وسافرَ مَنْ زرعَ عبلّين بساطةً
تاريخ النشر: 21/07/22 | 18:35 كلمة في رثاء المرحوم عيسى محمد حيدر
زهير دعيم
وسافرَ مَن زرعَ عبلّين عطرًا وبساطةً ومحبّةً وصُحفًا…
سافرَ مَن عبّرَ عن محبته وصداقته بالإشارة تارةً ، وطورًا بالكلمات غير المنقوطة.
سافر الرّجل المبدئيّ الذي ظلّ طول حياته يدعم مَن يقف مع الحسّ الوطنيّ، المتسربل بالعطاء والأُخوّة والمساواة.
سافرَ دونما سابق إنذار ذاك الذي كنتُ أراه – أو أكاد – كلّ يوم وخاصّةُ أيام الجُمع وهو يتأبط حزمة من الصُّحف العربية .
سافرَ الإنسان الجميل المرحوم عيسى محمد حيدر فجأة ، فزرعَ الحزنَ في النُّفوس والذكريات الجميلة في كلّ طرقات ودروب عبلّين.
لطالما مرَّ من تحت شُرفة بيتي المتواضع ؛ الشُّرفة المُطلّة على الشّارع العامّ ، فأكون أحتسي قهوتي أو أطالع كتابًا او اهيم بتأمّل روحانيّ ، فيروح يبتسم لي ويُحدّثني عمّا يجول في فكره بصوته الجهوري ، وعندما كان يشعر أنّني لم أفهم قصده ، كان يصعد اليَّ فيرتشف معي فنجانًا من القهوة ، أو أنزل أنا اليه فيكتب على قصاصة من ورق ما يقصده بكلمات جميلة الخطّ ، ولكنها تفتقد الى النقاط…. ولكنها مفهومة وأكثر.
خدم المرحوم عيسى حيدر عبلّين من خلال عمله في النّظافة موظّفًا في المجلس المحليّ ، فكان عنوانًا للعطاء والتّفاني والاجتهاد ، حتّى أنّني كثيرًا ما سمعت الكثيرين من العبالنة يقولون ومن باب العِرفان بالجميل: عيسى وحده من يستحقّ راتبه بجدارة واستحقاق… كيف لا وهو مثال العامل المعطاء والذي لا يعرف جدول أيامه الغياب ولا التمارض
سنذكركَ أيّها الانسان الجميل عيسى ما دامت هناك صحف مكتوبة تصدر.
سنذكرك أيّها الانسان البسيط بالرّوح كلّما فتحت صناديق الانتخابات أبوابها .
سنذكرك اخي عيسى كلّما عاد الى أذهاننا الماضي الجميل وغردتِ البساطةُ العفويةُ فوق رُبانا اغرودة المحبّة.
رحمك الله أخي عيسى حيدر ، ستبقى ذكراك عطرًا في كلّ النفوس.
وأطال الله بأعمار أحبّائك الحيادرة الذّين يُعتبرون مُكوِّنًا جميلًا وفاعلًا في عبلّين الخير والمحبّة ، والتي نباهي بها وبكلّ مواطنيها وأهلها الكوْن .