خلجات من طقوس الرحيل ..
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 18/05/22 | 17:39 الرحيل ..
طفلة قدسية أصيبتْ
بباب العامود
لا تبكي لتسمع بكاءها
لا تصرخ لتسمع دماءها
لا تئنُّ لتسمع أنّأتها
لا ترتّل لتسمع آياتها
تسكت فتسمع صمتها
يصدح في صوت المأَذن
وتراتيل الكنائس
********
الرحيل ..
لاجئة مرَّت من باب الخليل
تحمل بقجتها على ظهرها
وبين يديها رضيعها
وفي بطنها جنينها
نظرتُ إليها أبحث عنها
في أزقَّة القدس
فكان أمام عينيَّ ..
سراباً منفوشاً على وجنتيها
ضبابأً منقوشاً في عينيها
عطشاً مفروشاً على شفتيها
دمعاً مرشوشاً على مقلتيها
***************
الرحيل ..
كرمل سألني أراحل أنا !؟
نظرت أمامي فرأيت البحر
بحثت بين أمواجه
عن سرداب
لأنفذ منه الى باب
يوصلني الى جواب
فغصت أنا والبحر في
أعماق الغياب
***********
الرحيل ..
حيفا تتدثَّر
بغطاءات زبد البحر
سألتني أراحلة أنا !؟
نظرتُ حولي فقشعت الروحة
ما زالت كما كانت هضاب
جروحها مفتوحة
رياحها مبحوحة
لا تعرف الأسباب
ليس هنالك من دليل
أنها تعلمت لغة الرحيل
أو لغة الإياب
************
الرحيل ..
لاجئة من الكفرين ..
سألتني بعد أن
ودَّعتهم
أَرَحَلتُ أنا !؟
أم هم رحلوا !؟
ولمّا لم تسمع ردِّي
خطتْ خطوةً الى اليمين وخطوةً
الى اليسار
صاحتْ من بعيد
أَراحل أنتَ أم أنا الراحلة
***************
الراحلون ..
السائرون الى ما بعد الشمال
أراحلون نحن .. أم عائدون .!؟
سألوا ..
المارون من وراء الجبال
أراحلون نحن .. ام قادمون .!؟
سألوا ..
الحجارة الباقية في قاع الوادى
أراحلون نحن أم باقون .!؟
سألوا ..
جذور أجدادي
أراحلون نحن أم مقيمون !؟ ..
*********
الرحيل ..
سيّر في طريق الرجوع
في طريق صعب الطلوع
خلفنا وأمامنا وحولنا الجموع
نسير بصدور مكشوف بلا دروع
نصرخ بصوت لا ندري إن
كان أخرس أم مسموع
أين الربوع !؟ .. أين الربوع !؟
فلا نسمع منها سوى جوابٍ مقطوع
جوابٍ مقطوع ..
*********