تعقيبا على تصريحات الشيخ كمال خطيب بعد قصف قطاع غزة

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 06/08/22 | 12:39

الإعتداء الإسرائيلي على غزة حصل كما كان متوقعاً. وسكوت منصور عباس حصل أيضاً كما كان متوقعاً، ووقفة المتفرج على ما يجري من أيمن عودة وشركاه في القائمة المشتركة بدت بوضوح كما كان متوقعاً أيضاً.

فضيلة الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة خاطب منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة بالقول:” حنّي ايديك يا منصور عباس”. والشيخ لم ينس أيضا الجبهوي أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة بقوله له:” “اخجل على نفسك يا أيمن عودة. فالأول يا فضيلة الشيخ “محنّي إيديه من زمان” من “حنة” الإئتلاف الذي أوصل اليميني الفاشي نفتالي بينيت إلى كرسي رئاسة الحكومة، وأيمن عودة بطبيعة الحال ما “استحى” وما خجل عندما أوصى على غانتس.

كيف لأيمن عودة أن يخجل يا فضيلة الشيخ وهو الذي قالها بصوت عال انه يرشح بيني غانتس لرئاسة الحكومة. ولو كان عنده ذرة من الخجل، على الأقل التزم الصمت ولا يرشح أحداً. وبما انه لا يخجل حتى من نفسه رفع صوته عاليا ونطق اسم غانتس كمرشحه لرئاسة الحكومة.

هل يسمع الآن أيمن عودة رئيس القائمة المشتركه ما يفعله غانتس في غزة؟ هل يا ترى يؤنبه ضميره عندما أسماه رئيساً للحكومة. يا فضيلة الشيخ: الضمير إما أن يكون يقظاً عند البعض وإما أن يكون مستترا غائبا عند البعض الآخر. هكذا تعلمنا. وما أكثر الناس وخصوصا البعض من حاملي لقب سياسي، الذين يتميزون بفقدان الضمير.

الأمر المضحك بل والمهزلة بحد ذاتها، يا فضيلة الشيخ، أن منصور عباس المنتمي للحركة الإسلامية (الجنوبية) ساعد بينيت في الوصول الى كرسي رئاسة الوزراء بحجة انه يريد خدمة المجتمع العربي من خلال وجوده في بوتقة أصحاب القرار. يعني تماما مثل من يطلب العدل من مستبد ظالم. في هذه الحالة وضع عباس نفسه في دائرة من دائرتين: إما أنه جاهلا بالسياسة الإسرائيلية ولا يعرف ألاعيب محركي هذه السياسة، أو أنه يريد تسليط الضوء عليه بتغريده خارج السرب العربي من خلال مقولة “خالف تعرف” تنفيذاً لأجندة معينة.

صحيح أن عباس “صارلو بالقصر من مبارح العصر” لكن ما فعله لا يدل على أنه جاهل فيما يجري في كواليس السياسة الإسرائيلية، بل يدل على تفهمه لهذه السياسة، بمعنى أن النهج الذي اختاره ليس نهج شخصي فقط إنما نهج حركة، بمعنى أن هذا النهج هو نهج الإسلامية الجنوبية.

بداية الخلاف بين منصور عباس وأيمن عودة لم يكن خلافاً حول كيفية ما يسمونه هما “خدمة المجتمع العربي” بل كان حول طريقة الإرتماء في أحضان الحكومة الإسرائيلية. وهذا هو الواقع فضيلة الشيخ. لو استطاع بيني غانتس الوصول لكرسي رئاسة الحكومة، لكان أيمن عودة عضو في هذه الحكومة، لأنه هو نفسه رشح غانتس لرئاسة الحكومة، وبما أن الأمر كذلك فإنه كتحصيل حاصل أن يكافيء غانتس أيمن عودة الذي أسماه لرئاسة الحكومة. لكن الرياح لم تجر كما اشتهتها سفن أيمن عودة.
والأمر الهزلي أن أيمن عودة “يعاير” منصور عباس بارتمائه في حضن بينيت سابقا ولابيد لاحقا وكأن غانتس مرشح أيمن عودة لا غبار عليه فلسطينيا أو كأنه بريء من الدم الفلسطيني، أو كأنه “المخلص المتتظر”. ومن الطبيعي يا فضيلة الشيخ أن لا يخجل أيمن عودة على نفسه.

غانتس “حبيب أيمن عودة الذي أوصى بتشكيله لرئاسة الحكومة عام 2019، و لابيد رئيس الحكومة شريك وحليف منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، هما الثنائي نفسهما (غانتس ـ لابيد) اللذين وقفا خلف قرار شن الحرب السافرة على غزة أمس الجمعة.

وختاما، أقول لك فضيلة الشيخ: الإثنان لا يخجلان ولن يخجلا مطلقاً “واللي بستحو ماتو “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة