تجنيد طلاب الثانويات للعمل والانخراط في مجالات الصناعة خلال العطلة الصيفية
تاريخ النشر: 05/07/22 | 10:00مبادرة لاتحاد أرباب الصناعة
– د. محمد زحالقة: “عمل طلاب الثانويات خلال العطلة من شأنه ان يساهم ولو بشكل مؤقت في سد النقص في الايدي العاملة وزيادة الإنتاجية”
مع حلول العطلة الصيفية لطلاب المدارس، يبدأ العديد من طلاب الثانويات هذه الأيام بالبحث عن أماكن عمل يستطيعون من خلالها تأمين مصروفاتهم اليومية وادخار جزء منها للفترة القريبة. وتتعدد أماكن العمل التي توفر فرص العمل لطلاب الثانويات منها الصناعية او الخدماتية او فرع البناء وما الى ذلك.
وكان اتحاد ارباب الصناعة في البلاد ومع حلول العطلة الصيفية قد أطلق مبادرة تهدف الى تجنيد طلاب المدارس الثانوية للعمل في شتى المجالات الصناعية في البلاد، حيث يعمل اتحاد ارباب الصناعة على التشبيك والتواصل ما بين ارباب العمل والصناعة من جهة، وما بين الطلاب الثانويين الباحثين عن فرص عمل خلال العطلة الصيفية.
“الابتعاد عن دوائر العنف وتذويد القيم الحياتية”
وتحدث السيد أمين زعرورة صاحب شركة المنيوم زعرورة عن هذا الموضوع وقال انه يواظب كل عام على استيعاب عدد من طلاب الثانويات للعمل لديه في الشركة وإنتاج الالمنيوم. وقال:” انا أؤدي رسالة مهمة بهذا. فهنالك العديد من الشبان الذين يستغلون الفرصة لقضاء أوقات هنا وهناك في الشوارع ربما لا تعود بالفائدة عليهم ولا على المجتمع. انا كمدير لشركة أقوم بتجنيدهم للعمل لمساعدتهم على تحقيق ذاتهم وتفريغ طاقاتهم بشكل مفيد. هذا يكون اول درس لهم للمستقبل، حيث يذوتون قيم العمل والحياة، وهذا يساهم في تركيز جل اهتمامهم بهذه الأمور لاحقا والابتعاد عن دوائر العنف والأمور السلبية الأخرى. انا بهذا اساعد أبناء مجتمعي من جهة، ومن ناحية ثانية انا في نهاية الامر صاحب مصلحة ابحث عن مواصلة عملية الانتاج لمصلحتي وهذا احصل عليه من خلال هؤلاء الطلاب. ان توفير فرصة عمل لهؤلاء يتماشى مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان اليد العليا خير من اليد السفلى، وهذا ما أحاول تطبيقه. انا بنفسي عندما كنت في الصف السابع، ذهبت للعمل خلال العطلة الصيفية آنذاك في الالومينيوم، أحببت هذه الصناعة وقررت اكمال طريقي المهنية فيها، من خلال افتتاح غرفة صغيرة في المنزل، قمت بإصلاح بعض الأمور هنا وهناك، واليوم نحن شركة كبرى يعمل بها ما يقارب 100 عامل”.
“تذويت قيم الاعتماد على النفس لديهم والشعور بالمسؤولية”
وقالت ماري لبس صاحبة شركة ماري للألواح الكهربائية التي تعمل كل عام من اجل تجنيد عدد من طلاب الثانويات للعمل لديها:” أحاول كل عام استيعاب عدد من الشبان والشابات للعمل في شركتنا لإعطائهم المجال امامهم لتحقيق ذاتهم في العمل في مكان آمن واعطائهم الشعور انهم ينتجون. من جهة ثانية عمل هؤلاء الشبان لدينا في الشركة يساهم في عملية انكشافهم على الحياة العملية المستقبلية وعلى عالم الصناعة. العديد من الطلاب الذين عملوا في شركتنا في السنوات السابقة توجهوا لاحقا لدراسة هذه المواضيع في الجامعات والمعاهد العليا، وآخرين أدركوا انه هذا العمل لا يناسبهم وقرروا التوجه لدراسة مجالات أخرى. نتحدث عن شبان طلاب صفوف الحوادي عشر والثواني عشر ومن هذا المنطلق، مهم جدا اعطائهم الشعور انهم يعملون بمكان يحافظ على حقوقهم على الرغم من انهم شبان في مقتبل العمر وانهم يتقاضون راتبا مقابل عملهم. من خلال فترة عملهم لدينا يذوت هؤلاء الطلاب قيما حياتية مهمة مثل احترام الاخرين والعمل بطواقم، التعامل ما بين المشغل وفريق العمل والتعرف على اجواء العمل والالتزام وتحمل المسؤولية والاهم ان يدركوا بجيل مبكر ان الحياة تتطلب المجهود والحصول على المال ليس بالأمر السهل “.
“صقل الشخصية وفتح آفاق اجتماعية وعملية امام الطلاب”
وقال د. محمد زحالقة رئيس لجنة المجتمع العربي في اتحاد ارباب الصناعة: “ان عمل طلاب المدارس الثانوية خلال العطلة الصيفية له فائدتين أساسيتين. أولا فان مجالات الصناعة في البلاد تفتقر في العام الاخير الى العديد من الايدي العاملة، خاصة بعد جائحة الكورونا. ان عمل طلاب الثانويات خلال العطلة الصيفية من شأنه ان يساهم ولو بشكل مؤقت في سد هذا النقص في الايدي العاملة وزيادة الإنتاجية من جهة، ومن جهة أخرى يساهم في تجهيز هؤلاء الطلاب الى مرحلة ما بعد الثانوية، خاصة إذا كانوا يودون الانخراط في مجال الصناعات. هذه الفترة من العمل خلال عطلة الصيف من شأنها ان تعرفهم على هذا المجال وتساهم في عودتهم في مرحلة ما بعد الثانوية الى العمل في الصناعة”.
وأضاف د. زحالقة:” هذا كله ناهيك عن خلق الشعور بالمسؤولية لدى هؤلاء الطلاب من خلال الوظائف والمهام التي تلقى على عاتقهم، وبالتالي تساهم بشكل كبير في صقل شخصيتهم وفتح آفاق عديدة اجتماعية وعملية أمامهم لمواجهة التحديات المستقبلية”.