أنا مع الشُّرطة ولكن
زهير دعيم
تاريخ النشر: 04/06/22 | 22:13مع أنّني لا أحبّ هذه ” ال …لكن ” …
كنتُ وما زلْتُ مع الشُّرطة في محاربة العنف المستشري في وسطنا العربيّ ودكّ أوكار المجرمين والجريمة، ومصادرة الأسلحة الناريّة السّائبة وغير المُرخّصة ، والضّرب بيد من حديد على يد كُلّ مَنْ تُسوّل له نفسه زرع الخوف في النفوس، على أن يبقى الامر في حدود القانون والسّلوك الحَسَن والمقبول والتصرّف اللائق وغير المُتهوّر!!!
فالمُتهوِّر ؛ كذاك الذي حدث امس ليلًا في حارة مركزية من بلدتي عبلّين، حينما لاحقت سيارة شرطة شابًّا يركب درّاجة نارية بحجة أنّه يحمل سلاحًا غير مُرخّص … لاحقته بسرعة جنونية ففرّ هاربًا، فأفلت الزّمام من الشرطيّ فقفزت سيارته بل قل سيارتهما من فوق دوّار الفانوس في وسط عبلّين لتنقلب شرّ انقلاب.
حادث رهيب تناقلته بالصورة والصوت والكلمات وسائل ووسائط الإعلام العبرية والعربيّة، فهبّ الجيران مشكورين لمساعدة الشّرطيين- وهذه هي شيّمنا الجميلة – واخراجهما من السّيّارة المتدهورة واسعافهما الى حين مجيء سيارة الإسعاف .
والسؤال المطروح هنا هو :
هل تفعل الشّرطة هذا الفعل الجميل !!! في كريات آتا وفي صفد وبني براك ؟ – وحتّى وإن فعلته فليس مقبولًا على الإطلاق ! –
وهل تجرؤ على مثل هذا التّصرّف الأرعن والذي قد يودي بحياة أناس لا ناقة لهم ولا جَمَل؟
قد يكون الشّاب مخالفًا فعلًا ، وقد يكون في جعبته قطعة سلاح مهرّبة ، ولكنّ هذا الأمر العظيم لا يُعطي الحقّ للشرطة في أن تضع حياة الكثيرين من سكّان البلدة في خطر، خاصّة وأنّه كان في المحيط القريب عرس يعجّ بالمحتفلين.
كم كنت اتمنّى أن أرى كما يرى أخي المواطن اليهوديّ سيارة الشّرطة فيطمئن، ولكنّني والحقُّ يُقال – وأمثالي كثيرون – كثيرًا ما نشعر بالرّهبة عندما نرى سيّارة للشرطة، رغم أنّني لا أذكر مرّة ان سرت بسيارتي إلّا وكلّ الأمور على ما يرام محترمًا القانون وأهله.
وأخيرًا على حُماة القانون أن يكونوا حماةً فعلًا وانموذجًا صالحًا نقتدي بهم ونتعلّم منهم .