الشيخ رائد صلاح ضيفا على مؤتمر “الرياضة الروحية”
تاريخ النشر: 05/07/22 | 14:22حلّ الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، ضيفا على مؤتمر “الرياضة الروحية” السنوي الذي يعقد في فندق “دوموس” في طبريا للكهنة والقساوسة ورعاة الكنائس في الداخل الفلسطيني ومن الضفة الغربية. ووجّه الشيخ رائد للمؤتمرين رسالة حول مشروع لجان إفشاء السلام وأهدافه، داعيا إلى التعاون مع القيادات الدينية المسيحية بهدف إرساء قيم السلم الأهلي في البلدات العربية في ظل غول العنف الذي يفتك بالمجتمع العربي.
إلى جانب الشيخ رائد صلاح، شارك في المؤتمر: الشيخ خيري إسكندر رئيس افشاء السلام في إقليم المثلث الجنوبي، والأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان إفشاء السلام، والأب صالح الخوري عضو الإدارة العامة، والأستاذ توفيق محمد جبارين سكرتير لجان إفشاء السلام.
استهل رئيس لجان إفشاء السلام، مداخلته في المؤتمر بتحية الحضور، مذكرا بقول المسيح عليه السلام “طوبى لصانعي السلام” وحديث رسول الله عليه الصلاة والسلم “أفشوا السلام بينكم..”.
شكر الشيخ رائد القائمين على المؤتمر على “أن اتحتم لنا هذه الفرصة كي نتحدث حديث المجتمع الواحد، وحديث البيت الواحد والاسرة الواحدة، طامعين أن تلتقي الجهود لحفظ السلام في مسيرة كل فرد فينا، وفي مسيرة كل بيت فينا، بل في كل شارع وفي كل حارة وكل بلداتنا بدون استثناء”. كما قال.
واستعرض أمام المؤتمر، منجزات مشروع إفشاء السلام منذ انطلاقته قبل أكثر من 5 أشهر، وتشكيل لجان إفشاء سلام محلية في أكثر من 95% من البلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية.
وأعرب الشيخ رائد عن قناعته أنه لا يمكن لهذه اللجان أن تنجح إلا من خلال الدعم المباشر من القيادات الدينية في كل مسيرة مجتمعنا العربي على صعيد القيادات الدينية من المسلمين والمسيحيين والدروز، مبيّنًا تواصل لجان إفشاء السلام مع كل القيادات الدينية من مختلف الطوائف، وتابع بالقول “طمعنا في نهاية الأمر أنه من خلال هذا التعاون سنتمكن من صناعة أجواء سلام ونحول كل مسجد وكل كنيسة وكل خلوة إلى لجنة إفشاء سلام”.
وأضاف “نلتقي معكم اليوم ونؤكد أن دوركم هو دور معتبر وأساس ونطمع به أن يساند مسيرتنا في لجان افشاء السلام”.
وشدّد على أن الغاية الكبرى من المشروع هي “الوصول إلى مرحلة نوفر فيها الأمن والأمان، والسلم الأهلي، والتراحم، والتغافر والتسامح، في كل مسيرة مجتمعنا، وأن نصل لمرحلة نطمئن فيها على كل طفل من أطفالنا مع قتامة الأجواء بسبب العنف الذي عصف فينا، طمعنا أن ينام كل طفل قرير العين لا يعكر نومه أزيز الرصاص، سواء كان في بيت أهلنا المسلمين أو المسيحيين او الدروز”.
ولفت الشيخ رائد إلى أن “الاماني وحدها لا تكفي، بل علينا العمل والعمل مسترشدين برسالة افشاء السلام التي جاء بها كل الأنبياء لهذه البشرية، حتى تخرج من سوداوية شهواتها إلى طمأنينة الإيمان وعبادة الله جل جلاله”.
وزاد قائلا “نحن على قناعة أننا يوم أن نقوم بهذا الدور، إنما نسترشد بهذه الرسالة التي وحّدت كل الأنبياء وجعلتهم تحت هذه الراية. والله تعالى من أسمائه السلام، ونحن من خلال هذه المسيرة نتقرب الى الله ونتخلق بأخلاق الله وفي مقدمتها السلام. مطالبون أن نعمل ومن هنا اجتهدنا ولا زلنا نواصل سيرنا، لنحيي كل القيم التي حملها الأنبياء لنا في اتجاه افشاء السلام”.
وبيّن أنّ لجان أفشاء السلام تعمل كذلك على تأصيل دور لجان الإصلاح حتى تواكب حل المشاكل والخلافات وهي في مهدها.
وجدّد التعريف باستراتيجية مشروع إفشاء السلام بأبعادها الوقائية والعلاجية والردع، وتحدث عن البرامج الآنية والمستقبلية التي من شأنها تحقيق النجاحات في الابعاد المنظورة لاستراتيجية لجان إفشاء السلام.
ودعا من يريد من الحضور الانضمام إلى فعالية لجان إفشاء السلام المزمعة بتاريخ 16/7/2022 وزيارة القرى مسلوبة الاعتراف في النقب وتوزيع الهدايا على الأهل هناك تحت عنوان “تهادوا تحابوا”، بهدف توثيق معاني التواصل. كما كشف عن مؤتمر قادم لكل لجان الإصلاح في الداخل الفلسطيني سيعقد بتاريخ 6/8/2022 وسيعلن عن مكانه وترتيباته لاحقا، وأفاد ان الرسالة من هذه المؤتمر هي الخروج بنظام إصلاح واحد ومنهجية واحدة للإصلاح في الداخل الفلسطيني.
وأعرب الشيخ رائد عن طمعه بالتواصل القريب مع كل رعايا الكنائس في مؤتمر جامع على غرار المؤتمر الذي نظمته لجان إفشاء السلام قبل فترة لأئمة المساجد في الداخل الفلسطيني.
وختم رئيس لجان إفشاء السلام كلمته للمؤتمرين بالقول: “صحيح أن واقعنا مأزوم ويؤلمنا أن نسمع في كل يوم عن حدث يبرز مآسي ضحايا العنف الذي عصف فينا، ولكن كما تعلمون كلنا على يقين كقيادة دينية أنّه لا يجوز لنا السكوت عن هذه المآسي فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وحاشى لله أن نكون صامتين، نريد أن يكون صوتنا صوت افشاء السلام، لنقول كفى لتيتيم أطفالنا بأيدينا، كفى لصناعة أجواء ارامل ثكالى في مجتمعنا بأيدينا، كفى حسرات وكفى شقاقا وتفككا، آن لنا أن نعمل سويا لإعادة لُحمة مجتمعنا من خلال رسالة افشاء السلام”.
وفي سياق الحديث عن مشروع إفشاء السلام، كانت مداخلة للأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان افشاء السلام، جدّد فيها تأكيده على أن السلطات الإسرائيلية غير معنية بمحاربة العنف في المجتمع العربي لأن إعادة الأمن والأمان للعرب يعني ارتفاع سقف مطالبهم، داعيا إلى الوحدة بين كل مكونات المجتمع العربي الدينية والسياسية من أجل مكافحة العنف ونشر السلام بين أبناء المجتمع العربي.
كذلك أكد الأب صالح الخوري عضو الإدارة العامة للجان إفشاء السلام، الحاجة إلى تضافر كافة الجهود لمكافحة العنف ونشر السلام، وثمّن مشاركة الشيخ رائد صلاح في المؤتمر. كما دعا إلى ترسيخ القيم النبيلة داخل الأسرة العربية وأن يقوم الآباء بمسؤولياتهم في متابعة أبنائهم حتى لا ينزلقوا الى العنف والمظاهر السلبية.
هذا وقد رحّب الكهنة والقساوسة بالشيخ رائد صلاح والرسالة التي وجهها، وأكد عريف المؤتمر على ضرورة التعاون مع مشروع إفشاء السلام حتى يعم الأمن والأمان كافة البلدات العربية.