نقابة المعلّمين تنظم فعاليّات للمتقاعدين العرب
بقلم المربّي أحمد نمر خواجه
تاريخ النشر: 03/06/22 | 18:29 قدّمت دائرة رفاهية المتقاعدين فعاليّة خاصّة بالمعلّمين العرب المتقاعدين بإشراف الأخ زياد مجادلة مدير دائرة التخطيط والتنسيق للوسط العربيّ في نقابة المعلّمين، وكانت تلك الفعاليّة
عبارة عن رحلة نقاهة لأربعة أيّام في فندق داؤود على البحر الميّت.
وقد كان لتلك الرحلة ومثيلاتها الأثر الطيّب في نفوس المشاركين الذين تقدّمت بهم السنّ وباتوا محدودي الحركة بعد أن قضوا معظم سنوات حياتهم في أشرف المهن وأسماها ألا وهي مهنة بناء الإنسان، فجاءت هذه الفعاليّة وأدخلت البهجة في النفوس وخاصّة عمليّة الالتقاء بزملاء المهنة الذين حال التقاعدُ وظروف الحياة من لقائهم، فكانت هذه الرحلة فرصة ملائمة لملاقاة الأحبّة ورفاق العمل بعد فراق طويل لاستعادة الذكريات والاستئناس بأحاديثهم.
وقد شملت الرحلة برنامجَ عرض فيه مسرحيّة تحدّثت عن معاناة المواطن الفلسطينيّ في إسرائيل، وعن صعوبات الحياة التي واجهها أثناء فترة الحكم العسكريّ، وعن المرارة اليوميّة التي كان يذوقها المواطن الفلسطينيّ العربيّ أثناء تعرّضه لملاحقة الشرطة وإلقاء القبض عليه واعتقاله.
وقد أبدع الممثلان إياد شيتي وسعيد سلامة اللذان مثّلا هذه المسرحيّة على مسرح الفندق بكلّ حذاقة وإتقان سرّ جميع الموجودين.
كما شملت أيضًا هذه الرحلة محاضرتين: المحاضرة الأولى كانت للدكتور صلاح محاجنة بعنوان:” التراث: الأغاني والأمثال الشعبيّة “.، والمحاضرة الثانية للدكتور محمود أبو فنّه بعنوان: “أهميّة المطالعة الذاتيّة وتذويتها”.
والدكتور أبو فنه ا اشتهر بحبّه للقراءة والمطالعة، وهي صفة اكتسبها منذ نشأته وتأصّلت عنده هذه العادة أثناء دراسته وعمله – مدرّسًا ومفتّشًا اللغة العربيّة ومناهجها ومحاضرًا في كليّات إعداد المعلّمين (سابقًا)، وقد اخذ على عاتقه مهمّة أن يغرس حبّ المطالعة الذاتيّة بين الطلاب والجمهور من خلال توصيّاته باقتناء الكتب وبناء المكتبات البيتيّة وتشجيع جميع افراد العائلة خاصّة بعد انتشار الإنترنيت الذي استحوذ على اهتمام الناس أطفالا وشبابًا ورجالا ونساء، مهملين بذلك الكتاب الذي قال عنه الشاعر المتنبّي:
أعزُّ مكانٍ في الدّنى سرجُ سابحٍ – وخيرُ جليسٍ في الزمان كتاب
دار محور المحاضرة كلّها حول الطرق والأساليب التي يجب اتّباعها لتحبيب المطالعة الذاتيّة وتذويتها والحرص على مصادقة الكتاب.
وقد قدّم الدكتور أبو فنه محاضرته بأسلوبه المشوّق والممتع فحاز على استحسان وتفاعل الحضور.
وأنا اغتنم هذه الفرصة وأناشد كلّ فرد فينا أن لا يبخل علي نفسه في المطالعة اليوميّة والتي من أهمّ فوائدها أنّها تقوي الذاكرة وتمنع مرض فقدانها، وأذكّر بنفس الوقت وأقول:
“بإنّ النفس إذا اشتهت الشيء، كانت أسمح في طلبه، وأنشط لالتماسه، وهي عند الشهوة أقبل للمعاني، وإذا كانت كذلك لم تدّخر من قواها ولم تحبس من مكنونها شيئًا، وآثَرتْ كَدَّ النظر على راحة الترك”. (أبو هلال العسكري في الحثّ على طلب العلم والاجتهاد في جمعه)
“وأبيّن انّه إن لم تَغلِب لذةُ إدراك المرء العلمَ وشهوتُه على لذة جسمه وشهوة نفسِه لم يَنَلْ درجةَ العلم أبدًا، فإذا صارت شهوته في العلم ولذّته في إدراكه رُجي له أن يكون من جملة أهله”. (ابن القيم – مفتاح دار السعادة)
وأختم بقولي:
كان ابن تيمية كما قالوا عنه في المأثور: “لا تكاد نفسه تشبعُ من العلم،
ولا تروى من المطالعة، ولا تملُّ من الاشتغال، ولا تكلّ من البحث”. (ابن عبد الهادي – طبقات علماء الحديث)
فالحثّ على القراءة والمطالعة أمر يؤجر من يحثّ عليها، ونأمل التوفيق للدكتور محمود أبو فنه في توجّهه وأن يكون هناك الكثيرون ممّن يتابعون أقواله وينفّذون توصياته.
حقا كانت فعالية عظيمة لم تقتصر علي نقاهةة الجسد بل تضمنت ايضا نقاهة الفكر وقد كان لمشاركة الدكتور ابو فنة فيها ومحاضرته القيمة والحيوية الاثر الطيب في نفوس المشاركين الذين استحبوا مثل هذه الفعاليات
بارك الله بالدكتور محمود الذي كان نجم الفعالية مع زميله الدكتور صلاح