قصفوا وقتلوا ودمروا “وعربنا يتفرجون”
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/08/22 | 11:10كل الحروب التي تشنها دولة الاحتلال إسرائيل على غزة بمبررات وأسماء مختلفة، ينجم عنها دمار كبير في غزة وقتل مواطنين أبرياء من مختلف الأعمار ولا سيما الأطفال، وبعد ذلك تتدخل مصر (كالعادة) ويتم الإعلان عن وقف الحرب أو كما يقولون “هدنة”. وينتهي الموضوع الى هذا الحد. بعني “هدنة وبس”. بمعنى أن ما حصل قد حصل “واللي مات الله يرحمه”. وبعد فترة تعيش غزة نفس الحدث: عدوان ودمار وقتلى. ثم هدنة. وكأن الأمر أصبح أمراً عادياً أن تعتدي دولة الاحتلال على قطاع غزة وتقصف وتقتل، وأصبح أمراً عادياً أن تتدخل مخابرات السيسي للتوصل إلى هدنة. وعلى العالم، كما يبدو، أن يشكر المعتدي لأنه أوقف الحرب. لا أحد يمس إسرائيل بسوء، ولا أحد يقترح إجراءات عقابية ضد جيش الاحتلال، ولا أحد يسأل إسرائيل عما فعلته بغزة، فالهدنة تكفي حسب اعتقادهم.
إسرائيل كعادتها كانت تحضر مسبقا لهذا العدوان، وتعرف متى وكيف ستبدأ. لكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها . فبعد قيام الاحتلال الأسبوع الماضي باعتقال القائد بحركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، وضع وزير الحرب بيني غانتس ثلاثة شروط لبدء العدوان على غزة: أولها، أن تبدأ العملية العسكرية باغتيال تيسير الجعبري أحد كبار المسؤولين في الجهاد الإسلامي أو خالد منصور، وثانيها، إحباط جميع خطط الحركة بالهجوم المضاد للدبابات، وإلحاق أضرار بهذه المنظومة، والشرط الأخير اعتقال العشرات من نشطاء الجهاد الإسلامي في الضفة الفربية. وقد تم تنفيذ كل شروطه. وتجدر الإشارة الى ان الجعبري ومنصور ارتقيا خلال العدوان على القطاع الذي بدأ الجمعة وانتهى باتفاق وقف اطلاق النار بوساطة مصرية.
بعد عدوان مدمر على غزة استمرّ ثلاثة أيّام أسفر عن سقوط 47 فلسطينيًا بينهم أطفال بحسب وزرارة الصحة الفلسطينية، تم التوصّل إلى هدنة بوساطة مصريّة. رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد سارع الى تقديم الشكر لمصر “للجهود التي بذلتها”، لكنه استعمل مجدداً لغة التهديد بقوله” أنّه في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقّها في الرّدّ بقوّة”. أما حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت تقيّدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة فقد ردت على تهديد اسرائيل في بيان لها بالقول: ” إن من حقّها الردّ على أيّ عدوان صهيوني”.
دولة الاحتلال وبحسب الجيش الإسرائيلي، اعترفت بأن حركة الجهاد الإسلامي أطلقت منذ الجمعة وحتّى الأحد مئات الصواريخ باتّجاه القدس ومدن أخرى في إسرائيل، ودوّت صفّارات الإنذار في مدن عدّة، بينها تلّ أبيب وأشكلون، للتحذير من الصواريخ، وهرع السكّان إلى الملاجئ.
ماذا بعد الهدنة؟ لماذا لم نسمع أي ردة فعل من الإمارات والبحرين دولتا (اتفاق أبراهام)؟ أين الموقف الجدي للأمم المتحدة من هذا العدوان؟
أسئلة كثيرة بحاجة إلى أجوبة