إنكار المحرقة لا أخلاقي.. وماذا عن قتل الفلسطينيين؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 18/08/22 | 14:28من البداية وللتوضيح، من غير المعقول أن ينكر إنسان عاقل ما حدث لليهود في فترة النازية وما تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي الجيش النازي من عمليات إبادة في معسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا وبولندا وغيرهما. المحرقة (هولوكوست) لا يمكن إنكارها والتاريخ شاهد عليها.
حقيقة واضحة وهي أن إسرائيل لو كان الأمر بيدها، لفرضت على العالم عدم استخدام كلمة “مجزرة” أو “محرقة” إلا إذا كان الأمر متعلق باليهود فقط. هكذا تريد إسرائيل التي تعطي لنفسها دائماً الحق وما يفعله أو يقوله غيرها فهو باطل بنظرها.
الدنيا قامت ولم تقعد، وظهر الشر أكثر فأكثر على وجوه قادة دولة إسرائيل (الملاك البريئة ) بسبب تصريحين للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الأخيرة للدولة الألمانية. فخلال مؤتمر صحفي عقده عباس في برلين مع نظيره الألماني أولاف شولتس، قال عباس “إسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعا فلسطينياً”، وأردف “50 مجزرة 50 هولوكوست”. ووصف عباس السياسة الإسرائيلية بأنها “نظام أبارتهايد (فصل عنصري)”.
الرئيس الفلسطيني لم ينكر أبداً المحرقة في أقواله، بل وصف المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين مثل الهلوكوست، لكن الإسرئيليين مهرة جداً في تحوير الكلام وإظهاره بصورة تختلف عن الواقع أي لمصلحتهم. فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالمحرقة. والدليل على ذلك أن عباس أصدر بياناً توضيحيا حول هذا الأمر أكد فيه:” أن “الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث”.
إسرائيل ورغم ذلك سارعت الى وصف أقوال عباس بـ”العار الأخلاقي” وقد اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تصريحات عباس، بأنها “عاراً أخلاقياً، وكذبة شائنة والتاريخ لن يغفر له أبداً”.
وقد فاجأني لابيد باستخدامه كلمات “أخلاق، عار، كذب”. فأين الأخلاق يا سيد لابيد في قتل الأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين؟ أليس عاراُ على الذين يقومون بأعمال القتل هذه، ويكذبون “عينك عينك” بشهادة الاعلام العبري. أين الأخلاق يا سيد لابيد عندما يقوم مستوطن ببقر بطن امرأة فلسطينية حامل؟ وإذا كان التاريخ لن يغفر للرئيس الفلسطيني بسبب تصريحاته، فهل سيغفر التاريخ لهؤلاء الذين يقتلون الفلسطينيين ويرتكبون مجازر بحقهم؟
المستشار الألماني أولاف شولتس، ولإرضاء إسرائيل سارع الى القول:” إنني أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست، وأنني لا أتبنى كلمة أبارتهايد ولا أعتبرها صحيحة لوصف الموقف”.
يا سياة المستشار: نحن نحترم رأيك تماماً. وفيما يتعلق بالفصل العنصري فكان عليك العودة الى قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتأكد من ذلك. والفلسطينيون يا سيادة المستشار هم أيضا ضد إنكار الهولوكوست، لكنهم يتساءلون عن المجازر التي ارتكبت بحقهم من أحفاد الناجين من المحرقة. فهل نكران هذه المجازر أخلاقي؟