كل ساسة إسرائيل دعموا العدوان.. وماذا عن “جماعتنا” النواب العرب؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/08/22 | 13:23خلافات الساسة اليهود فيما بينهم (يمين، يسار، وسط وغير ذلك من التسميات) تعود لمصالح حزبية وشخصية، لكن إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل فالكل يتوحد خصوصاً في مسألة شن الحروب ولا سيما على غزة. فكافة الحروب التي شنتها إسرائيل إن كانت ضد جيرانها العرب مثل لبنان وسوريا (ومصر والأردن سابقاً) أو على غزة لم نسمع عن أي حزب يهودي مشارك في الحكومة أو غير مشارك، التزم الصمت . فكلهم في وقت الحرب يتفقون وكلهم يتضامنون مع بعضهم البعض. فلا توجد معارضة في هذه الحالة ولا يوجد يسار ضد الحرب. وهذا يؤكد أن تسمية “اليسار الإسرائيلي” هي كذبة بامتياز.
حتى اليميني المتطرف نتنياهو الذي يعتبر الخصم السياسي اللدود لريس الحكومة والذي يسعى دائما ً لإسقاطها، أعلن تأييده للعملية العدوانية ودعمه لما يفعل لابيد في غزة، لدرجة انه تلقى الشكر منه:” أود أن أشكر أفراد المعارضة، ورئيس المعارضة نتنياهو، الذين أبدوا المسؤولية ودعموا الحكومة طوال هذه العملية.”
هذا على صعيد الساسة اليهود. وماذا عن “جماعتنا” النواب العرب؟ وكما يبدو هم صم بكم لا يفقهون، ومصيبة الحرب على غزة لم توحدهم كما وحدت الساسة اليهود. حتى أن منصور عباس (الإسلامي الجنوبي) شريك لابيد في الحكومة (لا حٍس ولا نٍس) وكأن غزة منطقة نائية في مجاهل افريقيا. وكل ذلك “منشان عيون لابيد”. هل يعقل ذلك؟ حتى “جماعة عباس” في الموحدة وفي قيادة الإسلامية الجنوبية التزموا الصمت الكامل وكأن الله أنزل عليهم حجارة من سجيل.
لابيد لم ينس تقديم الشكر الى الرئيس المصري السيسي. كيف لا وهو المحرك الأساس لما يجري قي غزة، ويساعده في ذلك رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، الذي يوجد له دائما “قرص في كل عرس” اعتدائي على مصر. فقد ذكر لابيد في رسالة الشكر للسيسي وكامل: “أود أن أشكرهما على دورهما المحوري والهام وعلى جهودهما للتوصل إلى وقف إطلاق النار والحفاظ على الاستقرار في المنطقة”.
لا أدري عن أي استقرار يتحدث لابيد، ما دامت كافة حكومات إسرائيل تشن باستمرار حروبا على غزة وغيرها في المنطقة؟ المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينسلاند يرد على لابيد في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول التصعيد الأخير في قطاع غزة بقوله أن “حلقات العنف في غزة لن تتوقف إلا بتحقيق تسوية سياسية للنزاع تضع حدا للاحتلال”. وهذا يعني أن الاستقرار الذي يتحدث عنه لابيد لن يرى النور إلا بزوال الاحتلال. فهل يفهم لابيد ذلك؟ وعلى الأكثر أنه لا يريد فهم ذلك.
وماذا يريد لابيد بعد؟ تصوروا أن لديه وصفة خاصة لمعالجة القضية الفلسطينية لا علاقة لها بالسياسة مطلقا. فهو يقترح بكل وقاحة “طريقة أخرى للعيش ألا وهي طريقة اتفاقيات ابراهيم، وقمة النقب، والابتكار والاقتصاد، والتطوير الإقليمي والمشاريع المشتركة”. يعني بقاء الاحتلال ولا دولة فلسطينية “وبلطو البحر يا عرب”.