نجاح منقطع النظير لأمسية فيلم “الطنطورة” بكفرقرع
من إبراهيم ابوعطا
تاريخ النشر: 31/07/22 | 18:11بحضور المئات من مختلف البلدان وأقطار الوطن من النقب، الجليل والمثلث ووسط حماس وَقّاد وشغف وإصغاء كبيرين، تم مساء السبت عرض فيلم “الطنطورة” المثير للجدل للمخرج الون شفارتس بمشاركة المؤرخ عالم السياسة والبروفيسور ايلان بابه الى جانب صاحب بحث الطنطورة التوثيقي السيد تيدي كاتس في قاعة المركز الجماهيري الحوارنة وذلك بمبادرة واشراف وتنظيم مكتب الرئيس وقسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي.افتتحت الامسية السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية مشيرة الى ارتقاء قسم الثقافة ومسيرة فعالياته الناقدة من خلال هذه الاستضافة المميزة لفيلم الطنطورة وندوة النقاش التي تليه مع صُناع الفيلم حول التأريخ الشفوي للنكبة، مؤكدة ضرورة مثل هذه الافلام لما تحمله من مضامين مصيرية في صقل الذاكرة الجماعية والرواية الفلسطينية لأبناء الاقلية العربية في البلاد حول تاريخ النكبة وما حملته من مجازر، مؤكدة ان الفيلم يسعى جاهداُ ليثبت وبشكل موضوعي توثيق اعترافات رجالات الجيش بإقتراف جُرم المجزرة الى جانب اراء عسكرية واكاديمية تنكر وتُسكت وتُفند هذا الادعاء، مؤكدة ان الفيلم يُبدع بتوثيق اعترافات كلا الطرفين المؤيد والمعارض لحقيقة وقوع المجزرة مرورا بأحداث القتل، الترويع والتهجير بحق سكان الطنطورة، كما ووجهت تحيتها للحضور القطري الوفي من كل انحاء البلاد مؤكدة ان الامسية مُهداة لروح المناضل الاديب غسان كنفاني في ذكرى استشهاده الخمسين والذي صادف في الثامن من تموز.
ومن ثم تحدث المحامي فراس احمد بدحي رئيس المجلس المحلي مهنئا الحضور بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1444 متمنيا للحضور سنة سلام وامان واطمئنان، ووجه تحية مميزة لكل الحضور من كافة البلدان المشاركة في الامسية مشيداً بالعدد الكبير فوق الاعتيادي لجمهور الحضور رابطا ذلك منع روعة الحدث وتميز مضمونه وضرورة عقد مثل هذه الامسيات الوطنية التثقيفية التي تُقوي وتعزز العلاقة بين الفرد وروايته التاريخية. كما وتطرق المحامي فراس احمد بدحي الى الازمة الاخيرة التي عاشها المجتمع العربي في البلاد على اثر اختفاء اثر المحامي رائد محاميد في بحيرة طبريا لمدة تسعة ايام وسط عمليات بحث حثيثة، والذي تم العثور على جثمانه وقد فارق الحياة عصر امس السبت، فقد اكد المحامي بدحي على ضرورة اقامة لجنة طوارئ وطنية تكون عنونا للمجتمع العربي في مثل هذه الازمات نحو تعامل سليم معها يختصر رحلة العذاب التي تعيشها عائلة الفقيد وتليق بمجتمعنا، وبعث بتعازيه الحارة لال محاميد ولعائلة المرحوم رائد محاميد، كما ووجه دعوة صادقة للأحزاب العربية على كافة اختلافاتها وتركيباتها للتوحد في قائمة واحدة تصب في مصلحة المواطن العربي وهمومه والقضايا التي تهمه نحو حل معضلاته ومشاكله الجوهرية.
وبعد ذلك وقف الجمهور وصدحت الحناجر لتنشد موطني كلمات ابراهيم طوقان والحان محمد فليفل والتي تشحذ الهمم والرايات وسط تماهٍ وتفاعل كبير من الجمهور ومن شريحة الشباب على وجه التحديد.
ولمدة ساعة ونصف من الزمن عاشت الجماهير جولة من الاوجاع والحسرة والاستذكار في سراديب ذاكرة مجزرة النكبة الشفوية من خلال توثيقات واعترافات تجسد القتل والترويع والتهجير بحق سكان الطنطورة وسجالات بين مؤيد ومعارض لحقيقة وقوع المجزرة بحيثياتها المُرعبة من باحثين ورجالات جيش واهالي الطنطورة.ومن ثم قامت ادارة المجلس المحلي وكوكبة من الضيوف بتكريم الباحث البروفيسور ايلان بابه على مشاركته المميزة في هذه الامسية وفاء لذكرى ضحايا مجزرة الطنطورة ووقفته المشرفة مع معسكر الحقيفقة، كما وتم تكريم الباحث تيدي كاتس البذي يُعتبر بحثه النواة الاساسية لقضية الطنطورة واثارتها بحثيا واعلاميا قبل ربع قرن والتي تم استعمال ارشيف التسجيلات خاصتها لتكون اساسا وارضية خصبة للفيلم الوثائقي سيد الامسية.كما واستقبلت الجماهير محاضرة البروفيسور ايلان بابه المميزة بحماس وشغف كبير من خلال اعترافات تاريخية باحتلال الارض وارتكاب مجازر عديدة والتي شكلت التطهير العرقي الممنهج لفلسطين الذي جسده وأسهم بإثباته بابه من خلال كتابه الذي يجوب جامعات اوروبا بعنوان “التطهير العرقي لفسطين” نحو بث مصداقية الرواية الفلسطينية التاريخيةكما وافتتحت ندوة للنقاش وطرح المداخلات والتساؤلات مع المخرج الون شفارتس والباحث تيدي كاتس والبروفيسور إيلان بابه، وقد برزت بين الاسئلة مداخلات وتساؤلات جيل لشباب الذي حضر من كل اقطار الوطن وأبدى حماسا ووعيا وطنيا وادراكا يشع انتماءً للقضية والذاكرة الفلسطينية الجمعية.