تداعيات النكبة على المستقبل السياسي الفلسطيني
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 16/05/22 | 8:24الاثنين 16 أيار / مايو 2022.
أربعه وسبعون عاماً مرت على النكبة المشؤومة والشعب الفلسطيني يزداد اصرارا على تمسكه في حقه التاريخي والشرعي في العيش على ارضه بكرامة وحرية وتقرير مصيره بينما تواصل عصابات الاحتلال سيطرتها المسلحة العسكرية مرتكبة جرائمها في ابشع الصور مخالفة كل القوانين الدولية ولا يمكن ان يستمر وضع النكبة ونتائجها وكل تداعياتها حتى الابد فحان الوقت لقيام المجتمع الدولي بوضع حد لاستمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإنهاء وجوده القائم بقوته العسكرية ومنظومته الامنية وسياسته العنصرية فتطبيق العدالة الدولية يتطلب التدخل الحاسم من قبل المجتمع الدولي وتسمية الاشياء بمسمياتها بعيدا عن اتباع سياسة المعايير المزدوجة والتي تخدم الاحتلال وبقاءه وأدامت سيطرته على الاراضي الفلسطيني وبالتالي استمرار المعاناة الفلسطينية التي تتزايد يوما بعد الاخر وتتكرر مشاهد المأساة بصورها المتعددة وبإشكالها المتنوعة ليلحق الاذى والوجع والمعاناة بالأجيال المتعاقبة لجيل النكبة .
في ذكرى النكبة يستذكر الشعب الفلسطيني ما تعرض له من تطهير وتشريد من أرضه، كما أنه يتمسك أكثر بقضيته وهويته وحقه الرئيسي المتمثل في العودة، وهذه المأساة والتي ما زالت تداعياتها مستمرة بل ويعيشها الشعب العربي الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين وفي اماكن الشتات في ظل محاولات الطرد والتهجير للمواطنين من أراضيهم والحصار المفروض على غزة والاستيطان الذي ينهش الاراضي الفلسطينية .
تبقى الحقيقة التي تظهر واضحة وضوح الشمس أن الاحتلال هو المشكلة الكبرى للصراع العربي الإسرائيلي ولا سلام مع الاحتلال في ظل احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 والسلام الحقيقي يبدأ في لحظة إعلان جيش الاحتلال انسحابها الكامل من المدن الفلسطينية وتفكيك المستوطنات والعمل على وقف أنشطته داخل المدن الفلسطينية وفي ضوء ذلك لابد من اتخاذ قرارات دولية تلزم حكومة الاحتلال بوقف أي أنشطة تهدف إلى تنفيذ سياسة الاعدامات الميدانية والتوقف عن جميع الأنشطة الاستخباراتية والإعلان عن حل ادارة المناطق الفلسطينية وفك الارتباط بمؤسسات الاحتلال والإدارة المدنية ووقف أنشطتها والابتعاد عن ممارسة سياسة الخداع والأكاذيب واللف والدوران والمراوغة التي تتبعها حكومة الاحتلال الاسرائيلي .
شعب فلسطين الذي يعيش تحت احتلال هو الاطول في التاريخ السياسي بات من حقه ان ينال حريته واستقلاله ويجب على دول العالم مساعدته من اجل انهاء اطول احتلال شهده العالم، وبرغم كل التحديات وفي ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة وانتهاكات من قبل احتلال غاشم يمارس العنصرية ولا يعترف بحقوق الانسان، يجب العمل على المستوى الوطني الفلسطيني والدفاع عن إنجازات الثورة الفلسطينية وحمايتها والحفاظ على صورتها الوطنية المناضلة المشرفة أمام العالم بعيداً عن التشويه والماكينة الإعلامية الإسرائيلية التي تختلق الأكاذيب وتفتعل المشاكل وتصور الشعب الفلسطيني بأنه شعب إرهابي .
نضال شعب فلسطين سيثمر على قيام دولة فلسطين وستبقى البوصلة الفلسطينية تتجه في اتجاه واحد تجاه الوطن الفلسطيني ولن تنال قوى العدوان والظلم والتآمر من ارادة هذا الشعب العظيم وانه لقادر على المضي قدما تجاه تحقيق الحلم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية التي هي صمام أمان الحرية والاستقلال والسيادة، وبات من المهم العمل وفق آلية البناء ودعم مؤسسات الدولة وتكريس مفهوم العمل الوطني بعيدا عن خداع العالم وسياسة المعايير المزدوجة فلا بد من دعم قيام الدولة الفلسطينية ومؤسساتها وتحقيق الحلم الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وإنهاء كل اشكال الاحتلال وتداعيات النكبة وفقا لمبادئ القانون الدولي .