العَّلم الفلسطيني..امامك سِر!!
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 26/05/22 | 16:00لا ادري ضبطا متى تعرفت لاول مره على العلم الفلسطيني لكني ادري يقينا اننا كنا صغارا عندما كنا نمارس طقوس لعبة ” امامك سر وخلف در” ونؤدي التحية ” العسكرية” لعلم صغير مثبت على عود مغروس في الارض والحقيقة انني لا اعلم حتى يومنا هذا كيف وصل العلم الى ديارنا النائية الواقعة خلف كثبان الرمال وغارقة في النسيان لكنها كانت تؤدي واجب تحية العلم مع العلم انها تعلم انها واقعة تحت الاحتلال ولل”حيطان” اذان وفيما بعد ولاحقا فهمت لماذا كان احدنا يخبئ ” العلم ” الجوهرة بعد انتهاء وقت اللهو ومن ثم يعيد تثبيته في اليوم التالي عندما نعيد لعبة ” العسكر” التي تطورت وكبرت معنا حتى حملنا العلم يوم ما في مظاهرة ما لنعي لحقيقة انه رمزنا الوطني التاريخي التي اضفنا اليه ولجانبة الكوفية الفلسطينية التي تعدت برمزيتها الوطنيه والثوريه والتحررية حدود جغرافيا فلسطين ..
بلغت الكوفية طول الدنيا وعرضها وحملت معها اسمها بكل اللغات فلا تجد بلد اليوم من بلدان العالم لا يعرف الكوفية ومعناها وفحواها في صفوف الثوريون والتقدميون حول العالم لابل انها رمز اصيل من رموز الحرية والثورية في العالم فمن لا يملك منكم اليوم كوفية فهو ليس كامل الهوية ومن لا يملك منكم علما فهو فاقد لجزء اصيل من هويته العربية الفلسطينية ,فهلموا وتقَّدموا واشتروا عتادكم الوطني وثبتوه في زوايا بيوتكم وعلى عتباتها” اعتابها” وتقدموا منه والقوا عليه التحية بين الفينة والاخرى وعلموا ابناءكم وبناتكم ان هذا الشئ منا وعلينا وقطعة عزيزة في حياتنا ومن تاريخنا وهو التاريخ الذي يحمل شرف هذة السنين الطويلة من النضال والكد والرد على غاصب ظن خطأا اننا لقمة صائغة فاذ بنا صوان على صوان لا نلين ونزداد صلابة عبر السنين ونحن نرى اليوم جنين وكامل فلسطين على قدم وطن وساق ثائر وسواعد تحمل العلم وتسير فيه على طول وعرض الوطن.. ليس ضيفا ولا غريبا لابل هو صاحب الدار ومنارة الديار وفرحة المكان والزمان ومعلَّم اساسي في الهوية الوطنية الفلسطينية..!!
حملت العاصفة ما حملته من تراب وغبار لكنها لم تحمله الى خارج حدودها , حملت معها ما اسر قلب المكان والزمان اللذي تمكن مكانه وتزمن زمانه وولد اعلام من رحم الارض جلبتها للتو الرياح العاتية التي ضربت فلسطين ارضا وشعبا على غفلة غدر لم تعهدها وتعرفها جغرافيا وديموغرافيا وطن كان عامر باهله الذين كانوا يحصدون الحصيدة ويلهون في اعراس ومواسم الافراح تحت قبة سماء فلسطين يستنشقون هواءها الطلق ويتمتعون بحرارة شمسها ودفء مياه بحارها وبنسيمها وعبقها واهازيج دلعونة وصوت ناي قادم من بعيد ومن قريب يبشر بصباح اخر لكنه صباح لبس حلة الحزن والاسى حين بلغت اخبار الغزاة اهل وربوع فلسطين فحدث ما حدث على انغام زخات الرصاص الغادر فرحل من رحل وقُتل من قتل وظلت فلسطين بكل حلتها وزينتها تُزين المكان وترفض الوان اعلام الغزاه مهما بلغت عددا وعدة وعمارات تناطح السحاب ولا تنطح علم فلسطيني تحمله سواعد رجالنا ونساءنا واطفالنا وشيوخنا وتحتضنه بيوتنا ومخيماتنا وطنا ومهجرا .. مخيمات تحمل احياءها اسماء صفد وحيفا وعكا وكامل مناطق فلسطين..مخيمات وحارات واحياء العودة!!
حمل الفلسطينيون فلسطينهم اينما رحلوا وحَلوا في فلسطين وخارجها وعلى طول وعرض العالم …فلسطيني ه كان يقطن بداخلها او خارجها .. تقطنه هي وترعى حلمه بالعودة..حلمه الذي كبر معه وترعرع في روحه ووجدانه وبلغ حد الافق البعيد والقريب وحفنة تراب فلسطينيه عزيزة تحتضن وردة في مكان ما خارج حدود فلسطين.. وصلت التربة كهدية والوردة صارت جورية تفوح برائحة وعبق فلسطين..يامَّا شوفي شو حلوة الوردة تفوح عبقا وتاريخا ومعنى يتخطى كل المعاني..وردة فلسطينية في تربة فلسطينية يرعاها وترعاها فلسطينيون وفلسطينيات لانها اصلا وفصلا وتربة من فلسطين..عمر التربة ما صارت غربة..!!
.. وينَّك.. ابقى معنا.. اسمعنا زين.. انت يا غاصب ومُحتَّل: كل مسيراتك وكل اعلامك وكل اوباشك لن تمس شعره بتاريخ باب العامود والقدس والاقصى وكامل فلسطين.. حتى لو صبغتم الارض بالوان فطيستكم سيأتي المطر ويعيدها الى لونها وحقيقتها..طلاء يطارد وَّهم ركض اللص وراء سراب الاعتراف بشرعية سرقته..لهث ويلهث لكنه مصدوم من كَّم هذا الصمود وكيفيته..تكاثر الصمود عدة وعددا وهاهو ينفث دخان نرجيلته بكل اريحية على مدرجات باب العامود..صامد في باحات الاقصى والشيخ جراح وسلوان والضفه وغزة والجليل والساحل والنقب والعلم الفلسطيني يرفرف في كل مكان وكما قال شبل من اشبال فلسطين : اذا انزلتم علما واحدا, سننصب مليون… *عَّلي الرايه عَّليها, عَّلي الكوفية علي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها..وهز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحيا… نقول : عَّلي علمك الفلسطيني ياعَّم وهاذي بلادك ولا تهتم.. هم يقلعون ونحن نزرع والغلة ستكون اوفر من وفيرة…حصاد العَّلم والكوفية..!!
يضربون اخماس احتلالهم باسداس اوباشهم والنتيجة دوما واحدة وهي خطأ حساباتهم فلا العمارات ولا الشوارع الفارهة ولا اموال امريكا عمَّرت احتلالهم ولا الشعب الفلسطيني اعترف بوجودهم حتى لو جلبوا كل اسلحة الدنيا وتمترسوا داخل مجنزرات ومدرعات, فسلاح الحق الفلسطيني اخترق وسيخترق كل التحصينات وبلغ مرحلة اللاعودة في مسار طريقه الطويل نحو الحرية والانعتاق من احتلال قوى الرعاع المسلحة والمدججة بالسلاح لكنها اضعف واهَّش من بيت العنكبوت.. نقول ونطول ان جبروت القوة لن ينفع ولن يشفع للغزاة من حكم التاريخ المحتوم وهو اما الهزيمة الساحقة او الرحيل او الانسلاخ..خيارات محدوده امام حملة اعلام احتلالية مهزومة في مهدها..!!
في بلادنا ومن بين صفوفنا دجالون وكذابون يرفعون علامات ورايات ” سلام ” مزعوم لم يجنح له الاخرون حتى في ظل تنازلات بشعة عن جغرافيا وديموغرافيا فلسطين, والذي حدث ان مشاريع ” السلام” المزعومة تحولت الى دكاكين منافع ومصالح لقلة قليلة تشدو اناشيد “وطنية” على اوتار مقطعة لا علاقة لها لا بالشؤون ولا بالشجون الفلسطينية من جهة وبمثابة جسر عبور لتوسيع مناطق الاحتلال الاستيطاني في فلسطين من جهة ثانية وبالتالي وما هو جاري هو استفحال الاحتلال الاستيطاني في ظل وجود جماعات فلسطينية تزعم انها ” قيادة” فلسطينية فيما الحقيقة هي انها جماعات تابعة اسميا وموضوعيا لمنظومة الاحتلال الذي يقتل يوميا ابناء وبنات واطفال الشعب الفلسطيني غير ابه لا بمعاهدات ” سلام” و لا قوانين دولية ولا بحقوق الانسان.. احتلال مجرم مدعوم من الغرب الامبريالي بالمال والعتاد ..عليكم ان تتصوروا حالة قتل وجريمة مؤكدة يرتكبها جندي اسرائيلي في وضح النهار ومع هذا يطلبون الدليل والاثبات انه هو الذي اطلق النار على هذا الفلسطيني او ذاك..استباحة الدم الفلسطيني على اساس ان المجرم معافى من الاتهام والادانه لكون الضحية فلسطيني ه!!
اسمع كلامك يعجبني واشوف افعالك اتعجب, فما الذي تبقى فوق وتحت طاولة مفاوضات مهشمة وما الداعي للعودة لطاولة ركام سلام مزعوم لم يُفرخ سوا مزيد من الاستيطان والاحتلال ومزيد من البطش والقتل بحق الشعب الفلسطيني الى درجة الوقاحة بمنع الفلسطيني من رفع علم فلسطين لابل انهم لا يعترفون بوجود الفلسطيني ويؤمنون بمقولة ” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” رغم وجود الفلسطينيون قبل وبعد عام 1948 ووجودهم عام 2022 بعدد تجاوز ال 14 مليون فلسطيني وعليه ترتب القول ان جميع الادانات الشكلية والدعوة بالعودة لطاولة المفاوضات هي كذب في كذب وتضليل ما وراءه تضليل وهدفه النهائي والاني ايضا هو الابقاء على وجود الاحتلال وضمان توسعه في ظل وجود سلطة اوسلوية ينتفع منتسبيها من وجود واستمرار الاحتلال..
نحن امام حقيقة صادمة وهي ان الاحتلال له قيادة تقود مشروعة الاحتلالي والاحلالي فيما الشعب الفلسطيني يناضل وحده كافراد وجماعات في ظل غياب القياده والبرنامج الوطني الواحد.. لا يوجد قياده فلسطينية فماهو موجود فصائل وحركات جلها منطوي تحت قبة منافع ” اوسلو” او قبة شعارات وطنية خاويه على عروش مطلقيها.. مفارقة ان تعمل وتتعاون مخابرات جماعة اوسلو مع مخابرات الاحتلال وتزعَم في الوقت نفسه انها قيادة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني والانكى من هذا هو ان الاحتلال يقتل ويجرح يوميا العشرات من الفلسطينيين ولا نسمع سوا ” حسبي بالله والنعم والوكيل” و” الجنائية الدولية” و ” الحماية الدولية” لابل نسمع ادانات اوسلوية ” فلسطينية” للعمليات الفدائية بشقيها الدفاعي والهجومي.. في فلسطين ايضا معضلة حصر النضال والصراع في بؤر ونقاط معينه يحشد فيها الاحتلال قواته لقمع الشعب الفلسطيني كما يجري يوميا في الاقصى والقدس وبؤر اخرى مثل جنين الابيه ومناطق فلسطينية اخرى وبالتالي النضال من اجل الاقصى مهم جدا لكن حصرة فقط في الاقصى والقدس وعزله عن كامل فلسطين, يضر بالمحصلة بالاقصى والقدس وكامل القضيه الفلسطينية بمعنى واضح : لا يجوز ان ينحصر الصراع فقط في الاقصى ونترك او نهمل كامل فلسطين المحتلة.. معضلة البؤر واستفراد الاحتلال معضلة تحتاج الى حل وعملية حك مخ..!!
مسيرات ” الاعلام” الصهيونية لن تخيف الشعب الفلسطيني وعلى هذا الاخير ان يواجهها برفع الاعلام الفلسطينية…يقتلعون علم.. نزرع مليون علم.. العلم الفلسطيني: امامك سر وخلف دُر..ابقى على المتراس حاملا الرايه وعَّليها…تحية لكم شعبا وارضا ووطنا ومهجرا..ارفع ي العلم وعَلي الكوفية وازرع وردة جورية.. العلم علمك والوطن وطنك ياعَّم ارفع ي راسك ولا تهتم..امامك سر..!!