جرائم الاحتلال المروعة لا تسقط بالتقادم
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 09/06/22 | 0:30الخميس 9 حزيران / يونيو 2022.
من النكبة الي النكسة تستمر المأساة الفلسطينية في حالة من اصعب ما مرت به شعوب الارض قاطبة كون هذا الظلم السائد في فلسطين لا يمكن ان يستوعبه العقل البشري في تراجيديا الموقف الفلسطيني تكمن تفاصيل هذا الاحتلال الدموي العنصري الذي يقتل ويحرق ويدمر ويلاحق حتى الاطفال في ملابسهم وأنواع العابهم وشكل غرف نومهم بين تلك الفصول يواصل العدوان الاسرائيلي ممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطيني وتصعيده الخطير الذي يتمثل في قيام جيش الاحتلال بتكثيف عدوانه وإرهابه في مدينة القدس وتمكين المستوطنين من تنفيذ اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية بالعدوان الممنهج على المسجد الإبراهيمي وكنيسة القيامة وتشجيع المستوطنين على إقامة صلوات تلمودية في المسجد الأقصى، ومحاولة تغيير الوضع القائم فيه والعمل على تهويده .
تداعيات تلك الحرب العدوانية للاحتلال تستمر ولازالت متواصلة بتكريس الاحتلال العسكري الاستيطاني الاستعماري والذي يتنكر لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، ويمعن في تصعيد اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني باستهداف وجوده على أرضه وحقوقه ومقدساته ومواصلة عمليات التهجير القسري المنهجي وابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وعزل المدن والقرى وتنفيذ جرائم قتل يومية ومتعمدة .
ويواصل الشعب الفلسطيني العظيم صموده ونضاله دفاعا عن أرضه ووطنه ومقدساته بدعم من أمته وأحرار العالم ولا يمكن لهذا الاحتلال الغاصب النيل من ارادة الأمة وأحرار العالم الذين يتمسكون بعدالة القضية الفلسطينية ويعملون على دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الي ديراهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمرجعيات الدولية.
وفي ظل تواصل هذا العدوان نتطلع الى ان يقوم المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال عن كافة الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني والعمل على تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة عبر تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ولا بد من حث الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة بما يعزز من أفق تحقيق السلام وفق رؤية حل الدولتين وإنهاء الاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية المحتلة .
تغير الواقع القائم وإنهاء الاحتلال هي مسؤولية مجلس الأمن الدولي الذي يجب ان يتدخل ويتحمل مسؤولياته وإنفاذ قراراته والقيام بواجباته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وإنهاء الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولا يمكن استمرار لغة الصمت طيلة العقود الماضية التي تستمر من النكسة الى النكبة والسجل الطويل لجرائم الاحتلال ومخططاته لفرض الأمر الواقع بالقوة .
حان الوقت للأمم المتحدة ان تتدخل لتغير الواقع القائم وتنهى وضع الاحتلال بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة التي استولى عليها الاحتلال منذ عام 1967 كونها أراضي محتلة وفقا للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة وأن ما يجرى عمليا على الارض لا يغير من حقيقة أن هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم ولن تضعف من عزيمته على استمرار الصمود والكفاح العادل والمشروع من أجل استعادة كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها وفقا لقرارات المجتمع الدولي .