين “هولوس” و”كوستوس”، واللتان تعنيان “محترقة بالكامل”. و”المحرقة” هي إبادة جماعية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية قتل فيها ما يقرب من 6 ملايين يهودي أوروبي على يد النظام النازي في عهد أدولف هتلر. ويقول مؤرخون إن 5 ملايين شخص من غير اليهود قتلوا أيضا خلال عمليات القتل الجماعي في جميع أنحاء ألمانيا النازية والمناطق المحتلة من قبل ألمانيا في أوروبا، ما يرفع عدد ضحايا الإبادة إلى 11 مليونا. ولكن الحديث في الإعلام يدور فقط عن ستة ملايين يهودي.
لا يوجد إنسان عاقل على وجه البسيطة يرضى بإبادة البشر، لأن الإبادة كيف ما كانت طرقها هي عمل إجرامي بحق الإنسان وقتل ملايين اليهود وغير اليهود على يد النازية عمل إجرامي بامتياز يجب عدم نسيانه.
من حق اليهود في العالم أن لا ينسوا هذه “المحرقة” فالشعب الذي يرتكب بحقه مجازر وعمليات إبادة لا يمكن أن ينسى ما حل به. ومن حق إسرائيل كدولة (يهودية) حسب قانون القومية، أن تقيم الاحتفالات التذكارية بهذه المناسبة. هم “اليهود” وبالتحديد إسرائيل يطالبون العالم أن لا ينسى هذه المحرقة لكي لا يتم تكرارها. نحن معهم في هذه المطالبة. ولكن هلى تطبق إسرائيل ما تطالب به العالم؟ من المؤكد لا وألف لا:
النازيون في أوروبا ارتكبوا المحرقة بحق اليهود، والأوروبيون أنفسهم ساعدوا اليهود في احتلال فلسطين. فما ذنب الفلسطينيين إذا كانت أوروبا سبب بلاء اليهود. يعني هم (الأوروبيون) مسؤولون عن المحرقة ونحن (الفلسطينيون) دقعنا الثمن وكانت فلسطين هي الضحية. إذا هم (اليهود) يحتفلون بـ “يوم الإستقلال” ونحن الفلسطينيون نتذكر “يوم الإحتلال” والفرق شاسع بين اليومين. هم لم يستقلوا في ذلك اليوم بل احتلوا وطناً بأكمله. كلمة استقلال شعب تعني بالمفهوم السياسي بشكل عام تحرره من احتلال ليصبح مستقلاً، وهذا لا ينطبق على إسرائيل لأنها لم تكن محتلة وتحررت في ذلك اليوم. لذلك التعبير الصحيح هو يوم “الإحتلال”.
نقطة مهمة أخرى يجب الإشارة إليها: نحن مع المطالبة اليهودية وبالأحرى مع مطالبة إسرائيل بعدم نسيان المحرقة لكي لا تتكرر ثانية. لهذه المطالبة وجهان: هل المقصود لعدم تكرارها مع اليهود أو لعدم تكرارها في العالم مرة أخرى؟ على كل حال نحن مع وجهي المطالبة. لكن إسرائيل نفسها مع عدم تكرارها فقط مع اليهود. لماذا؟
هم اليهود نفسهم لم يتعلموا الدرس من المحرقة، لأن أحفاد هرتزل قاموا أيضا بعمليات إبادة للشعب الفلسطيني. يقول باحثون ومؤرخون انه منذ الإعلان عن قرار التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947, كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية -حسب قرار التقسيم- ما يزيد عن 243 ألف عربي في 219 قرية وأربع مدن هي حيفا وطبريا وصفد وبيسان. وقد هجر من هذه المناطق في الفترة الواقعة بين قرار التقسيم وحتى شهر حزيران/يونيو 1948 ما يزيد عن 239 ألف عربي وأخليت ودمرت 180 قرية عربية تماما, كما هجر سكان ثلاث مدن كبرى كليا هي صفد وطبريا وبيسان, بينما بقي في حيفا 1950 فلسطينيا وبالمقابل قامت المنظمات العسكرية الصهيونية بتهجير ما يقارب 122 ألف عربي من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية, وأخليت ودمرت 70 قرية تماما وهجر سكان يافا وعكا بشكل كلي تقريبا كما تم تهجير جزء كبير جدا من سكان مدينتي اللد والرملة.
هناك المئات من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين ولكن أبرز تلك المجازر التي ارتكبتها هي:
مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947، مذبحة دير ياسين 10/4/1948، مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948، مذبحة الطنطورة 22/8/1948، مذبحة قبية 14/10/1953، مذبحة كفر قاسم 29/10/1956 ، مذبحة خان يونس 3/11/1956، مذبحة المسجد الأقصى 8/10/1990، مذبحة الحرم الإبراهيمي 25/2/،1994، مذبحة مخيم جنين 293- 942002
والسؤال المطروح: كيف يمكن لشعب عانى من آلام المحرقة والقتل أن يقوم هو نفسه (الأحفاد) بارتكاب المجازر بحق شعب آخر وتهجيره من وطنه واحتلاله؟