من ذكريات عيد الاضحى قبل نصف قرن
تاريخ النشر: 07/11/11 | 7:03ان قضاء الأعياد تختلف من مكان لمكان ومن زمن لزمن . صديقة الموقع ام السعيد من زيمر أحبت ان تشارك زوار موقع بقجة بذكرياتها من ايام عيد الاضحى قبل اكثر من 50 عام فتقول :
” الناس قبل اكثر من 50 عام كانوا نفس الناس. ونفس البشر. ولكن العادات والتقاليد .كانت تختلف قليلا عن اليوم اذ ان العيد كان له بهجه غير عاديه لا توازيها اي بهجه لان المناسبات كانت قليله والاعياد مره في السنه. نعم قبل العيد بيوم اي يوم الوقفه وقفة عرفه كان الاهل يجهزون اضحيتهم من تنظيف وتمشيط وتكحيل الاضحيه , وحتى الان لا اعرف لماذا كانوا يكحلون الاضحيه بالكحل العربي, وايضا تمشيط شعرها الناعم ليكون املس وايضا كانت الجد يركب على ظهر الخاروف , اجل ايام لا تنسى ولا استطيع نسيانها وفي صباح يوم العيد كنا ننهض باكرا قبل شروق الشمس نغتسل ونلبس ملابس العيد ونجلس فوق صخره كبيره كانت بالقرب من بيتنا ننتظر خروج المصلين من المسجد وذهابهم لزيارة المقابر. وبعد عودة الوالد من الزياره كنا نمسك الخاروف وننتظر موعد الذبح فرحين مسرورين بهذه المراسيم التي يتباها بها جميع الاطفال في القريه فهناك مجموعه تمسك بجدي واخرى خاروف وايضا منهم من كان يمسك بعجل وكل فخور بذبيحته . فما ان يبدأ الجزار بسن السكاكين , كنا نول هاربين من المكان من الخوف لنعود بعد تعليق الذبيحه. انها ايام مضت ولكن لن تزول ذكراها من ذاكرتي . وبعد ان تقطع الذبيحه وتقسم على الاقارب والفقراء كنا نحمل كل قسم لنسرع كالبرق في توصيل اللحوم لاصحابها, لانشعر بتعب . نعود ممتلئي الجيوب بالعيديه والحلوى على مختلف اشكالها والوانها. نعود لنجلس الجلسه العائليه على مائدة العيد التي تحتوي على الكبه والسمبوسك والتبوله وايضا المعلاق المطبوخ. والمعلاق هو الكبد والرئه والقلب والكلاوي كلها تفرم وتطبخ يوم العيد وتجمع جميع افراد العائله بسعاده وهناء . بعد تناول الوجبه الدسمه كنا نخرج لللعب افراد وجماعات بالالعاب التي تميز العيد عن باقي ايام السنه كلعبة “نط الحبله”. كان عدد المشتركات بها ثلاثة فتيات اثنتان في الاطراف وواحده تقفز بالوسط مع القول :”شبره امره عين الشمس”. وايضا مجموعه تلعب “النجال” وهي عباره عن خمس حصيات كنا نلعب بها . وايضا لعبة “امك بالعش والا طارت” وايضا “امسكني” وهي لعبة المطارده . فكل الالعاب كانت مبنيه على الحركه والنشاط فما ان ياتي الليل حتى نكون قد تعبنا واهلكنا التعب والنعاس فنبدل ملابس العيد بملابس النوم وننام نوماً عميقاً, لنواصل ما نقص من العاب في اليوم التالي. و كل عام وانتم بخير اطفال وكبار وعساكم من عواده “.
هو ذا للماضي لون وطعم مميز في المناسبات والاعياد ونحن نعتز بهذا الماضي بما يحمله من ذكريات جميله
جدير بنا ان نعيش الحاضر بحميمة..نمتن لنعمه الكثيرة..ونجتهد لحياة فاضلة..
لكل منا اطلال جميلة..مشاعر طيبة في عميق الذكريات..صور خلابة من الفرحة
والبهجة..
حاضرنا لا يقل سعادة عن ايام مضت..المسؤولية كبرت..نحن كبرنا وما عدنا نقبل
بالقليل..ومن حولنا يريدون العيش الحياة الاستهلاكية كما في التلفزيون..
الى الفاضلة ام السعيد…كل عام وانتم بالف خير..عيد جميل..اتمنى لكم السعادة
وراحة البال..
كتاباتك في بفجة تزداد تالق وروعة..استمري بمسيرة العطاء الخير..جزاك الله كل خير.