خواطر بقلم عطا الله شاهين
عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 26/05/22 | 8:55بوْحُ المرآة..
أنا في حالة انسجام مع بوح المرآة..
المرآة تبوح بكل صمت عن وجهي
تعكس وجهي كما هو دون مجاملة..
أصغي لصمت المرآة بكل هدوء..
بوح المرآة يقول كلاما صامتا عني..
لا هروب من بوح المرآة، التي تظل تبوح بوحها الصادق
أقف لزمن أمام المرآة، كي أراني كما أنا..
المرآة تبوح لي عن اشتياقها لوجهي..
اعتادت المرآة أن تقول لي الحقيقة عن هموم وجهي
لا يمكن تكذيب المرآة، التي باتت جزءا من ألمي..
فالمرآة تعكس فرَحي وحزني
فبوح المرآة هو الذي يجعلني أنظر إليها كل يوم..
————–
أحتاجُ لدفئها في العدم ..
أنام في العدم مرتعشا..
أرتعش هنا منذ زمن..
أحتاج لدفء سرمدي..
لو ترى تلك المرأة ارتعاشي لحزنتْ عليّ
ستتألم في وجودها..
لربما ستأتي إليّ إذا تاقت لدفئي..
أعي بأن الوجود لها أروع!
لعلّها ستعي بعد سرمد بأنني محتاجٌ لدفئها
ها أنا أرتعش من رياح عدمية..
سأموت مرات ومرات، وأحلم بدفء تلك المرأة
لربما سأظلّ أراها في أحلامي
أسأل ذاتي: هل ستفكر في المجيء إلي ذات زمن؟
ها أنا أرتعش من برْدٍ سرمدي، ويا ليتها تأتي كي لا أموت مرة أخرى
——————
حُلْمٌ عالق في العدم ..
قلت لها: لست أنت في العدم
لمْ أعرفك في بداية ولوجي للعدم
فلولا صوتها، الذي همس لما كنت توقّفتُ بجانبها ..
قلت لها: لماذا أنت هنا ؟
ردت عليّ علقت ذات حُلْم، ولم أستطع العودة إلى الوجود..
فسألتني ولماذا أنت هنا ؟
قلت لها: بحثي عنك قادني إليك
فقالت: تعال نحلم كي نعود إلى وجودنا ..
تنهدت، وقلت لها: هل العدم يمنعك من الدنو مني؟
فردت: كلا، ولكننا في الوجود ستعرفني بعناقك..
ففي العدم أنت لا تراني، وتعانق اللامكان..
تسمع همساتي دون عناق..
قلت لها: سأحلم بأننا متعانقين في الوجود
قالت: إنه حُلْم بلا إياب إليّ، ومتجه في اتجاه واحد فقط، وعالق في العدم..
———————
امرأة في محراب القلق..
تخيّل يا حبيبي كيف أرتعش في غيابك من برْدٍ مجنون!
أيهون عليك تركي في محراب القلق لزمن؟
وهنا يا حبيبي لا تدري كيف يقلبني القلق على أريكة تحت لحاف رثّ؟
تصوٌر يا حبيبي وجودي في محراب القلق، وفي جو بارد دون أنفاسك
تخيّل ارتعاشي، وقلقي المجنون عليك في هذا المحراب، الذي فيه تمثالك المنحوت من الصخر
أتدري بأن تمثالك، الذي يشبهك بصمتك فقط لا يمنحني أي شيء سوى أنه يذكّرني بك..
تصوّر غيابك عني، وأنا هنا في محراب القلق أراني قلقة من عدم تذكرك لي..
أنسيتَ دفئي بهذه السرعة، فلماذا لا تريد أن تأتي إلي، كي لا أموت من القلق؟
تخيّل يا حبيبي اشتياقي لك ليس لأنك تمنحني الدفء فقط، بل لأنك أنت، الذي تمنحني هنا في محراب القلق
فرَحاْ أبدياً بهمسات الحُبّ..
—————————–
تلمسينني كضوء في عتمة ..
تلمسينني كضوء وتبهرين عيني من سحر جمَالكِ..
تلمسينني كفوتون سريع يضيء جسدي، وتبهرينني بجسدك الساحر
أحاول عبثا لمسك، لأن ضوء جسدك أبيض كشعاع فوتون يسير نحو عتمة الكون
تلمسينني كضوء، وتهربين من بين يدي، وعندها أتبعك جريا، لكنني أفشل في لمسك..
تلمسين وجهي بضوء عينيك، وتفرين نحو عتمة تلفني منذ زمن..
أحاول في كل مرة من الإمساك بك، لكنني أتوه بين خيوط العتمة..
————————-
عدميةُ تفكيري في اللامكان ..
أفكر عبثا في إيجاد مخرج من اللامكان
أتعب عقلي كي يكون تفكيره عقلانيا للعودة إلي في الوجود
أظل أفكر حول ماهية اللامكان، ولماذا أنا هنا؟
أعجز في تخيل خروجي من اللامكان، الذي يشبه العدم
لا جهات أمامي أراها، ولا ضوء يرشدني إلى مكان..
أخطو في اللامكان، وأفكر في طريقة كي أعود إلى مكاني، الذي بدأت أنسى شكله
لا تخيّل بعد كي أخرج من اللامكان كما أنا، فهنا لا أرى سوى عدمية تفكيري..
فهل سأعود فقط في الحُلم إلى أريكتي، التي تقتُ للتمدد عليها مُشعلاً سيجارتي؟ ..
كل ما أتذكره لوحة رسمتها ذات زمن عن شكل العدم، فهنا التفكير يبيتُ عدمياً..