قتلوها بكل دم بارد.. شيرين شهيدة الوطن والصحافة
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 12/05/22 | 14:03لم يبق أحد في العالم إلا وأدان عملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أو عاقلة، التي عرفتها عن قرب خلال عملي الصحفي.
الفلسطينيون في الشتات وفي الوطن السليب وفي المخيمات وفي كل أماكن تواجدهم أدانوا اليد الإسرائيلية القذرة الملطخة بالدم الفلسطيني، التي أنهت حياة إنسانة أمضت أكثر من ربع قرن في كشف ممارسات الإحتلال القمعي الإسرائيلي. دول أوروبية وأفريقية وآسيوية وحتى الولايات المتحدة استنكرت وأدانت عملية الإغتيال. لكن المهم هو النتيجة. أي أن المهم : ماذا ستكون ردة فعل إسرائيل على العالم؟
المفروض من ناحية أخلاقية أن تقوم إسرائيل بمحاكمة قاتل شيرين وإنزال أشد العقوبة به على الأقل عقوبة السجن المؤبد. فهل تفعل إسرائيل ذلك؟ بالطبع لا.
إسرائيل تحكم بالسجن المؤبد على الفلسطيني وليس على اليهودي. إسرائيل تحكم بالسجن النؤبد على من يدافع عن وطنه وقضيته وليس على أبناء صهيون. إسرائيل تصدر أحكاماً بالسجن على قاصرين لأنم يرمون المحتل بالحجارة. تصوروا أن ما يسمى بــ”القضاء” في إسرائيل يسجن كل شخص يقول (مجرد قول) “ما في محرقة” ولكن الجندي الإسرائيلي عندما يقتل فلسطينياً يحظى بالثناء، وكأن ما يجري في عروق اليهودي هو دم بشري (مميز) وما يجري في عروق الفلسطيني (ماء). دولة عنصرية بامتياز. كيف لا وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ميزت نفسها بـ “قانون القومية”.
جيش الإحتلا قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة بكل دم بارد. جندي في “جيش الدفاع الإسرائيلي” خال من الضمير الإنساني ركز بكل أريحية على نقطة قاتلة في رأس الشهيدة ووجه لها رصاصة الغدر. (هو) تصرف كما تعلم في هذا الجيش الذي يسمي نفسه زوراً “حيش الدفاع”. هكذا علموه أسلوب الكراهية والحقد والقتل. غير مهم من يكون هذا الجندي ولأي مذهب ينتمي. المهم هو جندي في جيش الإحتلال ويتصرف كما تعلم. حتى لو كان تصرفه بقتل شيرين تصرفا شخصياً (وهذا غير وارد) فعلى المسؤولين في هذه الحالة معاقبته لسببين: الأول نصرف بدون أمرـ والثاني قتل متعمد خارج إطار معركة. ولكن هل تفعلها إسرائيل ؟ من المؤكد لا. هناك مثل يقول:”لو بدها تشتي غيمت”. وما نراه من تصرف إسرائيل هو العكس تماما. فقد ذهب جنود الإحتلال لبيت الشهيدة وهددوا أهلها . وقاحة لا مثيل لها.
الوقاحة الأكبر هي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعترف لغاية الآن بأن جنوده قتلوا شيرين، وزعم التحقيق الذي تجريه القيادة الوسطى للجيش بأنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصحافية الفلسطينية قتلت بنيران إسرائيلية أو مسلحين فلسطينيين أثناء تغطيتها عملية عسكرية في جنين الأربعاء وأن الشهيدة الفلسطينية كانت على بعد 150 مترا من القوات العسكرية الإسرائيلية عندما أُطلقت عليها النار” هكذا يدعون. وأظهر التحقيق أن “جنود وحدة دوفديفان وهي وحدة خاصة بالجيش الإسرائيلي” أطلقوا عشرات من الرصاصات خلال العملية في جنين، لكن لا يعرف حتى الآن إذا كان إطلاق نار إسرائيلي أو فلسطيني هو الذي قتل مراسلة الجزيرة”، بحسب الصحيفة. وتختص وحدة ” دوفديفان” بالقيام بمهام عسكرية خاصة لجيش الاحتلال، ويعمل عناصر هذه الوحدة التي أسسها إيهود باراك في عام 1987 داخل الأراضي الفلسطينية.
تحقيق سخيف لا يمكن تصديقه. من قتل شيرين هو عدو لها. فهل إبن جلدتها الفلسطيني هو عدو لها، أم أن جنود بني صهيون هم الأعداء لها؟ يكفيكم كذباً. أنتم لكم تاريخ مخيف في قتل الفلسطينيين وترمون النهمة عليهم بقتل شيرين؟
الصحفية الفلسطينية شيرين أو عاقلة تنضم إلى قافلة شهداء الصحافة الفلسطينية. وتشير إحصاءات لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى أن 55 صحفيا فلسطينيا قد سقطوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطية ما تشهده الأراضي الفلسطينية من جرائم وانتهاكات. حتى أن العام 2013، وحسب معلومات النقابة، تم رصد ما لا يقل عن 7000 جريمة واعتداء من الاحتلال الإسرائيلي، على الصحفيين الفلسطينيين. وداعاً أيتها الزميلة وعليك رحمة الله.