سخنين: المعرض الأول للفنان محمود سليمان بدارنة
تاريخ النشر: 31/07/22 | 15:15إفتتحت إدارة جمعية جوار في الشمال في مدينة سخنين مساء السبت أبواب جاليري زركشي لاستقبال الجمهور في المعرض الفني الأول للفنان الشفاعمري – السخنيني محمود سليمان بدارنة، تحت عنوان “وجوه وملامح وفن”، وذلك بمشاركة واسعة من الجمهور المتابع للفنون ومتذوقي الفنون التشكيلية، وبحضور رئيس بلدية سخنين د. صفوت أبو ريا وإدارة الجمعية الأستاذ أمين أبو ريا، وعلي غنايم ، وكوكبة من الفنانين التشكيليين، وفادي طراد رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في المدينة.
الأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض قال في كلمة الافتتاح:” أن الرسم موهبة تنبض في عروق الأطفال وتتجلى في حس الانسان، واللوحات الفنية التي أمامكم ما هي الا كلمات ترجمت لرسومات خطتها يد فنان مبدع بالرصاص والفحم والقليل من الألوان.”. وتابع أبو ريا :” نلتقي اليوم في هذا المعرض الذي يشبه بيدراً لأحلامنا وأمانينا التي نجدها تتحرك في أكف أبنائنا المبدعين وبين أناملهم الرشيقة لتعبر عن شخصياتهم وتطلعاتهم ومن خلالهم تعبر عنا وعن حاضرنا ، ونجعل هكذا اعراسنا مناسبة للتلاقي للحوار للثقافة لإفراغ الكثير الكثير من آلامنا ومخاوفنا وهواجسنا كي لا تتراكم وتنفجر ذات يوم فتأخذنا الى ما لا نريد الوصول اليه.
نجعل هكذا مناسبات فرصة نجاة لنا ولمستقبل اولادنا من جو مشؤوم ومشحون الى فضاء المحبة والفخر والتلاقي.”. وأضاف:” ان التربية الفنية تعني بالضرورة تعديلاً في سلوك الانسان عن طريق اكتشاف وتنمية قدراته العقلية والخيالية والابتكارية وهي دعوة الى بناء وتكوين مواطن وفق قيم وسلوكيات يحتاج اليها مجتمعنا وسط لهاث المدنية المعاصرة.
لذا كان لزاماً علينا كجمعية وصالة عرض الفنون التشكيلية زركشي وطواقم مهنية وفنية ان لا نتوانى عن احتضان المبادرات الابداعية في عالم الفن رسماً وموسيقى وغناء وأدباً ونثراً وشعراً اضافة الى احتضاننا للتراث والحضارة الشامخة، لان غاية وجودها الأسمى هي الانسان في اكتمال ابعاده الفكرية والسلوكية والوجدانية والفنية والتخيلية، غير منفصل عن محيطه الثقافي والاجتماعي، وعن ارث يمتد عميقاً في التاريخ ويشع نوراً في فضاء المكان حدوده السماء.”، كما قال. كلمة لرئيس بلدية سخنين
أما الدكتور صفوت أبو ريا رئيس بلدية سخنين فقد قال:” نبارك للفنان محمود بدارنة وللعائلة هذه الانطلاقة المميزة لهذا الشاب، ونعتز بجذور هذا الشاب، وهذا الابداع ليس غريب عنه بل أنه استطاع أن يبدع من خلال تسخير اللون الأسود مع الأبيض، ونأمل كل التوفيق لهذا الفنان الصاعد، والشكر موصول لإدارة زركشي كونها تجمعنا أسبوعيا في معارض جديدة، وتستقطب كل فنانينا على الصعيد المحلي والقطري”.
رسم الوجوه
وفي مداخلته، قال د. مروان مصالحة من دبورية :” هذا المعرض مهم جدا كونه جمع عدة زوايا والتي تشمل السياسية والوطنية والسياسية والشخصيات، ويظهر من الرسومات أن الفنان يركز على الوجوه كون أن الوجوه تعبر الكثير عن الشخصية، والفنان استطاع ان يبدع في نقل أفكاره الى الجمهور الواسع، وأصاب في هذا التوجه”.
أما الدكتور عامر جنداوي من بير المكسور فتحدث بكلمة مقتضبة قال فيها:” نبارك للفنان الشاب هذا المعرض، ولاحظت أن الفنان تمكن من الرسم لدرجة أن الرسومات كنت أعتقد أنها صورا وليس رسومات من دقتها وحدتها، فكل التوفيق”.
وقال الفنان جميل عمرية من إبطن :” إنها المرة الأولى التي نلتقي بهذا الفنان الصاعد ونؤكد له أن مجتمعنا العربي داعم، ونحن في فترة الشباب لم نجد يوما أي أطر تجمعنا ولكن اليوم نجد جاليري زركشي تدعم الفن والفنانيين ، ونثمن جهد الفنان محمود ونشد على يديه أن يستمر بهذا الفن الرائع”. محمود بدارية فنان في عمر الـ 22 ربيعًا
وفي حديث مع الفنان محمود سليمان بدارنة قال معرفا عن نفسه :” أبلغ من العمر اثنان وعشرون ربيعا ولدت في قرية المشهد بتاريخ 12/11/1999 وعشت في مدينة شفا عمرو والاصل من مدينة سخنين.
موهبتي بدأت تظهر منذ طفولتي وكبرت وكبرت معي رسوماتي وانا طالب في المدرسة الابتدائية، وبداياتي مع الرسم كانت بصحبة قلم الرصاص وما زالت ترافقني في مسيرتي الفنية اليوم كنت اجلس امام جهاز التلفزيون لأشاهد برامج الأطفال والأفلام الكرتونية وارسمها مع انسجامي في الفلم والرسم معا.”. وأضاف :” في العام 2016 بدأت اطور نفسي وانتقلت من رسم الشخصيات الكرتونية لرسم الوجوه والشخصيات المعروفة بكافة المجالات، وفي العام 2018 بدأت الرسم بالفحم على القماش واصناف الألوان الأخرى والزيت والاكريليك عقب استكمالي في موضوع الرسم بشكل شخصي لدى العديد من الفنانين ومستمر في التقدم فنيا حتى يومنا هذا… لا ادع فرصة تمر للتعليم وتطوير الذات الا واسارع للاشتراك بها وتطوير الذات من خلالها.
أشارك اليوم مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الفنية في الدراسة ومشاركة في الرسم وتعلم مواضيع متعلقة بمشروعي الفني الخاص واخص بالذكر مشروع ” الفن للجماهير ” من خلال جمعية جوار في الشمال – سخنين مسقط راسي – في جاليري زركشي للفنون.”. وتابع بدارنة:” اتلقى الدعم الكامل من عائلتي واقربائي واصدقائي ومعلمون لي الذين وقفوا الى جانبي وشجعوني طوال هذه السنوات، كما وشاركت في عدة معارض ومع الكثيرين من الرسامين والفنانين في مناسبات عديدة وضمن برامج ثقافية متعددة
اليوم سيكون معرض وجوه وملامح وفن المعرض الشخصي الأول لي وفرصتي الأولى للانطلاق في عالم الفن الواسع وهنا لا بد من كلمة شكر بحق القائمين على جاليري زركشي سخنين الذين وثقوا بقدراتي ومنحوني الفرصة للانطلاق.”.
ويشار الى أن الفنان التشكيلي محمود سليمان بدارنه يميل إلى رسم بورتريه شخصيات بواقعية؛ رغم أنه يجيد كافة أنواع الرسم، ضمن مدارس الفن التشكيلي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه يلجأ إلى إبراز الملامح الجمالية وإدخال أدق التفاصيل، لتعكس ما يجول بداخله من أفكار ومشاعر تجسد على لوحاته التي تستوحي شخصياتها من الواقع الحياتي، ليرسمها بطريقة جمالية تحتوي على تفاصيل دقيقة. كما يستهوي الفنان التلاعب والتعامل مع تفاصيل الشخصيات، وذلك لقدراته على مزج الصورة الواقعية بأفكار خيالية من ذهنه تندرج ضمن لعب دمج الألوان التي يجد من خلالها جماليات تبرز بنمط جديد يعكس أبعاداً وتفاصيل جديدة للوحة الفنية.
ويستخدم الفنان غالبا الفحم والرصاص في اعداد لوحاته بشكل يومي وأحيانا يستعمل ألوان الأكر يليك في استكمال لعبته الفنية، مستغل سرعة جفاف الألوان على اللوحات الفنية، ما جعلها تجد ذاتها تميل إلى الألوان الغامقة الغامضة التي تعكس شخصيته، وحالته المزاجية التي يعيشها فور جلسته الهادئة لممارسة فنه. اكتشف الفنان موهبته في الفن التشكيلي منذ نعومة أظافره، جراء ممارساته العفوية لرسم الأشخاص دون معرفة التفاصيل الفنية والحرفية لفن الرسم، ما جعله يعجب بموهبته المكتشفة حديثا والتي قادته إلى الميل لعالم الفن التشكيلي “البورت ريه”، والذي لم يتعامل معه بنمطه المعتاد، بل قامت على أحداث فكرة جديدة بتحويل الرسومات البورت ريه الجامدة بألوانها الأبيض والأسود إلى لوحات فنية وكأنها ملونة. ليبدأ في إطلاق العنان لأفكاره في لحظة بدأ بلوحته ليدمج بين الحزن والأمل سوياً في تفاصيل لوحاته الفنية، مستغل في ذلك إتقانه التلاعب بحركات خطوط الريشة، ما يجعله يمتلك القدرة على الخروج من قيود الهموم، والدمج بين الحزن والسلام، جاعلا من الطفل والمرأة وسيلة للتعبير عما يدور بداخله ويعكس واقع المجتمع.
يستدل من اللوحات المشاركة في المعرض أن شغل الفنان الشاغل في رسوماته هو تجسيد الانسان والشخصيات وخاصة المرأة، وأن أكثر شيء يركز عليه هو حقوقها الشبه غائبة عنها، فهي لا تساوي الرجل في الحقوق، ومن خلال رسوماته يحاول توضيح بعض النقاط وتسلّيط الضوء عليها، مشيرا إلى أن الفن التشكيلي لم يزل شيئاً ثانوياً، رغم أنّه يعتبر شيئاً أولياً مهماً في معظم البلاد المتطورة.