بذكرى احراق الأقصى : القدس في دائرة الاستهداف الاسرائيلي
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 23/08/22 | 11:42الثلاثاء 23 آب / أغسطس 2022.
ثلاثة وخمسون عاما مضت على ذكرى احراق المسجد الاقصى تلك الذكرى الأليمة والموجعة للأمتين العربية والإسلامية والعالم اجمع والتي تعبر عن العنصرية المطلقة لدولة الاحتلال العسكري الاسرائيلي والتي تمثلت بإحراق المسجد الأقصى المبارك حيث اقدم الصهيوني مايكل دينيس بتاريخ 20/8 / 1969 على إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك مما ادى الي الحاق اضرار بالغة فيه وبهذه المناسبة لا بد من اعادة التأكيد على ان المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين .
مدينة القدس عاصمة الشهداء وقبلة الروح ومنارة الحضارة والتاريخ تشهد اكبر حملات الاحتلال لتهويدها والتي تستهدف تدمير المسجد الاقصى وممارسات الاحتلال العنصرية القمعية التي تفرض عليها الحصار الشامل في ظل تصاعد مخططات التهويد وقرارات الضم العدوانية التي يواجهها ابناء الشعب الفلسطيني بثبات وصبر وإيمان بحتمية الانتصار والاستعداد للتضحية ويواجهون يوميا التحديات في ظل تحالف العنصرية الإسرائيلي الذي يعرض المدينة المقدسة والمسجد الأقصى لأبشع مؤامرات التهويد من قبل سلطات الاحتلال القمعية وقوات وجنود المستوطنين .
مسؤولية حماية المسجد الاقصى تقع على عاتق المسلمين جميعا لان مكانته عميقة لدى الجميع، ونحن في هذه الظروف وفي ظل المؤامرات الخطيرة التي نعيشها نكون في امس الحاجة الى حماية المسجد الأقصى والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وهذا الإرث الديني لما له من أهمية تاريخية وحضارية تخص المسلمين جميعا، فلذلك لا بد وان تكون المسؤولية هي جماعية وشاملة وخاصة ان سلطات الاحتلال والإدارة الامريكية يتحملون مخاطر تلك السياسات التى ستؤدي الى تأجيج الصراع وإعادة المنطقة الى مربع الصفر وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات الحفريات التهويدية الاستعمارية وما يترتب على مستقبل المدينة المقدسة .
ونحن نستحضر تلك الجريمة البشعة التي استهدفت المسجد الأقصى فان القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا في دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس تتعرض للكثير من المؤامرات حيث ما شكله الاعتراف الامريكي الخطير بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال لا بد من مواجهته عربيا واعتبار قضية القدس هي قضية جميع العرب والمسلمين والأحرار في العالم والتصدى لهذا الاعلان الذي يغتصب الحقوق الفلسطينية التاريخية .
وفي ظل ذلك لا بد من الاشارة والتأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة الاردنية الهاشمية وجلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية القدس ومقدساتها الإسلامية المسيحية فيها مع ضرورة تعزيز دور الامة العربية والإسلامية في الدفاع عن القدس التي تتعرض لهجمة غير مسبوقة واستهداف متواصل لمقدساتها الاسلامية والرموز والقيادات الوطنية والشخصيات الدينية ومحاولات تغيير الوضع القائم في ألأقصى وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا ضمن مؤامرات التهويد التي صادرت القدس بأكملها من أيدي أهلها الشرعيين واعتبارها عاصمة للاحتلال .
نستغرب استمرار الصمت من قبل مؤسسات المجتمع الدولي حيث يجب التحرك الجاد والفاعل من قبل المجتمع الدولي لوضع حد لكل الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة، والانخراط في رعاية عملية سلام جادة تفضي الى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة، وتقرير المصير، وتجسيد إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القانون الدولي .