ماذا يريدون وماذا ينتظرون من الفلسطيني؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 08/05/22 | 14:04جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يبطشون بالشعب الفلسطيني في القدس الشرقية، والمستوطنون يقتحمون الأقصى ويدنسونه باستمرار، وقطعان المستوطنين يحرقون ويخربون المزارع الفلسطينية في الضفة الغربية، وعناصر الشرطة الإسرائيلية تدعم المستوطنين في اعتداءاتهم على المقدسات الإسلامية، وتدعم اليميني المتطرف عضو الكنيست بن غقير في كل زعرناته في أحياء القدس الشرقية وفي اقتحاماته للأقصى. ومجموعات من زعران المستوطنين تعتدي على المقابر الإسلامية تماما كما يعندي عليها جنود الإحتلال. كلهم يقومون باعتداءات وانتهاكات وحصار وأعمال قتل بشكل مستمر وممنهج.
وأمام كل ذلك ماذا ينتظرون من الفلسطيني؟ هل المطلوب مثلاً أن يبقى ساكتاً على الاحتلال والقمع؟ وهل المطلوب مثلاً أن يشكر المحتل على ممارساته؟ وهل المطلوب مثلاً أن يكافيء الإحتلال والمستوطنين؟ هم لا يريدون حلاً عادلاً إلا الحل الذي يريدونه وبالأحرى الذي يفرضونه. لقد رفضوا حل الدولتين ورفضوا كافة مبادرات أخرى لوقف الصراع. لانهم يريدون فقط مواصلة الإحتلال والإبتزاز. فماذا تنتظرون من الفلسطيني؟
عندما يقوم الجيش الإسرائيلي بشن حرب على غزة وتدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها يعرب العالم عن “قلقه” فقط عما يجري، وعندما يحاصر جنود إسرائيليون مدينة في الضفة لغربية أو يقومون بقتل أشخاص في مخيم فلسطيني في الضفة، يعللون ذلك بأن العمليات تجري لأسباب أمنية ولا أحد في العالم ينتقد أو يدين. فماذا تنتظرون من الفلسطيني؟
هناك مثل شعبي يقول: ” الضغط يؤدي إلى الانفجار”. وبالفعل “بلغ السيل الزبى عند الفلسطيني” من كثرة الضغط عليه من جميع النواحي. فماذا تريدون منه؟ حتى الحيوان عندما يشعر بضغط كبير عليه يظهر فوراً رد فعل مقاوم، فما بالك بالإنسان. ولا عجب أن يقوم الفلسطيني بعمليات ضد المحتل كرد فعل. ولا عجب أن تلاقي ردود الفعل هذه تأييداً في الشارع الفلسطيني حتى لو تم وصف العمليات بـ “الإرهابية”.
لماذا التعامل بوجهين مختلفين مع الحدث الإسرائيلي الفلسطيني؟ عندما تقصف إسرائيل وتقتل يقولون “دفاعاً عن النفس” وعندما ينفذ الفلسطيني “عملية” يصنفونه ـ “إرهابيا”. الإرهاب (بنظرهم) هو الدفاع عن الأرض وحماية الإنسان والمقدسات. أما ممارسات القتل التي يقومون (هم) بها فهي مشروعة بنظرهم ونظر العالم الغربي.
(هم) “ذنبهم مغفور لأنهم أولاد فرفور” والفلسطينيون (إرهابيون) لأنهم يواجهون “أولاد فرفور” أحفاد شارون وبن غوريون. (هم ) ممنوع المس بهم لأنهم أصحاب “محرقة” والفلسطيني مسموح بقعل كل شيء ضده ولا تشفع له المجازر التي ارتكبها بحقه أولاد وأحفاد من نجوا من المحرقة. حتى أن هؤلاء يتمنون أن يصبح العالم ذات يوم خالياً من أي فلسطيني.
(هم) يقتلون ثلاثة قادة في يوم واحد (كمال عدوان،كمال ناصر وأبو يوسف النجار في العاشر من أبريل/نيسان 1973) والفلسطيني يحرم عليه جرح يهودي، قادتهم (هم) الذين ينزعجون حتى من اسم “فلسطيني” لدرجة أن زعيمتهم ورئيسة حكومتهم السابقة غولدا مائير قالت ذات يوم” كلما يولد طفل فلسطيني لا يغمض لي جفن”. و(هم) الذين رفعوا شعارات قمة العنصرية والتحريض عل القتل عندما كانوا يجمعون تبرعات لهم: “ادفع دولاراً تقتل عربياً”.
ماذا يريدون من الفلسطيني بعد وماذا يتوقعون منه في هذه الحالة؟ الفلسطيني أمامه خياران لا ثالث لهما: إما الإستسلام للأمر الواقع كما يريدون (هم)، وإما مواصلة مقاومة المحتل وردعه بكل الوسائل المتاحة. (هم) عليهم أن يفهموا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهودا باراك. الذي أوضح في مقال له نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنه “بعد مرور 74 عاما على قيام إسرائيل، أصبح من الواجب حساب النفس وأن إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.
متى يفهمون (هم) أن الفلسطيني لن يركع لأنه صاحب حق وصاحب قضية؟ وفمتى يستوعبون (هم) ذلك، إن لم يفهموا (هم) عقلية الفلسطيني طيلة 74 سنة؟