وزيرة بحرينية رفضت التطبيع فأقالوها من منصبها
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/07/22 | 19:01في السادس من شهر مارس/ آذار عام 1999 توفي أمير دولة البحرين عيسى بن سلمان آل خليفة، وفي نفس اليوم تولى ابنه حمد منصب أمير البلاد. ويبدو أن الوريث السياسي حمد لم تعجبه صفة أمير، فأقدم في الرابع عشر من شهر فبراير / شباط عام 2002 على نحويل البحرين إلى مملكة ليصبح حمد ملك البحرين.
هذا الملك الذي كبر على تربية بريطانية وأمريكية سياسياً، وفضل النهج الغربي في حكمه، وافق فوراً على التطبيع مع إسرائيل بأمر من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وأعلن عن موافقة مملكته على التطبيع مع إسرائيل من خلال اتفاق أبراهام عام 2020.
لكن تطبيع البحرين مع إسرائيل لم يبدأ عمليا في العام 2020 بل قبل ذلك بكثير. فقد كشفت برقيات نشرها موقع (ويكيليكس ) العالمي وأعادت نشرها صحيفة (هاآرتس) العبرية بعض العلاقات الخفية الأمنية بين المخابرات البحرينية و جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
وفي لقاء مع السفير الأمريكي في البحرين في فبراير 2005 أشار ملك البحرين حمد آل خليفة إلى وجود اتصالات بين المحابرات البحرينية و(الموساد)، وإلى استعداد مملكة البحرين لتطوير العلاقات مع إسرائيل في المجالات الأخرى أيضا.
هذا السلوك السياسي غير الوطني لم يعجب الشابة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والرائدة في المشهد الثقافي العربي، حيث تعمل في مجال الثقافة والفنون والتنمية المستدامة. وحتى وهي وزيرة عبرت عن موقفها الراقض للتطبيع بصورة علنية الأمر الذي دقع بالعاهل البحريني إلى إصدار قرار في الحادي والعشرين من هذا الشهر بإقالة قريبته مي من منصبها، ولم يغفر لها انتمائها للعائلة الحاكمة في مملكة البحرين، التي سار حكامها وبالتحديد ملكها حمد آل خليفة في نهج التطبيع، ووقع على اتفاق ابراهام في العام 2020.
ويبدو بشكل واضح أن السفير الأمريكي كان على علم مسبق بموقف الوزيرة البحرينية التي لم تكن على علم بوجود سفير إسرائيل، وعلى الأكثر دعاها قصداً للمشاركة. الوزيرة البحرينية مي لها تاريخ في نشاطات رفض التطبيع مع إسرائيل. فعلى سبيل المثال رفضت تهويد أحياء قديمة في العاصمة البحرينية، ورفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي في المنامة.
كما استضاف مركز الشيخ إبراهيم الذي تديره مي، المؤرخ والمفكر اليهودي اليساري إيلان بابيه، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، في ندوة طرح خلالها أن الحل المستقبلي المنشود للقضية الفلسطينية يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين، في نشاط ثقافي شكل ضربة لجهود التطبيع مع إسرائيل.
وبالرغم من أن الوزيرة المقالة حائزة على أوسمة عالمية عديدة بسبب نشاطها الثقافي ومن بينها وسام البحرين من الدرجة الأولى من الملك حمد آل خليفة نفسه عام 2008، وبالرغم من تصنيفها ضمن النساء الخمسين الأكثر تأثيراً في العالم العربي من قبل مجلة فوربس عام 2005 وبالرغم من انتمائها للعائلة الحاكمة، إلا أن ذلك لم يردع حمد أل خليفة عن التراجع عن قراره، لأن التطبيع بالنسبة له أهم من كل الثقافات والعائلات.
تحية إكبار للوزيرة البحرينية رافضة التطبيع.