إفتتاح معرض ” إيحاءات تعبيرية ” بجاليري كفرياسيف
تقرير نادرة شحادة - تصوير سلام ذياب
تاريخ النشر: 16/06/22 | 10:08افتتحت جمعية ابداع يوم السبت الفائت برعاية رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري معرضاَ مميزاً للفنان الشاعر انور سابا تحت عنوان” إيحاءات تعبيرية ” من تنظيم الفنان إبراهيم حجازي شمل في مضمونه مواضيع شتى ما بين التشاؤم والتفاؤل . مشاعر وأحاسيس ممزوجة بالحسرة والحزن والألم من جهة والأمل والنظرة الإيجابية للمستقبل من جهة أخرى بأسلوب فني تعبيري جميل.حضر المعرض جمهور غفير من أصحاب ومعارف وعائلة الفنان أنور شمل شعراء , كتّاب , مثقفين وفنانين من ابداع وخارجها من القرى والمدن المجاورة .افتتح المعرض عريف الإفتتاح الأستاذ عبد الخالق اسدي عضو الهيئة الإدارية لجمعية ابداع مرحباً بالحضور قائلاً : الجمهور الكريم مع حفظ الألقاب والمناصب اسعدتم مساء وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً . تحلى أنور بذوق رفيع وإحساس مرهف من الشعر بالكلمات الى الرسم بالإيحاءات من كلمات شاعرية تعبّرعن الألم والفراق الى لوحات صارخة بألوانها المشحونة بالأمل واليأس والانبعاث من جديد سابحاً في بحور اللغة العربية وقاطفاً الدرّ في الصور التعبيرية واللوحات الإيحائية في معرض ناطق تجسد فيه أحاسيسه ومشاعره ورحلته الإنسانية . هذا هو أنور سابا عاشقاً للفن والشعر منذ طفولته . لك مني يا أنور ألف تحية وتحية من ابداع فنانين والهيئة الإدارية معززة من نبضها السكرتارية نادرة شحادة بقلبها ونبضها الشاعرية .
كانت ايضاً مداخلة للدكتور منير توما الذي قام بتحليل لوحات المعرض بابعادها وتداعياتها ومعانيها الرمزية التي تحمل في طياتها الكثير من المواضيع المتناقضة ما بين الأمل والالم بصور تعبيرية فنية جميلة .
وهذه كلمة منظم المعرض الفنان إبراهيم حجازي الذي كتبها في الكتالوج الخاص بمعرض الفنان أنور عبر فيها عن مكنونات لوحاته : لوحات فنية تناجي الواقع المرير … ولوحات تبشر بالأمل المنشود … ما بين التفاؤل والتشاؤم يبحر الفنان باسلوبه الواقعي التعبيري في خضم الحضارة العصرية … باحثاً عن صور من مشاهد يستغيث بها المتلقي لإنجاز عمل فني يثير أحاسيس متناقضة , تارة حزينة وتارة مليئة بالحيوية والتأمل … يصؤّر أحداث إنسانية ذات طابع اجتماعي .. ينحاز إلى حركة فناني “الرفض” والاحتجاج … مناهضة للظلم والاضطهاد… من خلال تجارب فنية يعكس الفنان إدراكه الفكري بأسلوب تعبيري سريالي … مثل لوحة “العنف” مستوحاة من لوحة”الصرخة” للفنان النرويجي إدوارد مونخ، ولوحة الأمل تذكرنا بأعمال الفنان الاسباني فرانشيسكو جويا.. فيها مسحات من المدرسة الرومانسيه…
أنور سابا فنان مرهف الحس يبحث عن مكونات الحياة بواسطة تفاعله مع المحيط والبيئة الاجتماعية والسياسية الخاصة به… من مكان إقامته وموقع مرسمه المتواضع في سفوح جبل الكرمل الغربي حيث يطل من نافذته الواسعة إلى البحر المتوسط، هنالك في الأفق البعيد تلامس زرقة السماء زرقة البحر… تتوقف فرشاة الفنان عن الحركة ليلقي نظرة تأمل إلى البحر مستمدًا إيحاء جديد للوحة “البحر العاصف”. يتبع سلسلة لوحات البحر البانورامي لمدينة عكا، ولشاطئ يافا وحيفا.رؤية شاعرية تعكس ثقافته الأدبية والعلمية بألوان زاهية مونوخرومية يُصوّر أماكن ومدن لها أثر تاريخي أو روحاني في وجدانية الفنان , مثل مشهد لمدينة القدس .أعمال الفنان ذات طابع تصويري تعتمد على الصورة الفوتوغرافية التي يخرجها الفنان برؤيا جديدة وبعدها يقوم بتحويرها إلى مساحات لونية وخطوط متناغمة بضربات الفرشاة القوية كأعمال الفنان الهولندي فان جوخ في إبراز ألوانه الحارة وانسيابها في إيقاعات جميلة.ما يميز أعمال أنور سابا هو التشكيلية المتنوعة من موضوعات إنسانية متباينة ورصده لتفاصيل الحدث أو المشهد بأسلوب تعبيري درامي … وعدم الاكتراث في تسجيل تصويري دقيق والتركيز والصدق في بلورة الحدث.تطرق الفنان بأعماله إلى تصوير المرأة بمدلولات رمزية ذات ايحاءات فلسفية تمثل الأرض وتحتاج إلى قراءة جديدة… كذلك اهتمامه بتصوير الطفولة ومعاناة الأطفال في العالم الثالث… هنالك بوادر تشير إلى ولادة أسلوب وهوية خاصة بالفنان مثل لوحة “دموع” تضفي جمالًا وقوةً تميل إلى التبسيط والتجريد تحاكي الايقاعات الموسيقية.
وفي الختام تحدث الفنان أنور سابا مرحباً بالحاضرين قائلاً : مساء الخير والمحبة والفن جئتم من اماكن عدة وخصصتم وقت في هذا اللقاء الجميل بحضوركم لنتذوق الفن ونبني منه جسراً فوق مطبات الحياة التي تعصف بمجتمعنا وتترك لنا الحزن والعنف والالم والموت يوماً بعد يوم . جئنا لنبني جسراً من المحبة والتفاهم والمسامحة لأن الفن بالأساس هو حضارة ورقي وأحاسيس تنبع من القلب والفكر وأخلاق تعلو بنا وتعيد لنا صفاتاً إلهيةً صورنا فيها وانتشئنا .اشكركم جميعا فرداً فرداً اشكر عائلتي وزملائي , أصدقائي وصديقاتي الفنانين من جمعية الناصرة وشكر خاص لجمعية ابداع والقائمين عليها من إدارة وفنانين مع حفظ الألقاب والاسماء والتي أصبحت دفيئة حاضنة للفنانين . وشكري موصول أيضاً للفنان إبراهيم حجازي منظم المعرض لعمله الدؤوب لانجاح المعرض , ولك اختي العزيزة نادرة شحادة تقديري ومودتي لعملك وتفاعلك . وشكر خاص لتلفاز مساواه الذي قابلني وصور اللوحات وسيبث اللقاء فيما بعد. اشكر أيضا الدكتور منير توما لتحليله ونظرته الصائبة للوحات وتحليله العميق لك مني كل الشكر . جدير بالذكر أن المعرض مرفق بكتالوج يشمل لوحات الفنان أنور .