من الذي يكذب… بينيت الإسرائيلي أم بوتين الروسي؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/05/22 | 15:10العلاقة الحالية بين روسيا بوتين وإسرائيل متوترة جداً. ومن يقرأ تصريحات رئيس حكومة إسرائيل بينيت ووزير خارجيتها لابيد وتهجمهما على وزير الخارجية الروسي لافروف، يعتقد بأن الدولتين على وشك قطع العلاقات بينهما. لكن الحقيقة هي عكس ذلك، لأن مصالح البلدين لا تسمح لهما بالإنفصال عن بعضهما لوجود قواسم ومصالح مشتركة كثيرة. وعلى كل حال (…. ما بعض أخو).
إسرائيل دولة قانون القومية العنصري، تدعي بأن الرئيس الروسي بوتين قدم اعتذاراً لرئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت، بعد الخلاف حول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة “ميدياست” الإيطاليّة، والتي انتُقدت باعتبارها معادية للسامية، حيث تحدث فيها عن “وجود دم يهودي” لزعيم النازية أدولف هتلر.
رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت يوم الخامس من شهر مايو/ أيار الحالي قدم اعتذاره عن التصريح الذي أدلى به لافروف. وجاء في بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن “بينيت قبِل اعتذار الرئيس بوتين عن تصريح لافروف وشكره على توضيح موقفه بشأن الشعب اليهودي وذكرى المحرقة”.هكذا يقول بيان رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
لكن الكرملين وحسب قناة دي.في الألمانية، لم يصدر بياناً بهذا الشأن حول تأكيد الإعتذار، بل اكتفى في بيان له بالحديث عن المكالمة الهاتفية التي خلت من أيّ إشارة إلى أيّ اعتذار قدّمه بوتين لبينيت.
وأكد الكرملين في بيانه أنّ الزعيمين شدّدا خصوصاً على أهمية التاسع من أيار/مايو،وهو اليوم الذي تحيي فيه موسكو الذكرى السنوية لانتصارها على النازية، والذي سيتيح هذا العام “تكريم ذكرى كل ضحايا” الحرب العالمية الثانية “بمن فيهم ضحايا المحرقة”.
ويرى بعض المعلقين أن تقديم اعتذار من الروسي بوتين للإسرائيلي بينيت يعتبر غير عادي تماما، وقيل أيضا إن الرئيس الروسي أكد في المكالمة الهاتفية على العلاقات الودية بين بلاده وإسرائيل، وكانت المعارك في أوكرانيا من بين المواضيع التي تم بحثها. ووفق البيان الروسي، فإن بوتين أفهم بينيت أن 40 بالمئة من اليهود الذين قتلوا في معسكرات الإبادة وجراء العمليات العقابية النازية، كانوا من مواطني الاتحاد السوفياتي.
تصريحات لافروف للقناة الإيطالية حول الحرب في أوكرانيا، أثارت غضب إسرائيل ودول أخرى. إسرائيل بالتحديد غضبت وأقامت الدنيا ولم تقعدها لسببين: أولهما لأن لافروف قال ان دم “هتلر” يهودي وثانيهما لأن لافروف وصف الرئيس الأوكراني (اليهودي) زيلينسكي بأنه نازي.
بالنسبة للسبب الأول فهو في منتهى الوضوح. لكن السؤال المطروح بالنسبة للسبب الثاني: لو كان زيلينسكي غير يهودي، هل تكون ردة فعل إسرائيل إزاء تصريحات لافروف حول زيلينسكي كما هي الآن؟ سؤال بحاجة إلى جواب مقنع.