طاعة الوالدين من خلال سيّدنا محمّد سعيد رمضان البوطي
معمر حبار /الشلف - الجزائر
تاريخ النشر: 19/05/22 | 8:40قرأت هذا الأسبوع عبر صفحة صديقنا برهان كريم، أنّ سيّدنا محمّد سعيد رمضان البوطي، رحمة الله ورضوان الله عليه، طلب منه رئيس إحدى الجامعات السورية، أن يلقي محاضرة، وهو حينئذ عميد كلية بالشام، وفي الأربعين من عمره.
قال له العالم محمّد سعيد رمضان البوطي، لاأجيبك لما طلبت حتّى يأذن لي أبي. فطلب منه رئيس الجامعة، أن يهاتف أباه من مكتبه.
اتّصل سيّدنا محمّد سعيد رمضان البوطي بأبيه، وأخبره أنّ رئيس الجامعة طلب منه أن يلقي محاضرة بالجامعة التي يشرف عليها.
قال الشاهد: ماأدهشني فعلا، أنّ محمّد سعيد رمضان البوطي، لم يطلب الإذن من أبيه، ولم يلح في الطلب، إنّما اكتفى بعرض الطلب، وفقط.
جاءه فيما بعد رفض أبيه، فقال سيّدنا محمّد سعيد رمضان البوطي، لرئيس الجامعة، وهو يومئذ عميد كلية بالشام، وفي الأربعين من عمره، وخريج الأزهر: لم يأذن لي أبي في إلقاء المحاضرة.
أضيف: سبق لي أن قرأت كتاب “هذا والدي”، للعالم محمّد سعيد رمضان البوطي، وممّا جاء فيه، وحسب ذاكرتي، وبأسلوبي:
منعني أبي من أن أشتغل بالوظائف الرسمية، وقد اتّصلت به جهات علمية رفيعة المستوى للتدريس والعمل، فكان دائما يجيبهم: لم يأذن لي أبي بذلك، وهو حينئذ عالم فقيه، وخريج الأزهر.
اتّصل علماء، وفقهاء، وكبار القوم بأبيه، يطلبون منه أن يأذن لابنه محمّد سعيد رمضان البوطي، بالتدريس والعمل في الوظائف الرسمية، لتستفيد منه سورية، والعالم العربي، والإسلامي، والإنسانية.
يقول محمّد سعيد رمضان البوطي: بقيت على ذلك الحال زمنا، حتّى أذن لي أبي أن أعمل بالوظائف الرسمية. وبعدما تيقّن أنّي ثقة، وأهل ثقة، رحمة الله ورضوان الله عليهما.
أقول: يمكن للقارىء أن يتصوّر هذا المشهد العظيم: عالم، وفقيه، وفي الأربعين من عمره، وعميد كلية، وخريج الأزهر، يطلب الإذن من أبيه ليلقي محاضرة، ودون أن يلح عليه في الطلب، ويتوسّط لدى أبيه السّادة وكبار القوم، ليأذن لابنه، أي للعالم والفقيه والأربعيني من عمره، وعميد الكلية ليعمل لدى بالوظائف الرسمية التّابعة للدولة السّورية.
أفهم الآن سرّ عظمة العالم محمّد سعيد رمضان البوطي، وأن طاعة الوالدين مفتاح لكلّ نجاح عظيم.
قلتها وأعيدها: من أراد أن يعرف حقيقة العالم محمّد سعيد رمضان البوطي، فليقرأ كتابه “هذا والدي”، لأنّه سيقف حينئذ على الأسرار، والأسباب الحقيقية التي دفعته لاتّخاذ هذا الموقف دون ذاك، وثباته على نفس المواقف، رغم امتداد الزّمن، وبنفس العلّة, ويسهل عليه فيما بعد قراءة كتبه، والاستفادة منها، ونقدها.
بقدر مااستفاد صاحب الأسطر من كتب محمّد سعيد رمضان البوطي، وبقدر ماأثنى عليه في حياته، وأثناء استشهاده، وبعد شهادته، بقدر ماانتقده في مواضيع، ومواقف.
رحم الله محمّد سعيد رمضان البوطي، ومن حقّ أبنائه، ومحبيه أن يفتخروا بكون عالمهم وفقيههم، لايقطع في الصغيرة، والكبيرة دون إذن أبيه، وهو في الأربعين من عمره، وعميد كلية، وعالم، وفقيه.
—