رواية لاجئة ..
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 16/05/22 | 8:26هكذا قالت أمّي
في لحظات ما قبل الرحيل ,
وهي تشير الى الجليل ..
يا بنيَّ ..
من هنا بدأ المسرى
من هنا مّرت زفّتنا
من هنا بدأت السفره
حملنا الزنبق على أكتافنا
والفرح في عينينا
ومشينا
مررنا بقانا الجليل
فلاقتنا زغاريت أكواز الرمان
بالترحيب والتهليل
**************
يا بني ..
وشربنا من مية العذرا
ومشينا
على لحن ترانيم النصراويات
يغنين لنا جفرا
مشينا وفرحنا يقطر شهدا
قطرة قطرا
مشينا نحمل
في قلوبنا أحلام بكرا
***********************
يا بني ..
رمينا قمحنا نثرا
وحوّلنا أرضنا السمرا
الى شعلة خضره
وكتبنا بأظافرنا حلمنا
على الصخره
وزرعنا الصحرا
زهرا
***********
يا بنيَ
وحملنا حلمنا على أكتافنا
سنيناً ودهرا
وجلسنا على شفا الأردن
نحكي له قصتنا
ويحكي لنا قصته
من وشوشات المجرى
نهاراتنا كانت ذهبية صفرا
وليالينا قمرا
**************
وفي يوم ليلته غبرة
داهمتنا أيام مرّه
أتت تحمل الرحيل والغدرا
فطردنا من البيت
وظلِّ التينة والمشمشة والصبره
ومشينا الى بلاد قفرا
يلاحقنا الجوع والفقرا
************
يا بنيَّ
حملنا في قلوبنا لظا الجمر
وفي أيدينا الحجر
ومشينا نقاتل تحت الشمس
والمطر
في الصحو وفي السهر
في البرد والحرّ
من الميلاد حتى القبر
في السرّ والجهر
****************
بعد موتي..
إسقي – يا بنيَّ- القبرا
وازرع عليه زهرا
وخذ من رفاتي جمرا
واشعل في قلبك ثورة
وأكمل ما بدأناه
وقاتل القهرا
وشق طريق العودة
برّاً وبحرا