تحليق عابر لطيور الذاكرة 12- مترجم صليب 3/3: وجوه
د. سامي الكيلاني
تاريخ النشر: 23/07/22 | 9:57تقفز إلى الذاكرة وجوه وأسماء كثيرة من بين الذين كنت أترجم لهم، وجوه التصقت بالأسماء وبقيت تنبض حية في الذاكرة، وفي تعاريج دروب الأيام وازدحام الذاكرة هناك وجوه غابت عنها الأسماء، وهناك أسماء أصبحت بدون وجوه. قليل من المشاكل والقصص التي ترجمتها ودخلت ملفات الصليب الأحمر نجحت في الوصول إلى النتيجة المرجوة من طرحها، وكثير غيرها بقيت داخل الملفات لأن الجهود التي بذلت من أجلها لم تستطع اختراق حائط الرفض اللئيم والتنكر لحقوق الإنسان الذي اصطدمت به.
الأخرس الحكّاء
“الأخرس”، هكذا كنا ندعوه في السجن، من غير ضغينة أو شعور بالإساءة. كان باسم الوجه دائماً، يبادرك بتحية صادقة تشعر أنها تخرج من القلب، ثم همهمة وبسمة يظهر إثرها سنه الذهبي، تعتبر أبلغ من كل أنواع التحيات. ورغم عدم قدرته على الكلام، إلاّ أنه كان نجم الحكايات في جلسات المساء والسهرات الليلية في الغرفة الكبيرة. هذه ميزة جيدة لغرف السجن في سجن نابلس المركزي، رغم الجوانب السلبية الأخرى، فالعدد الكبير لنزلاء الغرفة يعطي للأمسيات، الاجتماعية والثقافية منها وتلك المخصصة للاحتفال بالمناسبات الوطنية أو بوداع من سيتحرر في اليوم التالي، حيوية وثراء لا يمكن لمن هم خارج أسوار المعتقل تخيلهما. كان حكواتياً ناجحاً يدمج بين لغة إشارة خاصة يفهمها الزملاء وأصوات همهة تتبدل نغمتها مع الموضوع لينسج من كل ذلك حكاية مفهومة نضحك لها، لو كنا نعرف صفة “ستاند أب كوميدي” وقتها لمنحناه اللقب بجدارة، إذ كانت معظم حكاياته كوميدية عن مواقف يشكل هو عمودها الفقري، سواء أكانت متعلقة بتجاربه المهنية كمعلم بلاط “بليط” أو عن تجاربه أثناء التحقيق معه عند اعتقاله. لا أذكر أول موضوع ترجمته له في لقاء مع مندوب الصليب الأحمر، لكن أذكر أن مندوب الصليب الأحمر سأله في إحدى الزيارات إن كان يرغب في الحصول على سماعة تساعده في السمع، فرحب بالفكرة وتهللت أساريره. وعده مندوب الصليب الأحمر بتأمين السماعة، وأفشى لي وللأخرس سراً بأن والدته أيضاً صماء وتستخدم لغة الإشارة، ففهمت سبب درجة التضامن التي أبداها المندوب بموضوع صديقي. في الزيارة التالية جاء المندوب ومعه رسالة من والدته، وطلب مني أن أترجمها له بعد أن نعود إلى داخل الغرف، إذ كانت مقابلات متابعة القضايا تتم في قاعة الزيارة وليس في الغرف، وترجمتها من الإنجليزية إلى العربية ثم إلى لغة الإشارة مستعيناً بصديق أضلع مني فيها، وكان مع الرسالة صورة والدته وتحياتها لهذا السجين الفلسطيني وتمنياتها له بالحرية. حصل الأخرس بعد فترة على سماعة الأذن التي جلبها الصليب الأحمر وصار يسمع، لكنه لم يتحملها، كانت تسبب له ضجيجاً لم يعتد عليه، وكان يتضايق أكثر ما يتضايق من تضخيم صوت خطوات المساجين في ساحة السجن أثناء وقت التنزه “الفورة”، فتركها.
بعد تحرره من السجن التقيته أكثر من مرة في شوارع المدينة. نقف ونتحدث قليلاً، أسأله عن حاله، فيبتسم كعادته، تلك البسمة التي تبان تحت شاربه المرتب بعناية، ثم يعطي إشارة السرور من وضعه ويتبعها بإشارة الحمد والشكر لله. المرة الأخيرة التي التقيته فيها سألته عن أسرته، عن الزوجة بإشارة الإصبع والخاتم وعن أطفاله بإشارة اليد المتدرجة بالارتفاع، ابتسم ابتسامة عريضة وشعت عيناه بالفرح والسعادة. غبت عن المدينة وعنه. بعد عودتي لم ألتق به إلاّ مرة واحدة، كان حزيناً، وحزنه سيجر حزناً مضاعفاً لمن يعرفه ويعرف بسمته التي لا تنسى: لقد ثكل باستشهاد ابنه الأكبر، فتوقف عن العمل والفرح، وبدأ يجوب شوارع المدينة وأزقة البلدة القديمة حاملاً حزنه في عينيه. ضغطت على يده بقوة محاولاً أن أوصل له ما في قلبي من تضامن وعزاء، لكن تعابير وجهه بقيت أسيرة حزن من الصعب تحريكه. لم يدم ذلك طويلاً، رحل ليلحق بولده.
زرت بيته بعد سنة في ساحة القريون، الساحة التي شهدت دفن أسرة كاملة تحت أنقاض منزل جرفته جرافة احتلالية لتفتح الطريق لجيشها لدخول البلدة القديمة في الاجتياح العسكري لمدينة نابلس، وبلدتها القديمة بشكل خاص، في العام 2002. كانت زيارتي ضمن عمل مركز الخدمة المجتمعية (التابع لجامعة النجاح الوطنية والذي أعتز بأني قد أسسته في العام 1999) في إصلاح بيوت الأسر المحتاجة ولم أكن أعرف أن البيت الذي جئت لزيارته كان بيته. قابلت سيدة البيت وعرفت أنها أرملته، قلت لها إنني عرفت زوجها المرحوم لسنوات طويلة وسأبقى أتذكر صورته. حدثتني عن قصة استشهاد ابنها. الولد الذي ورث الصمم عن والده، كان في الشارع مع بقية الأطفال في الحي، اقترب جنود الاحتلال، لم يسمع صوت الرصاص، هرب الأطفال، ولكنه لم يفعل، أصابته رصاصاتهم إصابة خطيرة، مكث في المستشفى لأشهر على الأجهزة الطبية، كانت ترابط بجانبه، تمسك يده، تمسح جبينه، تنتعش إذ ترى بسمته الخفيفة، استجابته الوحيدة للمسة الحنان. لم يستطع الطب أن يمنع رحيله. كنت قد سمعت القصة، ولكن لم أعرف حينها أن الفتى كان ابن صديقي الأخرس.
أخرسان آخران
لم يكن ذلك الصديق الأخرسَ الوحيد الذي عرفته في السجن.
كان هناك أخوان من ضمن نزلاء غرفة الموقوفين رقم 5 في سجن نابلس المركزي. كان الأخ الأكبر منهما اجتماعياً أكثر من الأصغر. كان يحدثنا عن ذكرياته، ولكنه لم يكن حكّاءً مثل الأخرس، ولكن إشارات يديه وعينيه كانت مفهومة دائماً، وخاصة تلك الغمزة التي تعني أن على المستمع أن يفهم ما وراء الحديث/ الإشارة، فللجدران عيون وآذان. كانا متهمين بمساعدة المتظاهرين وضرب الحجارة على جيش الاحتلال. دائماً كانا يصمدان في التحقيق، ويخرجان دون مماسك عليهما تؤدي إلى محاكمتهما وحكمهما بالسجن.
كان الأكبر خياطاً، وله محل خياطة مقابل المدرسة الفاطمية، كما شرح لي وفهمت منه أثناء فترة توقيفه، قبل أن أخرج من المعتقل وأتعرف على المحل وأكون ضيفه في كثير من المرات حين أذهب إلى عملي في الجامعة أو أعود منها، فيصر على أن أحتسي معه كأساً من الشاي الحلو قبل أن أقلع عن تحلية الشاي. كان طيباً إلى أبعد الحدود، فحين حاولت أن أدفع له أجرة تقصير بنطلون أحضرته له جنّ جنونه، وبدأ يشرح لي بعشرات الإشارات المتداخلة بين إشارة الصداقة والرفض والضغط على اليد أن الأمر مستحيل، فنحن أصدقاء، مكرراً إشارة السبابتين المتآختين مراراً. هذه الطيبة غابت تماماً في إحدى المرات، حين رأيناه يهجم على أخيه الأصغر بعد حوار قصير بينهما، هجم بقوة وكاد يخنقه تماماً، وتطلب الأمر تدخل أكثر من شخص شباباً وشيباً من نزلاء الغرفة حتى استطعنا تخليصه من بين يديه. أخذته جانباً أنا وصديق آخر، بذلنا جهداً لتهدئته، وحين هدأ تجرأت على سؤاله عن السبب فأوضح أن أخاه الأصغر قد قال له بأنه تعب وسيعترف عن مشاركتهما في المظاهرات وضرب الحجارة. رحل وتغير المحل، ولكن صورته تعود إلى الذاكرة كلما مررت ماشياً هبوطاً على الدرج المحاذي للمدرسة الفاطمية للبنات، صورته وهو يتحدث بهدوء حديث الأسرار ويختتمه بإشارة السر، أن الأمر سري، إشارة قفل الفم بالمفتاح، أتذكره هبوطاً فقط، حيث لم أعد أسلك هذا الطريق صعوداً بعد أن صرت أستبدله بالمشي داخل البلدة القديمة وأخرج من البوابة الغربية حرصاً على القلب الذي استضاف أربع شبكات داعمة لشرايينه من جهة واستمتاعاً بدروب البلدة القديمة من جهة أخرى.
شنب أبو محسن الحركة
طلبني الصليب الأحمر للترجمة في غير موعد الزيارة الروتينية. عادة يرافقني شرطي من شرطة السجن لغرفة الزيارة عند الحاجة للترجمة في حالة المقابلات الفردية. وهذه عادة مقابلات متابعة حين يأتي مندوب الصليب الأحمر لمتابعة قضايا طرحها السجناء في الزيارات الدورية وتحصل لجنة الصليب الأحمر على إجابات بخصوصها، أو تكون بناء على طلب السجين أو الأهل من أجل التوقيع على تفويض من السجين لأهله لمتابعة بعض شؤونه الحياتية، وهذه الشؤون تتنوع بين متابعات مالية أو متعلقة بملكيات عقارية، وفي بعض الأحيان تتعلق بعقد زواج للسجين على خطيبة له خارج السجن، وفي بعضها لحالات طلاق. لم يتوقف الشرطي عند قاعة الزيارة، واستمر نحو الباب التالي، وطلب من الحارس فتح الباب ومضينا، أخيراً وصلنا إلى غرفة قريبة من قسم العزل الذي يحتوي الزنازين الانفرادية والإكسات، حيث يوضع فيه المعتقلون أثناء فترة التحقيق أو المعاقبون بالحبس الانفرادي. دخلت، وجدت سجيناً بملابس التحقيق يجلس مقابل مندوب الصليب الأحمر، وهناك كرسي ثالث، سلمت على مندوب الصليب، والذي بادر سريعاً لتوضيح الأمر بلغة غاية في اللطف والحرص على عدم إساءة الفهم. قال بأنه أصر على وجود مترجم لهذه المقابلات التي تتم مع أشخاص في قسم الزنازين الانفرادية، وأن إدارة السجن وافقت بشرط أن تتم الأسئلة فقط عن الصحة والمعاملة وأن المترجم يجب أن يترجم حرفياً ولا يخرج عن ذلك في حديثه. قلت له إنني أتفهم ذلك وأنني أعتبر هذا النوع من زيارة الصليب مكسباً ولا يمكن أن نساهم في ضياعه.
كان المعتقل الجالس مقابل مندوب الصليب منشغلاً بتدخين السيجارة التي ضيفه إياها المندوب، يبدو أنه مدخن محروم من السجائر كماً ونوعاً، فماذا تفعل سجائر “الحنتريش” الأربعة ذات الرائحة القاتلة التي توزع على السجناء مع مدخن اعتاد على تدخين علبة سجائر من نوع معتادٍ عليه. جلست وتباطأت بالحديث عسى أن يمر الوقت ويحصل على سيجارة أخرى من المندوب. ثم طرح المندوب أسئلته المحددة ووصف المعتقل الوضع المتردي داخل الزنازين الانفرادية التي انتقل إليها بعد قضاء أسبوعين في إكسات التحقيق المكثف. شكا الاكتظاظ في الزنزانة التي يفترض أنها لفرد وفيها ثلاثة معتقلين، وغياب النظافة بوجود تنكة للبول في زاوية الزنزانة، وتحدث عن المعاملة القاسية والطعام السيء. نهض ليغادر ومد يده للسلام على المندوب الذي سلم عليه وتمنى له الصحة والإفراج، نقلت الترجمة وأضفت عليها “الله معك، شد حيلك”، فهم المندوب إضافتي ونظر نظرة ذات معنى، فأكدت له ألاّ يخاف فنحن حريصون على استمرار هذه المقابلات لمن هم تحت التحقيق. زيارة الأهل المنتظرين لمكتب الصليب الأحمر وتبليغهم بأن مندوب الصليب قد زار ولدهم وأنه بخير وصحته جيدة فرحة لا تعادلها أية فرحة. تذكرت قلق والدتي ووالدي ومحاولاتهما الحصول ولو على كلمة تطمئنهم عني بعد الاعتقال، كما حدثاني في أول زيارة، وكم كانت فرحتهم عندما علما من سجين خرج ورآني وقال لهم أنني بخير.
دخل السجين الثاني، أحضره الشرطي إلى الباب، نظرت، إنه هو، ولكنه ليس هو. الوجه وجهه، التقت عيوننا، لم أظهر أي انفعال وهو لم يظهر كذلك. جلس الأستاذ، شعره لم يدخله مشط، أكيد أنه لم ير نفسه، أو ربما رأى صورته في المرآة الموجودة عند مدخل غرفة التسجيل حين العودة من غرف التحقيق إلى الزنازين، ولا بد أنه تفاجأ كما تفاجأت أنا عندما رأيت نفسي في تلك المرآة للمرة الأولى بعد الاعتقال، كنت يومها حليق الرأس كما كنت في الصفوف الابتدائية، وبملابس قسم الإكسات خلال فترة التحقيق، ب”أفرهول” بني أصبح أسود اللون من الأوساخ التي حملها، كانوا قد أخذوا كل ملابسي، صدمت وفعلاً لم أعرف للوهلة الأولى أن الذي أراه في انعكاس المرآة كان أنا. قلت في داخلي على الأقل الأستاذ بملابسه، مع أن القميص الأبيض لم يعد أبيضاً، ولكن لحسن الحظ فإن البنطال الأسود لم يتغير لونه، وربطة العنق المعتادة ليست في مكانها. ركبتني روح السخرية المرة. نظرت باتجاه شاربه وتبسمت، رد الابتسامة بمثلها، وهز رأسه، بسمة سخرية، لو أن المقام غير المقام لألحق ابتسامته أو ضحكته العالية بكلمات سخرية ممزوجة بروح المرح والدعابة التي عرفته بها. كان بودي أن أمازحه متذكراً كلماته في تلك الرحلة.
قبل اعتقالي بعدة شهور تعرفت عليه من خلال أصدقاء مشتركين حين خرجنا ومجموعة من الأصدقاء القدامى والجدد في نزهة إلى منطقة الباذان. كنا مجموعة من الشباب “المتنور” وبانتماءات سياسية مختلفة، ولكن الاختلاف في الانتماء السياسي لم يكن له أي أثر سلبي في طيب العلاقة ودرجة الود. وفي وسط الجو المنعش حول المياه المنسابة من ينابيع الباذان وتحت شجر يلقي بظلاله الوارفة وبعد ما طاب من المأكولات والمشروبات، وقف الأستاذ وبكامل النشوة والانبساط وصاح “سَمَعْ”، ثم وضع يده على شاربه الكث البني اللون والمرتب، كأنه مرسوم “بالبيكار” كما يقال، وقال “أنا أبو محسن الحركة” ثم تنحنح وأضاف “طالما هو ما غيره على ظهور خيلها عمر هالشارب ما بذل”. ضحكنا يومها حتى أصابنا وجع البطن على خطابه والوقفة التي وقفها أثناء الخطاب، وعلى ردوده العنيفة على كل من حاول مازحاً التشكيك في خطابه، الذي كان يرد على كل تعليق بالتأكيد الصارم أن شارب أبي محسن الحركة لن يذل. وبعد ذلك اليوم كنت كلما لقيته أسأله مطمئناً عن الشارب، فيقول مؤكداً بأنه لن يذل. وجاء اعتقالي ومرور أكثر من سنة في السجن لتنقطع عني أخبار أبي محسن الحركة وعدم قدرتي على الاطمئنان على شاربه.
منعت نفسي من تكرار النظر إلى وجه الأستاذ، وحاولت أن أمنع نفسي عن التحديق في شاربه الذي لم يعد مرتباً وأصبح طويلاً بشكل فوضوي، وذلك في الوقت القصير الذي كان فيه مندوب الصليب الأحمر يرتب أوراقه المتعلقة باللقاء السابق. وكدنا أن ننفجر ضحكاً حزيناً، فشر البلية ما يضحك. سأله المندوب عن اسمه، وتاريخ اعتقاله، فأجاب، وكان بودي أن أضيف على الاسم “المعروف بأبو محسن الحركة”، وتبين أنه كان معتقلاً منذ ثلاثة أسابيع وأنه اعتقل أثناء عودته من السفر على جسر دامية، هذا الجسر الذي كان معبر سكان شمال الضفة الغربية من فلسطين وإليها بتصاريح من الحكم العسكري الاحتلالي. سأله المندوب عدداً من الأسئلة عن صحته وأوضاعه فأجاب موضحاً أن صحته جيدة وأنه يرغب بأن يطمئن أهله، وكأنه يوجه الكلام لي أيضاً. نهض ومد يده مسلّماً وشاكراً مندوب الصليب، فمددت يدي وسلمت عليه وبصوت خافت سألته “والشارب؟” فأجاب متبسماً “تبهدل” ثم مد يده ممسداً شاربه مخففاً من فوضاه.
لسنوات عديدة تلت، كنت كلما التقيته في مناسبة ما، وطنية أو اجتماعية، أو في وسط المدينة، أسأله عن الشارب، فيكون رده موازياً للحالة العامة، وكأن شارب أبو محسن الحركة قد أصبح بارومتر الحالة. كانت ردوده صريحة دائماً، على خلاف ما يمكن أن يقوله كشخصية عامة، بعد أن أصبح شخصية عامة معروفة في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية.
رحل أبو محسن الحركة وأنا خارج الوطن، رحل الأستاذ، وكم تمنيت أن أكون موجوداً لأسير في جنازته واجباً تمليه الصداقة والود وتفاصيل أيام الزمن الجميل رغم كل مرارته، زمن النضال والأمل رغم كل الألم والمعاناة، تمنيت لو كنت في جنازته لأقترب من رأسه وأهمس في أذنه “سيبقى الشارب عزيزاً ولن يذل يا أبو محسن الحركة”.