التعليم الفلسطيني شكل اخر للصراع
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 31/07/22 | 11:06الاحد 31 تموز / يوليو 2022.
تعمل سلطات الاحتلال وفي تطور غير مسبوق على اتباع سياسات تصعيدية خطيرة بخصوص واقع التعليم في فلسطين وخصوصا في القدس المحتلة مستهدفة النيل من الشخصية الفلسطينية حيث تعمل على فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس العربية في القدس المحتلة بالقوة وتعمل حكومة الاحتلال وبعد فشلها في إقناع المدارس والطلاب وأولياء الأمور بقبول سياسة الامر الواقع بدأت تمارس الضغوط في محاولة منها لفرض مخططها بالقوة ومحاولة فرضها لمناهج تتبنى الرواية الإسرائيلية وتستبعد الهوية الفلسطينية، وكانت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية قد أصدرت قرارا بسحب الترخيص الدائم من ست مدارس في القدس الشرقية في إطار محاولات حكومة الاحتلال التدخل بالشؤون الفلسطينية .
ولا يمكن ان يتم التسليم في تلك الممارسات الخطيرة التي تهدف الى تغيب الحضور الفلسطيني كون ان هذه الممارسات تعد غير اخلاقية ويجب ادانتها حيث يمارس الاحتلال وأجهزته المختلفة الضغوط والتصعيد ضد المدارس عبر سحب تراخيص واشتراط إعادتها بشطب كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية في المناهج التعليمية الفلسطينية وهذه الخطوة والتي تتمثل في محاولة فرض تغيير المناهج الفلسطينية بمثابة إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية والحضارة القائمة عبر التاريخ وطمس كل اشكال التواجد الفلسطيني للمدارس الفلسطينية بالمدينة .
وتأتي هذه الخطوات بعد تطور المشهد الاسرائيلي والصراع القائم بين اليمين المتطرف وفرض هيمنته على صعيد الانتخابات القادمة حيث يتم ممارسة الضغوط على عدد من المدارس في محاولة لإملاء الرواية الإسرائيلية بالقوة وطمس وتغيب الشخصية والحضور الفلسطيني، وان ما تم اتخاذه من إجراءات ضد عدد من المدارس مرفوض وخصوصا ان هذه المدارس مشهود لها بالمهنية والوطنية وتؤدي رسالتها منذ سيطرة الاحتلال على القدس وتعد انتهاكا خطيرا لكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن مدينة القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة .
ولا يمكن تمرير تلك المخططات العنصرية التي تعمل حكومة الاحتلال الاسرائيلي على فرضها في ظل تصاعد بورصة الانتخابات الاسرائيلية لفرض واقع عنصري يميني متطرف على المجتمع الفلسطيني وما يجري محاولة مكشوفة ومرفوضة ومدانة لتشويه التاريخ الفلسطيني واستبداله بالرواية الإسرائيلية وهو ما لن يقبل به ولو حتى أصغر طفل فلسطيني وسوف تفشل كل تلك المحاولات كما فشلت جميع المحاولات الإسرائيلية منذ بدء الاحتلال عام 1967 والتي تتكرر مع اقتراب كل عام دراسي جديد فإن هذه الضغوط العنصرية ستفشل على صخرة صمود المدارس وأولياء الأمور والطلاب كونهم متمسكون في حقوقهم المشروعة .
وبهذا الخصوص نقدر عاليا المواقف الثابتة والراسخة لتلك المدارس والتي ابدت رفضها لكل مشاريع التصفية وأعلنت عن تمسكها بالحقوق الشرعية كما نقدر اهمية رفض وتمسك الطلاب وأولياء الأمور بالمنهاج الفلسطيني وهو بمثابة استفتاء على رفض المنهاج الإسرائيلي ورفض مقايضة الهوية الفلسطينية بأي شكل من اشكال المراوغة والتسويف .
والقدس والتي تقف موحدة دوما امام مشاريع الوهم الاسرائيلية تقف موحدة ايضا اليوم امام تلك الممارسات القمعية ويتصدى جميع ابناء القدس ويقفون صفا واحدا في مواجهة هذه المحاولات الإسرائيلية التي هي واحدة من سلسلة إجراءات احتلالية تستهدف هوية القدس وسكانها بما فيها الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتقالات والملاحقات والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية حيث تتزامن مع مسلسل تغيب الوعي الفلسطيني والتي اذا ما استمرت ستولد في النهاية نتائج كارثية وسيكون لها تداعيات كبيرة على ساحة الصراع برمتها .