استقلال الاردن والإرث التاريخي والحضاري
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 30/05/22 | 7:17الاثنين 30 أيار / مايو 2022.
لقد عبرت مسيرة الاستقلال الوطني للأردن عبر مراحلها المتنوعة ومحطاتها التاريخية والتي امتدت منذ الاستقلال في 25 أيار 1946 مما اسهم بإعلاء شأن الاردن وترسيخ رسالتها الخالدة فكانت الارادة الهاشمية لتعبر عن معاني الوفاء والانتماء لهذه الارض المباركة ومسيرة النهضة والأعمار والتنمية مما ساهم في تكريس مكانة الاردن على المستوى العربي والدولي وانعكست مسيرة الاستقلال الاردني على دورها في حماية المقدسات الاسلامية والمسحية في القدس الشريف لتشكل محورا مهما على المستوي الوطني والبعد العربي والإسلامي والدولي لحماية المقدسات والحفاظ على الحقوق التاريخية وهذا الارث الديني والتاريخي وواجب الاستمرار في حمايته والحفاظ عليه ليكون منارة وإشعاع حضاري للأجيال القادمة .
تنطلق المملكة الاردنية الهاشمية بكل ثبات وقوة وإيمان راسخ بوحدتها ونهجها الاصيل الثابت نحو غد مشرق للأجيال القادمة ولتكريس دور الشباب وتعزيز الامكانيات من خلال العمل والجهد المستمر لكتابة فصول التاريخ وقصة كفاح وعزيمة وإرادة الاردنيين على طريق نيل الاستقلال وترسيخ دولة المؤسسات والقانون لتساهم بالتقدم والنهضة التنموية ولتستمر المسيرة الريادية الاردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الامين الحسين بن عبد الله الثاني من اجل حماية القدس والمقدسات الاسلامية والمسحية والتأكيد على الدور التاريخي للهاشميين في هذا المجال ولتحقق الرخاء والازدهار لكل الاردنيين من اجل غد افضل يصنعه الاجيال بوحدتهم وتمسكهم في المبادئ والثوابت الراسخة والأصيلة التي امنوا بها وعملوه من اجلها .
وما من شك بان ذكري استقلال الأردن تمنح الشعب العربي الفلسطيني الدعم المعنوي الذي يتجسد من خلال ممارسة المبادئ الراسخة ووصايا الاجداد ومواصلة تقديم الرعاية من قبل المملكة للقدس والمسجد الأقصى ومديرية اوقاف القدس وموظفيها وأن هذا الدعم بمثابة تأكيد على حق الوصاية والاهتمام الاردني بأوضاع المسجد الاقصى واستمرار تقديم كل ما يلزم من اجل العمل على اصلاح وإعادة اعمار كافة الأضرار التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك خلال الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين ووضع حد لهذه الممارسات الاجرامية المنافية لكل الاعراف والقوانين الدولية .
القضية الفلسطينية مرت بمراحل متعددة وصولا لما نحن عليه الان من مواصلة العدوان الهمجي وتصعيد الاستيطان ومواصلة السياسات الممنهجة التي تتبعها حكومة الاحتلال من هدم البيوت والاستيلاء على أراضي المواطنين ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والقرارات الدولية التي تعتبر مدينة القدس والأراضي الفلسطينية واقعة تحت الاحتلال وبالتالي لا بد من مواصلة النضال من أجل إنهاء الاحتلال وطالما اكدت الاردن ملكا وحكومة وشعبا على محورية القدس والتي تعد من اولويات القضايا الاساسية للعمل الوطني والقومي للأردن .
القضية الفلسطينية كانت وستبقى جزء اساسي من العمل اليومي للحكومة الاردنية حيث تعد القدس قضية الاردن الاولي وتشكل فلسطين محور النضال المركزي والحضاري والاهتمام الاردني وتعمل مختلف المؤسسات الاردنية على توفير الدعم للشعب الفلسطيني لتعزيز متطلبات بقاءه وصموده وإصراره على مواصلة نضاله من اجل استرداد حقوقه المغتصبة والعمل على تحقيق الاستقلال الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية .
في ذكري الاستقلال نثمن دور الاردن في الحفاظ على الوصاية وحماية المقدسات ضمن الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها ومن اجل الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية والمتابعة المستمرة لوضع القدس بشكل خاص والقضية الفلسطينية والتصدي لممارسات حكومة الاحتلال والجرائم التي ترتكبها تجاه سكان القدس ووضع حد لمسلسل تهويد القدس والأماكن المقدسة .