خارج الضوء
كتبت رانية مرجية
تاريخ النشر: 21/06/22 | 21:24في هذه الزاوية أبحث عن كلام ممكن أن أصيغه لصانع امل حقيقيّ ، المهرّج الطبيّ سرحان محاميد: شخصية مُميّزة وفريدة من نوعها، بل ملاك بهيئة انسان سارح في ملكوت الله وصانع البسمة والامل ، باختصار شديد ملك ابن ملك ، يوزّع محبة الله على أطفال مرضى ليقول لهم : لا مستحيل عند الله ، بالأمل والفرح والمحبة والايمان ستجتازون المحنة ، تشجعوا فقط ودعونا نؤمن بقدراتنا ، فالمحبة تشفي وتصنع المعجزات . نعم كلّنا يشهد له انّه انسان حامل هموم الأطفال ، وانه منذ أكثر من 15 عامًا ، يقوم هذا المهرّج الطبيّ الجميل سرحان محاميد ابن مدينة حيفا، بالتجول في أقسام المستشفيات المختلفة، ليلتقي مع الأطفال المرضى، يداعبهم تارةً ، ويرسم الابتسامة على وجوههم طورًا بالرغم من صعوبة الحالات المرضية التي يعانون منها. محاميد الذي بدأ خطواته المهنية الأولى كمسعف ميدانيّ ، قبل ان يلتحق باستكمالات عدة منها في البلاد ومنها في الخارج بموضوع التهريج الطبيّ ، اضافة الى الالتحاق بالتعليم في جامعة بار ايلان في المسار الارشاديّ للعلاج عن طريق اللعب ، اكتسب خبرة واسعة في طرق التعامل مع الاطفال، واثبت قدراته ونجاحه على ارض ا لواقع، حتى انه اكتسب ثقة أهالي المرضى به، فأصبحوا ينتظرون لقاءه ليحدّثوه عن آلامهم واحزانهم ليخرجوا اطفالهم من الأجواء الحزينة. المهرّج الطبي محاميد قرر قبل أعوام تطوير مهنته، والخروج بها من داخل جدران المستشفيات الى المدارس والمراكز والمؤسسات المختلفة، حيث يُعلّم التهريج الطبيّ واساليب الفكاهة لتقوية الثّقة بالنفس لكافة الشرائح العمرية. فبعد اكتساب الخبرة الواسعة كأول مهرّج طبيّ عربيّ في البلاد، اقام جمعية “سلامتك” لتحقيق أحلام اطفال مرضى السرطان ، وعمل في اطار عمله كمدير للجمعية بالتعاون مع زميله المهرج نير راز وجمعية ” أولادنا” على افتتاح اول مدرسة لتعليم التهريج الطبّي في مركز شنايدر الصحي. وهنا أضيف أنه انسان فعّال ومتفاعل مع كافّة الأنشطة التربوية الثقافية والإنسانية ،ويعود ذلك لحبّه لهذا الفنّ الذي يعتبره شريانًا رئيسيًّا في حياتنا . سرحان إنسان متواضع يختزن الكثير من حكايات الامل والحب و الطفولة …. وما زال يبحث عن الأفضل ، ومن حيفا عروس البحر خرج سرحان من هذه البيارة الإنسانية ليقول لنا ولمجتمعنا : المحبة تصنع المعجزات ، لا تنتظروا أن يعملوا من أجل الأطفال بل قلْ ماذا يمكن أن تعمل أنت من أجل الأطفال . الحديث والكتابة عن سرحان قد يطولان ويطولان وهو يستحق ذلك ، وللحق والحقيقة أقول أنّ هنالك آخرون يستحقون الاهتمام من وسائل الاعلام لكي نجعل آثارهم وأعمالهم واضحة مثل النّور في الظلام .