الاحتلال وممارسة الارهاب الفكري والتطرف
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 02/08/22 | 6:45الثلاثاء 2 آب / أغسطس 2022.
الاعلام الاسرائيلي يعمل بشكل ممنهج ومدروس علي ابراز صورة الاحتلال الاسرائيلي وتغير نمطها الاعلامي ليخدم الاستراتيجية القئمة على الاحتلال الاسرائيلي ليتم العمل من خلال ماكينته الاعلامية وتقديم الصورة المعكوسة والمخادعة للعالم، بأن (اسرائيل) هي الضحية والشعب الفلسطيني هو المجرم، كل ذلك يتناغم مع مسلسل وسيناريو اسقاط السلطة الفلسطينية والسعي والعمل علي ضم الضفة الغربية، وفرض شخصيات محلية بديلة عن الشرعية الفلسطينية التي اكتسبت بالتضحيات الجسام عبر مرحلة طويلة من النضال وبمحصلة الانتصارات التي صنعتها الثورة الفلسطينية من خلال الشهداء والجرحى والمعتقلين في محاولة فاشلة لإحباط المشروع السياسي الفلسطيني وإسقاط منظمة التحرير الفلسطينية .
بالمقابل فان الشعب الفلسطيني متمسك بالوحدة الوطنية والدولة الفلسطينية وبمشروع السلام المبني علي الحقوق الفلسطينية والشرعية الدولية كخيار استراتيجي ثابت في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومحاربة عنجهية الاحتلال وتعرية جيشه والكشف عن جرائم اسرائيل وحكومتها امام العالم اجمع، وان الرد الفلسطيني امام هذا التطرف لا بد وان يكون بمزيد من الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية والتمسك في بناء اكبر جبهة مقاومة وطنية ثابتة تعتمد اساسا على المشروع الوطني الفلسطيني ورفضا لكل اشكال الهدنة المجانية مع الاحتلال والتصدي وإفشال مؤامرة ادارة قطاع غزة المزعومة وفصل الضفة عن القطاع، حيث يسعى ويعمل الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني من خلال فرض الحصار المالي على الشعب الفلسطيني واستمرار الخصومات من اموال الجباية المعروفة بالمقاصة .
نتائج التطرف بداخل المجتمع الاسرائيلي وهذه العنجهية والغطرسة تدفع الجميع لتوحيد الصفوف والعمل على بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية المتكاملة، حيث اننا امام مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الاسرائيلي وهذه العقلية التي تدعم التطرف والسيطرة وتتمنى الموت والهلاك للشعب الفلسطيني، من اجل استمرار دولتهم فهم يتمنون الموت لكل ما هو فلسطيني وعربي ويسعون الى السيطرة على الارض الفلسطينية بشكل مطلق، رافضين الانصياع الى الشرعية الدولية والالتزام بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
الحركات المتطرفة بالمجتمع الاسرائيلي ترفع شعارات وتعمل على قاعدة الموت للعرب ولا لدولة فلسطينية وتتسارع الاحزاب الاسرائيلية المتطرفة لخوض سباق الانتخابات الاسرائيلية حيث تتبنى مواقف اكثر تشددا وأكثر عداءً للعرب والمجتمع الفلسطيني، لتعكس مفهوم العداء للعرب وتضع المخططات وتعمل هذه الاحزاب ضمن مفهوم من يقدم فاتورة حساب علي قاعدة التطرف وممارسة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والدعوة المعلنة للسيطرة علي الضفة الغربية، وتطبيق السيادة الاسرائيلية الكاملة عليها، في ضربه موجعة لمفهوم السلام، وهذا ما يعكسه التطرف وممارسة العنصرية المطلقة داخل المجتمع الاسرائيلي وما يؤكد بان الرأي العام لديهم لا يرغب ولا يدعم عملية السلام بل يعكس السيطرة والنفوذ والقوة وفرض الهيمنة المطلقة.
استمرار قادة الاحتلال بممارسة الارهاب الفكري والتطرف وممارسة تلك الاساليب الاستعراضية لن يؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والاحتقان لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأن كل من يعتقد أن هذه المؤامرات ومثل هذه المواقف والتعنت الفكري يجبر الشعب الفلسطيني على الركوع فهو مخطئ ولا يمكن لقوى الاحتلال وعنجهيته ان تنال من شعب فلسطين وصموده لأنه سيبقي صامدا علي ارضه ومتصديا لكل مؤامرات التصفية والإبادة التي تستهدف النيل من حقوقه التاريخية وفي مقدمتها حقه في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.