حاراتنا القديمة وحارات أوروبا
زهير دعيم
تاريخ النشر: 05/08/22 | 19:06يحلو لي كثيرًا أن أتمشّى في الحارات والأزقة التاريخيّة الجميلة في مدن أوروبا ؛ هذه الأزقة المرصوفة بالحجارة الصغيرة والفسيفساء ، والعابقة بعطر التاريخ وشذا الذّكريات، فتُشبع النّظَر من مباهج الحياة ومن حوانيت صغيرة على الجانبين تعج بالأطايب، ناهيك عن رؤيتك للوحات رائعة تعيدك الى الماضي الجميل ، الذي يزرع في حناياك السّكينة والطمأنينة وهدأة البال….
.. تمشي بلا خوف ولا اضطراب ، فنادرًا ما تمرّ هنالك سيّارة وإن صدف ومرّت سيّارة القمامة الصغيرة ، تمر على مهل ، مزدانةً بالحيطة والحذَر .
مشاهد عشتها ، وأزقة عبرتها في معظم مدن أوروبا كما في روما وبراغ ولشبونة وبرشلونة وامستردام وباريس و… فتركت فيَّ انطباعًا حلوًا وما زالت .
وأروح أتحسّر وأنا أرى حارتنا القديمة في عبلّين تعيش الرّوتين والعادة والزفتة كما في كلّ بلداتنا العربية ، فأروح أزيّن نفسي بالرجاء والأمل ، لعلّ الغد يحمل لنا والينا البشرى ، ولعلّ رؤساء سلطاتنا المحلية يستفيقون ويلتفتون الى مثل هذه الحارات الرّافلة بالمجد ، فيُوظّفون – ولو على فترات- الميزانيّات لرصف هذه الحارات القليلة والنّادرة ، وجعلها مصيدة راقية لصيد السّواح خاصّةً وعبلّيننا الغالية ترفل بالقداسة التي زرعتها فيها القدّيسة المُطوّبة مريم يسوع المصلوب ( مريم بواردي ) .
قد يقول قائل : الامر يحتاج الى مبالغ طائلة بعض الشيء فأقول : إنّي أعلم وأعرف ، وأعرف أوضاع سلطاتنا المحليّة العربيّة ، ورغم ذلك فبمقدورنا وضع خطة مدروسة ننفّذها على فترات ومراحل قد تأتي بالنتيجة المرجوّة ، فنعطي رونقًا لهذه الحارات، يُزين ويلوّن نفوسنا بالهدوء والسّكينة الذي سلبته منا ضوضاء الحضارة وصخب السّيارات.
تعالوا فضُمّوا اصواتكم الى صوتي سائلين ومُطالبين رؤساء سلطاتنا المحليّة الأفاضل ، أن يلتفتوا الى هذه اللفتة الجميلة لعلّها تجد طريقها الى حياتنا.
أتُراني أحلم ؟! ..
لسْتُ أدري .