خواطر بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 21/05/22 | 7:59حين لم أعرفني في اللوحة
رسمتُ لوحةْ بعد منتصف الليل..
فيها لوّنتُ فوضى الحياة..
رسمتُ فيها صمت المكان
جاء الفجرُ، واللوحة لم تجهز..
عزمتُ على رسمها حتى النهاية..
انتصف النهار، واللوحة كانت بحاجة لبعض الرٌتوش
عتّمت الدنيا، وأنا بقيتُ أرسم ما تبقى من بعض التفاصيل فيها
قبل منتصف الليل انتهيت من رسمها..
نعستُ ونمتُ بجانب اللوحة..
في صباح اليوم التالي استيقظتُ، ونظرتُ للوحة
تأمّلتُ اللوحة لدقائق، واكتشفت أنني كنتُ أرسمني
قلت: لكن اللوحة تشبهني، مع أني حين رسمتها لم أتذكرني..
فهل تعبي من الحياة جعلني أنسى وجهي؟
————
اعتراف موارب
أعترف حين أقف أمام المرآة بأن وجهي تغيرت ملامحه،
لكنني أحاول أن لا أعترف بعدما أبتعد عن المرآة
وكأن المرأة أراها تكذب، ولكنها صادقة في عكسها الصريح
فليس العيب في المرآة، وإنما العيب في عدم اعترافي بهرمي
لا يمكن أن أجعل المرآة كاذبة في عكسها لوجهي
أحاول أن أعترف، ولو باعتراف موارب بأن الوجه، الذي في المرآة هو أنا
فالمرآة ليست كاذبة في عكسها لوجهي الحقيقي
فلماذا أغضب من مرآة تقول الحقيقة عني؟
فهذا اعتراف مني، ولو موارب عن وجهي، الذي تغير..
————-
مرآة بريئة
أمام مرآة أقف كل صباح عابسا
وكأن المرأة تريني وجها آخر
فليس العيب في المرآة، وإنما في عدم اعترافي بهرمي
لا يمكن أن أجعل المرآة كاذبة في عكسها لوجهي
أحاول أن أبعد العبوس عن وجهي، كي لا ألوم المرآة
فهي ليست مذنبة في عكسها لوجهي الحقيقي
فلماذا أغضب من مرآة صادقة؟
أراني في المرآة هو أنا، الذي يشبهني..
أبتعد عن المرآة خطوات عدة، وأقول: هي ليست مذنبة في تغيير وجهي
——————
انكار
أقف كل صباح أمام مرآة يعلوها الغبار
لا أرغب في رؤية ملامحي، التي بدلها الزمن
أراني في المرآة بلا شوائب..
كأن المرآة تريني وجهي، اللذي لم يعد يشبهني
أبقي الغبار عمدا على مرآة، لا أحب النظر فيها كل يوم
أعي بأن المرآة ضجرت من غبار الزمن
ولكن حالة نفسية تأتيني عند النظر إلى مرآة تشتاق لوجهي، الذي اعتادته..
لكنني أتعمد كل يوم أن لا أزيل الغبار عن مرآة تريني وجهي الآخر
ذاك الوجه، الذي أول من نظر إليها بعد بائعها..
أنكر أمام المرآة بأن وجهي تغيرت ملامحه..