” غفران وراسنة بنت فلسطين تغتال في الخليل مرتين “

قال تعالى : (مِن أجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ في الأرْضِ فَكَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا ..). المَائـِدَةِ: 34 (1) .وقال : ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. ). [آل عمران 169 ].

بعد حوالي 20 يوما من اغتيال شيرين أبو عاقلة..بزعم أنها كانت تخبر عن التحركات في جينين , يتكرر الاغتيال مع الصحفية #غفران_وراسنة بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن ، تعرضت بنت الــ 31 عام لإطلاق نار عند مدخل العروب (قرب مخيم العروب شمالي الخليل.) .تخرجت من جامعة الخليل تخصص صحافة وإعلام , وهي أسيرة !محررة.(10/1/2022 – 1/4/2022).انهم لا يفرقون بين جنس أو دين الآخر يكفي ان يكون مقاوم بل ربما فقط مخالف , فلا يلهينك .

كل العزاء و أسمى عبارات التقدير والاحترام والترحم وطلب المغفرة وان يرزق ذويها الصبر والسلوان , و إنا لله وإنا إليه راجعون،يعجز اللسان ” وصف حال أمها حفظها الله”.

انطلق موكب التشييع أمس الأربعاء 01 جوان 2022 ( الذي تعرض ايضا للتضييق ؟) من أمام مشفى الأهلي في الخليل، وصولاً إلى مخيم العروب حيث أقيمت صلاة الجنازة ودفنت في مقبرة المخيم. وتمكن شبان من نقل جثمان الشهيدة من مدخل مخيم العروب، بالرغم من إغلاقه بالبوابة الحديدية لمنع عبور الجثمان وإطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه الشبان.وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مخيم العروب الإضراب الشامل في المخيم حداداً على روح الشهيدة. وبيّن مكتب إعلام الأسرى أن الشهيدة وراسنة أسيرة محررة، اعتقلت في سجون الاحتلال لمدة ثلاثة أشهر، وأفرج عنها قبل شهر.

فقه الأولويات : #فكر_فيها : ” هل أنت موجه ؟” علمت أم لم تعلم . ولا تأخذك العزة بالإثم .

– دعك من الجزيرة والآخر ماذا قدمت أنت ؟

١- عند اغتيال #شيرين_أبوعاقلة وكان أولى الأولويات على أقل تقدير التنديد بالاغتيال !… تم توجيه جماهير ( و.ت. إ) إلى جدلية #الترحم و..

٢- وعند اغتيال #غفران_وراسنة وهي بنفس الأولوية يتم التحضير لجدلية بيزنطية ! تعامل #الجزيرة مع الحدثين والمقارنة.. والهجوم على الآخر دون مقابل ( ويترحم على الشهداء ” وهم لا يحتجون منه ذلك !” دعنا نسميه ” ترحما مشروطا !!! وانتقاميا (ستجد المنشورات المنقولة : الجزيرة نشرت منشورا واحدا …في ما أقعدوا الدنيا ” هكذا مكتوبة ثم نسخ لصق ؟! بسبب موت !! شيرين !!! لماذا هذا الكيل ؟!…. لا تتعب نفسك وتحاول إقناعه بأن القناة نقلت فعلا الخبر وعلى المباشر …وان شيرين صحفية في الجزيرة …لانه سيتهمك بالدفاع عنها !!!ثم يضيف : جماعة: شيرين يجوز الترحم عليها..جاوبولنا على السؤال الواضح والجلي ؟.لا تحمل الجنسية الامريكية ولا هي مسيحية.رحمة الله عليها. هل هذا سؤال ؟).

اعتقد أن الاستعمار الجديد انشأ مدرسة مختصة دعنا نسميها :” المدرسة العليا للإلهاء ” ؟ ( بالموازاة مع مدرسة التبرير الكبرى ) , المتخرجون منها تخصصوا في تغير المناط والمصادرة عن المطلوب وتحويل الحديث وتحويره ، فلا يتم حتى مجرد استنكار جريمة محتل فضلا عن النظر في مخططاته ” أهداف ونتائج الاغتيال! حيث كان الاستهداف مباشر – وهو طبعا بعلم وتخطيط وتسهيل كل الجهات !- أكثر من ذلك حتى وان حدث ما كانوا يسعون إليه بالضبط ( منذ أقل من شهر ؟) فانهم وبقدرة عجيبة لا يكتفون بالصمت , بل يهاجمون ثان وثالث ورابع ؟ كمثل محفز الناس على الكفر ولما يكفرو يتبرأ منهم ؟ في موضوع الحال أقيمت الدنيا ولم تقعد على الترحم على المسيحية وحمل منجل التكفير للمتعاطف والمنكر لعملية الاغتيال , ولما اغتيلت مسلمة ليس فقط لم يترحموا ؟ فضلا عن ان يدعوا إلى معاقبة المعتدي او على الاقل استنكار الجرم . صدق او لا تصدق إنهم يتهجمون على قناة الجزيرة لأنها لم تقم بالتغطية كما فعلت مع شيرين ؟ ويتهجمون على الآخر وبأثر رجعي وبمنطق معكوس ثم قد يترحمون على الشهيدة المسلمة ؟ ( دون ان يكتبها او يكتبها مقطعة خوفا من عقوبات الفيسبوك ؟) . يا فرحة المستدمر بكم . بالمناسبة المبرر لا يستسلم ولا يتوب أبدا , وأنت تحدث عن حادث قريب جدا كان يبرر له وظهر زيفه لكنه يبرر مرة أخرى ؟ بطريقة غريبة , يحس كانه في لعبة ولا يجب ان يخسر ( طبعا لا تتعب نفسك وتذهب بعيدا في التاريخ وتستدل بالعصر الجاهلي او ما بعده او حتى بالحديث , فهو حتى الحوادث القريبة جدا والموثقة بالصوت والصورة ينفيها ويبرر لها ولزعيمه .. انه مربوط )

والحل : فك الارتباط

حاول ان تضع نفسك في سياق معين . وراجع المسار فقط تكون موجه وانت لا تعلم ؟ ( يمكن تصور عدة حوادث مشابهة : يمكن أن تكون سمعت نفس الكلمات ! وهي لغة مستدمر يتقن فن توجيه ” سيكولوجية الجماهير !). كانت سنة ( 1936) بالنسبة للجزائر ابان الاستدمار الفرنسي سنة فارقة لتطور الالة الاستدمارية المخابراتية في التفنن باللعب بالجماهير والمثقفين وخلق فجوة مع علماء الامة بجعلهم او تصويرهم على انهم لعبة سهلة عديمي الذكاء ؟ بخلق جو من الدراما على مسلسل الاحداث السياسية والاجتماعية ( سميته يوما فن العفن ) حيث وبعد عودة ” المؤتمرين ” بقيادة دينية ظاهرية لجمعية العلماء المسلمين ! وفعلية لبني علمان المنبطحين ، تم اغتيال” مفتى الجزائر !..الإشكال لم يتوقف هنا ! – يتم مباشرة اتهام الشهيد الشيخ العربي التبسي…الإشكال ايضا لم يتوقف هنا . فقد تم اختطافه و اغتياله بالزيت المغلي . وتحركت الالة الاعلامية بتثبيت ” الجريمة المستحيلة لاغتيال المفتي في حقه ” . فكتب خبر :” القبض على الارهابي العربي تبسي الذي اغتال مفتي الجزائر ” وانتشر الخبر وكان هنا من ينادي من الجزائرين ؟ بشنق الشيخ ( لاحظ دون أي اجراء لمحاكمة عادلة ) . وكره الشيخ عند كثيرين حيث اشيع انه كان يسعى الى منصب المفتي و…يذكر مالك بن نبي في كتابه الصراع الفكري في البلاد المستعمرة هذه الحادثة تحديدا ويرصد ما تداولته الصحف يومها من وصف الشيخ ” بالمتمرد – ارهاب- !” وفي الصفحة الأولى وبالبند العريض ودون اي تحقيق. وفي اليوم الموالي يكتب في هامش الجريدة اعتذار او تصحيح!

– من المواقف اللافتة يومها ( قلب الحقائق وتحويل المناط والمصادرة عن المطلوب ! في مواقف استنكار الظلم تجد من يساوي بين الضحية والجلاد لا بل هناك من يلوم الضحية ويلفق لها تهما باعتراض موكب او قد يلفق حتى ان القاتل هو اقرب المقربين ! والفتنة أكبر من القتل )

اذن ” فك الارتباط ” وتحرر من نمطية التوجيه وكن مسلما وقبل ذلك انسانا على طبيعتك البشرية فطرة الله التي فطر الناس عليها واذكرن أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد كانوا سببا في سيل دم ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم !( في مصادرة عن المطلوب مشهورة معلومة ) .

* * *

في الختام :

من الوفاء قطع كل تطبيع مع الجاني واسماع صوت التنديد عاليا مع تلاحم الكلمة والصف وتحديد الهدف بدقة .فمن المؤكد ان شيئا ما يحدث او يترقب حدوثه . غفر الله لكم جميعا

——– تهميش ——-

(1) نقلت في منشور سابق يوم اغتيال شيرين : وجوب معرفة فقه الأولويات : ووضع الامور في سياقها ” نحن امام عملية اغتيال , ازهاق روح عمدا وبغير وجه حق , واخترت عمدا تفسير الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسير الآية الكريمة 34 من سُورَةُ المَائـِدَةِ أعلاه ” وهي بالمناسبة تتحدث عن معتقد مكتوب اصلا على بني اسرائيل ” ؟ حيث يقول : ( وهَذا بَيانُ أنَّ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ جُرْمٌ فَظِيعٌ، كَفَظاعَةِ قَتْلِ النّاسِ كُلِّهِمْ. والمَقْصُودُ التَّوْطِئَةُ لِمَشْرُوعِيَّةِ القِصاصِ المُصَرَّحِ بِهِ في الآيَةِ الآتِيَةِ ﴿وكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] الآيَةَ.. والمَقْصُودُ مِنَ الإخْبارِ بِما كُتِبَ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ بَيانٌ لِلْمُسْلِمِينَ أنَّ حُكْمَ القِصاصِ شَرْعٌ سالِفٌ ومُرادٌ لِلَّهِ قَدِيمٌ، لِأنَّ لِمَعْرِفَةِ تارِيخِ الشَّرائِعِ تَبْصِرَةً لِلْمُتَفَقِّهِينَ وتَطْمِينًا لِنُفُوسِ المُخاطَبِينَ .) ويضيف ان (ومَعْنى التَّشْبِيهِ في قَوْلِهِ: ﴿فَكَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا﴾ حَثُّ جَمِيعِ الأُمَّةِ عَلى تَعَقُّبِ قاتِلِ النَّفْسِ وأخْذِهِ أيْنَما ثُقِفَ والِامْتِناعِ مِن إيوائِهِ أوِ السَّتْرِ عَلَيْهِ، كُلٌّ مُخاطَبٌ عَلى حَسَبِ مَقْدِرَتِهِ وبِقَدْرِ بَسْطَةِ يَدِهِ في الأرْضِ، مِن وُلاةِ الأُمُورِ إلى عامَّةِ النّاسِ. فالمَقْصُودُ مِن ذَلِكَ التَّشْبِيهِ تَهْوِيلُ القَتْلِ ولَيْسَ المَقْصُودُ أنَّهُ قَدْ قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا، ألا تَرى أنَّهُ قابِلٌ لِلْعَفْوِ مِن خُصُوصِ أوْلِياءِ الدَّمِ دُونَ بَقِيَّةِ النّاسِ.). ثم اشرت الى التطور الدلالي للفظ ومكمن الغلط واللغط : حيث كانت صفة “الشهيد” قبل سنة 2000؟ كانت حركات التحرر عموما وثورة التحرير الجزائرية مثلا تطلق على كل من سقط في معركة التحرر من المستدمر ( من طرفه او بسببه خلال ثورة التحرير 1954-1962) صفة شهيد ولو كان من اهل الكتاب او حتى ملحدا ،… وكيف ان شاعر المرأة الرمز ” نزار قباني !” خلد جميلة بوحيرد في شعره :” رقم الزنزانة تسعونا في السجن الحربي بوهران..” . وهنا المقاربة هذا لا يعن ان بوحيرد تمثل الثورة الجزائرية بكاملها ( او انه لا يوجد هناك ثوريات جاهدن في الجبال والقرى والمداشر وبعيدا عن العاصمة وكن يرتدين الحجاب واشد التزاما مما يعتقد …) . وانما كانت بوحيرد سجينة ظهرت للاعلام , نالت تعاطف , فهل يعقل ان تنكر على من يتعاطف معك ويسمع صوتك ؟ ( يذكر ان حادثة قتل محمد الدرة وهو بالتأكيد ليس الطفل المقاوم الذي كان في يده الحجر , وما ناله من تعاطف لم يكن يعجب الفلسطينين ؟ )…وأضفت بأمثلة تطور المعنى الدلالي للألفاظ منها مثلا أن القرآن الكريم لم يستعمل لفظ :” استشهدوا ” بل قال :” قتلوا “؟- فهل تعرف أنت خير من القران ؟!”): – { وَلَا تَحْسِبَنَّ اَلذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اِللَّهِ أَمْوَٰتاَ ، بَلَ اَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }. [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٦٩]. ( وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ).[سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٩٥].{ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ( يُّقْتَلُ) فِي سَبِيلِ اِللَّهِ أَمْوَٰت}[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٣].وَقَٰتِلُواْ في سَبِيلِ اِللَّهِ اِلذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ ..}. [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٩].- وان لفظ ” هلك” لا يعن أكثر من الموت ؟ مات فقط بكل تجرد سواء كان الميت مسلما او كافرا ! نبيا ولا مرسال ؟: 1- “إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك” (النساء-176).2- “قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه” (المائدة-17).3- “قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم” (الملك-28)..4- “فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية” (الحاقة-5).5 – ضف إلى ذلك مما جاء في معجم اللغة العربية المعاصر عن ” هَلَكَ” :هَلَكَ وهَلِكَ ، هُلْكاً وهَلاكاً وتُهْلُوكاً وهُلوكاً ، ومَهْلَكَةً ومَهْلُكَةً ومَهْلِكَةً وتَهْلَكَةً وتَهْلُكَةً وتَهْلِكَةً : ماتَ.

عزوق موسى محمد