أبحث عن دولة أوقح من إسرائيل
أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/08/22 | 12:02غضب المستشار الألماني أولاف شولتس من تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن إسرائيل تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين، بقوله أنه لم يلمس ذلك. قد يكون شولتس مكبل اليدين ومرتبط اللسان حيث لا يستطيع فتح فمه والنطق بما هو واقعي. السبب قي ذلك التزام ألمانيا (مجبرة) بعد الحرب العالمية الثانية وما أفرزته تجاه إسرائيل “كدولة اليهود” كما تسمي نفسها.
المسنشار شولتس مثل غيره من قادة ألمانيا يشعر بعقدة الذنب والتي تلف عنقه وعنق غيره من المنافقين أو بالأحرى الطائعين لدولة “المحرقة”، وهم عاجزون عن الهروب من واقعهم هذا، حتى أنهم يريدون إجبار الفلسطينيين على عدم الحديث عن مجازر ارتكبها “أحفاد الناجين من المحرقة” بحق الشعب الفلسطيني.
العنصرية والفاشية والمجازر لم يرتكبها الفلسطينيون، والنازية يا سعادة المستشار لا تعود جذورها لفلسطين، وهتلر ليس فلسطينياً. المستشار الألماني يعرف تمام المعرفة أن إسرائيل ليست “الأم تيريزا” وأن ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين تدل على عنصرينها وهمجيتها.
الجيش الإسرائيلي يتوغل في أراضي السلطة الفلسطينية وينتهك حرمة سيادتها: يدخل ويعتقل ويسجن ويقتل فلسطينيين وممنوع انتقاده أو التعرض له. ومن يوجه انتقادا لإسرائيل فهو ضد السامية، ومن يتحدث عن مجازر إسرائيل الخمسين فهو ضد “المحرقة”. إسرائيل تريد من العالم أن يقف موقف المتفرج فقط على ممارساتها اللاإنسانية بحق الفسطينيين. وإياكم وصف الدولة العبرية بـ “العنصرية” لكي لا تتعرضوا لتهمة “مناهضة السامية”.
قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت الخميس، بإغلاق ست مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية، وثبتت ألواحا حديدية على بواباتها بعد أن عبثت بمحتوياتها واستولت على ملفات ومعدات عدد منها. ويأتي هذا العمل التعسفي بعد إعلان وزير الدفاع بيني غانتس، قبل يوم من الإغلاق عن تصنيفه بشكل نهائي للمؤسسات الست، بأنها داعمة “للإرهاب”. لم تهتم حكومة الاحتلال، وخاصة غانتس بكل الاعتراضات الدولية، ولا سيما الصناديق الممولة، منذ أن اصدر قراره الأولي في شهر تشرين الأول من العام الماضي.
تسع دول أوروبية وهي بلجيكا،الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيرلندا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا، والسويد، ردت على قرار غانتس بكلمة “لا”، وأعلنت في الثالث عشر من الشهر الماضي أنها ستواصل التعاون مع المؤسسات الفلسطينية الست ، التي صنّفتها إسرائيل “إرهابية” لغياب الأدلّة التي تُثبت مزاعم الاحتلال.
رد الفعل الأوروبي ضد قرار إسرائيل اتسع بصورة أكثر، الأمر الذي أسفر عن أزمة دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي، أفهموا إسرائيل : إنّه على الرغم من قرار إعلان بعض “منظمات المجتمع المدني” الفلسطيني كمنظمات إرهابية، إلا أنهم سيستمرون في تحويل الأموال إليها. ضربة موجعة لإسرائيل تأييداً للحق الفلسطيني.
حتى في إسرائيل نفسها، قالت منظمة ” بتسليم” ان 45 منظمة إسرائيلية عبرت عن تضامنها مع المنظمات الفلسطينية الست. فهل هذه المنظمات معادية للسامية؟ وهل الإتحاد الأوروبي بموقفه المعارض للمارسات الإسرائيلية ضد السامية؟
ولذلك أتساءل: هل يوجد بعد دولة وقحة أكثر من إسرائيل؟ ساعدوني قي البحث عنها.