ألى أمي .. ولكلِّ الأمهات : الدُّموع فقط للأمهات !
بقلم : يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 30/07/22 | 16:51مرة واحدة قلتُ لك : “إنّي أحبكِ ” !
فذبتِ حياءً.!
فلم أَعُدْ عليها ..
فقد علمتني درساً في الحياة ..
أن حبَّ الأمهات فوق الكلمات ..
.. لغة لا تقبل الحروف .. ولا تحتمل المفردات ..
*****
كلما أردتُ أن أعطيكِ شيئاً لتأكلين ..
تقولين : كُلوا “إنتوا” ..
سألتُك : لماذا !؟
فقلتِ : أنا أكلتُ في زماني الكثير !
وإن لم نبقِ شيئاً بعد أن نأكل
تشبعين .!
*************
قبَّلتيني بعد أن رجعتُ من الحارة
فسُئلتِ : كيف تقبليه
وعلى خديَّه التراب !؟
فرددتِ : إن خدوده أزكى عندما يحلِّيها التراب..
يحلِّيها التراب !
**********
و لفعتيني في أكناف الأحضان
لتحميني من قسوة أحزان الزمان
وأحطيني بأحاسيس الفرح والأمان
وعلّمتيني أن أكون إنسان
أن أكون إنسان
**********
ونشرت على شفتيَّ البسمات
بكلِّ اللغات واللهجات
ولم تعلميني لذة الدمعات
إحتفظت بها لنفسكِ للممات
وكأنَّ الدموع فقط للأمهات
****************
بكيتِ عندما طارتْ طائرتي الورقية
لأنك عرفتِ أنها لن تعود الى يديَّ
وكفكفت دموعي من عينيَّ
و اشتريت لي مثلها هديِّة
**************
وعندما نسينا في بيتنا المظلات
لحقتينا – أنا وأخي- بأنفاس لاهثات
لأنك خفتِ علينا من سيول الغيمات
وبكيتِ يوم استلمنا فرحين الشهادات
لأنها كانتْ تعجُّ بالكثير من بالمئات
***********
وعندما رحلتِ عنا الى الممات
لم تخرجْ من عينيَّ الدمعات
بقيتْ تتشظى وتتطوف
من شريان الى شريان
تبحثُ عن فوهة بركان
لتخرج الى عنان الآفاق
فبقيت محبوسة في الأعماق
*********
لأنكِ علمتني
أن الدموع فقط للأمهات .. فقط للأمهات
.