حكاية “مشايخ” وشراء أندية كرة قدم إسرائيلية

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 27/07/22 | 18:48

يبدو أن القيادي في حزب ميرتس عيساوي فريج، والوزير العربي في حكومة لابيد الذي ورث الحكم من سلفه اليميني المستوطن المتطرف نفتالي بينيت، لم يكفه ما يقوم به سياسيا للحكومة الإسرائيلية، من نشاطات كانت آخرها في المغرب، بل تجاوز ذلك إلى الرياضة وبالتحديد كرة القدم. فريج الذي يتولى وزارة التعاون الإقليمي، تحدث لإذاعة الجيش الإسرائيلي عن وجود جهود كبيرة يبذلها هو شخصياً مع عضو الكنيست ياريف ليفين، بهدف إتمام صفقة بيع نادي هبوعيل تل أبيب لرجل أعمال إماراتي.

תודה לך מר פריג شكراً لك سيد فريج عمل جبار يخدم المجتمع العربي أليس كذلك؟
وبالرغم من أن فريج لم يذكر اسم المستثمر الاماراتي الجديد في كرة القدم الإسرائيلية (اليهودية) إلا أنه قال إن المفاوضات مع رجل الأعمال الإماراتي، قد بدأت منذ عدة أشهر، وإن التفاصيل الفنية والمالية قد تم الانتهاء منها فعليا، استناداً إلى قناة وان الرياضية.
ويظهر من خلال تصريحات عيساوي فريج، أن دم التطبيع يجري في عروقه. فقد صرح “بأن الرياضة تسرع عملية التطبيع والتفاهم بين الشعوب وان ما فعله محمد صلاح في بريطانيا هو اكبر دليل على ذلك حيث غير نظرة البريطانيين الى العرب والاسلام ”
ما هذا الهراء يا معالي الوزير الميريتسي؟ يبدو أن مفهومك بالرياضة مثل مفهومك بالسياسة، وفي هذه الحالة “كفك عالضيعة”. كرة القدم يا سيد عيساوي هي رياضة شعبية تدعمها الشعوب والتطبيع مع إسرائيل هو عمل أنظمة وحكومات تمارس سياستها بدون استشارة شعوبها، والفرق شاسع بين الإثنين،
وإذا كنت لا تدري فعندك مشكلة في الثقافة العامة، من المفترض أن تعمل على حلها إن استطعت ذلك.
نقطة أخرى لا بد من ذكرها: إن ما فعله اللاعب المصري محمد صلاح لا علاقة له بالتطبيع مطلقا، بل بالرياضة فقط، وما فعله ويفعله محمد صلاح في رياضة كرة القدم هو أمر يرفع رأس العرب، بعكس ما يفعله بعض السياسيين العرب.
والملاحظ من تصريحات فريج (لعربي) أنه مهتم كثيراً ببيع هبوعيل تل أبيب، وكأنه نادي في المجتمع العربي. فقد قال لموقع وان العبري: “نحن نضغط بشدة لإجراء عملية الشراء، ولن يحدث هذا للموسم المقبل ولكن بعد عامين سيكون هبوعيل تل أبيب أول فريق يمتلك من قبل مالك من الإمارات، والمشتري مقرب من الحكومة الإماراتية ويؤيد هذه الخطوة. ”
نادي هبوعيل تل أبيب لكرة القدم الذي تأسس عام 1923. وحصل على بطولة الدوري الإسرائيلي لكرة القدم 16 مرةً، لم يكن اول نادي يتم شراؤه من قبل “مشايخ” الإمارات. فقبل عامين حاول رجل الأعمال الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان شراء نصف أسهم نادي بيتار القدس الإسرائيلي، قبل أن تفشل الصفقة نتيجة إشكالات مالية بالإضافة إلى رفض رابطة مشجعي النادي عملية البيع. ووقتها نفذ مشجعو النادي اعتداءات ضد مؤيدي الصفقة، كما أنها استمرت في ترديد الهتافات العنصرية ضد العرب والمسلمين.
لست أدري ما الذي يدفع سياسي عربي إلى بذل جهود لبيع نادي كرة قدم إسرائيلي لرجل أعمال إماراتي؟
سؤال بحاجة إلى جواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة