كم هو محظوظ الإنسان الذي يحظى بمَن يواصلُ تحقيقَ رسالتِه بعد وفاته!
د. محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 17/06/22 | 16:06يوم الثلاثاء الماضي مساءً – 14.6.22 – شاركتُ في لقاء مميّز في مدينة الناصرة؛ كان ذلك بمناسبة افتتاح المشروع الأهليّ: مؤسسة “دارة حنان – مساحة، ثقافة وأدب الأطفال” في بيت المرحوم توفيق معمّر الذي كان قد تبرّع به لمثل هذه المشاريع الخيريّة.
حضر الجمهور الحاشد ليحتفي بافتتاح هذه المؤسسة التي أقيمت لتواصل مسيرة العطاء الإنسانيّ والتربويّ والمجتمعيّ للباحثة المرحومة د. حنان جرايسي.
جئتُ من بلدتي العامرة كفر قرع برفقة ابني المهندس سامي لنشارك في افتتاح “دارة حنان” لأنّني آمنت – وما زلت – بأهميّة الطفولة ودور الأطفال الحاسم في تغيير أوضاعنا وبناء مستقبل أفضل وأنضر.
وطبعًا سيحدث التغيير المنشود في مجتمعنا إذا وفّرنا لأطفالنا الحياة السعيدة، ومنحناهم الرعاية والمحبّة والتربية التي تؤهّلهم للقيام بدورهم الرياديّ في المستقبل.
ولنتذكّر: يشارك في عمليّة تنشئة الأطفال وتربيتهم عدّةُ وسطاء: الأسرة، الجيران، جماعة الأقران، المدارس، أماكن العبادة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئيّة والمقروءة، ويشارك كذلك أدب الأطفال في عملية التنشئة والتربية، ويحتلّ مكانة بارزة في تكوين شخصيّة الأطفال وبلورة شخصيّاتهم، وفي غرس القيم والاتجاهات والمواقف في نفوسهم.
عرفتُ المرحومة أثناء عملي كمفتّش مركّز لتعليم اللغة العربيّة وآدابها ومناهجها في وزارة التربية والتعليم، وأذكر مشاركتها الفعّالة في دورة نظّمتُها للمربّين في القدس، كما أذكر اهتمامنا المشترك بموضوع أدب الأطفال وتشجيع المطالعة الذاتيّة وتذويتها لدى أحبّائنا الصغار.
ومسيرة حياة د. حنان كانت حافلة بالعطاء الوافر لأحبّائنا الأطفال، حيث كان باكورة مؤلّفاتها لهم كتاب: “مكاغاة – يوميّاتي مع أهلي في عامي الأوّل” الصادر عام 1994م.
وفي عام 2000م صدر كتابها الثاني: “ما أحلى أكلاتي”.
وفي عام 2002م صدر لها وبمشاركة تغريد السيّد كتاب: “أنا وكتبي – دليل مساعد للأهل والمربّين لاختيار كتب للأطفال”.
ومن الجدير بالذكر أن رسالتها للدكتوراه التي قدّمت للجامعة العبريّة في القدس عام 2006م كانت حول: “العلاقة بين عالم الحكايات الشعبيّة الفلسطينيّة وعالم الأطفال في مدينة الناصرة”.
وهناك الدراسات والمقالات التي كتبتْها حول الحكاية الشعبيّة وأدب الأطفال أذكر منها:
– “الحكاية الشعبيّة والأطفال ما بين نظريّات التحليل النفسيّ ونظريّات ما بعد الحداثة”- مجلّة “دارنا” العدد 38، 2005، حيفا.
– “التعامل مع الموت في قصص الأطفال” – حنان كركبي ورافع يحيى. نشر المقال في: “المجلّة” عدد 4، 2013. مجمع اللغة العربيّة، حيفا.
كما عملت د. حنان محاضرة في الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربية في حيفا، وشغلت منصب رئاسة قسم الطفولة المبكرة.
لم يقتصر نشاط د. حنان على التنظير والتأليف، بل كانت تلتقي بالأطفال وأهاليهم لتمتّعهم برواية الحكايات الشعبيّة ومناقشتها، كذلك قامت بتفعيل العديد من الورشات الإرشاديّة حول الحكايات الشعبيّة وقصص الأطفال.
آمل أن تحقّق مؤسسة: “دارة حنان” الغايات التي كانت من سلّم أولويّات المرحومة د. حنان جرايسي.
وأخيرًا: كم سررتُ أن ألتقي في الافتتاح ببعض زملاء الدراسة الجامعيّة في القدس، وبعض الأخوة من الأدباء والباحثين.
(صور من الافتتاح:
– أنا في مكتبة: “دارة حنان”.
– صور الجمهور المشارك في الافتتاح.
– صور مع ابني المهندس سامي والأديبين: محمّد علي طه، ودكتور نبيه القاسم.
– صورة مع الزملاء من أيّام الدراسة الجامعيّة قبل أكثر من خمسة عقود: المحامي نبيل حايك وزوجته، والمربّي فؤاد نعره).