قانون منع رفع العلم الفلسطيني شكل اخر للاحتلال العنصري
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 05/06/22 | 8:26الاحد 5 حزيران / يونيو 2022.
في خطوة تكرس نظام الفصل العنصري الاسرائيلي وتجسد واقع التطرف وممارسة الارهاب السياسي من قبل التكتل المتطرف في دولة الاحتلال مرر ما يعرف بالكنيست الاسرائيلي بالقراءة التمهيدية وبنجاح اقتراح قانون يدين كل من يرفع العلم الفلسطيني أو أي علم لما تعتبرها اسرائيل دولة معادية، في الجامعات والمؤسسات الاسرائيلية ويعد هذا القانون بمثابة تعبير صارخ عن العداء للشعب الفلسطيني الذي يجسد هويته الوطنية العربية الاصيلة في فلسطين المحتلة، وقد اقر هذا القانون بأغلبية ساحقة رغم اعتراض النواب العرب وبعض نواب حزب ميرتس حيث مر بأغلبية 63 مقابل 16.
الغريب في الامر ان هذا القانون تم تمريره من قبل وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيطون وبدعم من معظم نواب الائتلاف حلفاء الحركة الاسلامية الجنوبية، وبنواب المعارضة من اليمين ويعد تمرير هذا القانون شكل جديد لإرهاب الدولة وعنصريتها ويشكل نموذجا لدولة الفصل العنصري والاستعمار والابرتاهيد ويشكل تعبيرا صارخا لانتهاك حقوق الانسان والجماعات مما يكرس الهيمنة ويكشف عمق المأزق الاسرائيلي وطبيعة الخارطة السياسية الإسرائيلية وما يحدث يعد تسابق بين الأحزاب المتطرفة في ممارسة العنصرية والفاشية ونشر الكراهية بين الاجيال القادمة .
وبهذا القانون تعتبر دولة الاحتلال العلم الفلسطيني علم دولة معادية رغم توقيعها على اتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية ادت الى قيام السلطة الفلسطينية وتعترف بكيانها وبعلمها وفي الوقت نفسه تحظر استخدامه وتلاحق من يرفع العلم الفلسطيني في شكل جديد لاستخدام وممارسة الارهاب السياسي ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه التاريخية .
العلم الفلسطيني يشكل العنوان الواضح والقوي للإرادة الشعبية الفلسطينية وقوة الحق وهو تعبير عن حضارة شعب فلسطين اينما تواجد بكل مقوماته الوطنية والثقافية والفكرية والتاريخية، لذلك كان دوما التأكيد على اهمية رفع العلم الفلسطيني في كل المناسبات ليعبر وبكل واقعية عن الارادة والعزيمة والإصرار الوطني والكفاحي ومسرة النضال الفلسطيني الممتدة عبر سنوات طويلة من النضال والكفاح لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .
ولا يمكن لدولة الاحتلال ان تنال من اصرار وعزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته الحرة الاصيلة وقوة مبادئه ودوما كانت تسمى فلسطين وستبقى تسمى فلسطين كونها اكبر من الجميع وسيبقى العلم الفلسطيني بألوانه الاربعة الاحمر والأبيض والأسمر والأخضر العنوان الكفاحي والبوصلة نحو الوطن اغلي ما نملك، ولن ينالوا من الارادة الفلسطينية مهما بلغت المؤامرات شراسة وبشاعة وهذا ما يدفعنا الى ضرورة حماية العلم الفلسطيني والتمسك فيه والإصرار على ان يكون حاضرا في كل المناسبات الوطنية من اجل الحفاظ على الهوية الاصيلة للشعب العربي الفلسطيني ومكوناته السياسية ومسيرته الكفاحية والتي جسدت بالتضحيات خلال مسيرة طويلة من الكفاح والنضال والشهداء ولم يكن العلم الفلسطيني مجرد راية عادية في حياة شعب فلسطين .
وفي ظل تواصل هذا الحقد وممارسة العنصرية لا بد العمل ضمن الاولوية الوطنية في هذه المرحلة حيث يتطلب من الجميع إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات وحماية إنجازات الثورة الفلسطينية والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخا للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير المصير .