الحقيبة المدرسية “بابا احمل عني الشنطة”
تاريخ النشر: 29/08/22 | 8:10ينهي أولياء الأمور هذه الأيام كافة الاستعدادات من أجل ابنائهم لاستقبال العام الدراسي الجديد، بكل ما يتعلق باللوازم والكتب المدرسية، الحقائب وكافة المستلزمات الأخرى، ليكونوا على اتم وجه مع حلول اليوم الأول من العام الدراسي.
وقد تصدّر وزن الحقيبة المدرسية في السنوات الأخيرة العديد من المحادثات والنقاشات ما بين العديد من أولياء الأمور والطواقم التدريسية وآثار الحِمل الثقيل للحقيبة على صحة الأبناء وتطورهم ونموهم في المستقبل، فمن منا كأولياء امور لم يطلب منه ابناؤنا حمل الحقيبة المدرسية عنهم اثناء ذهابهم او عودتهم من المدرسة. هذا كله في ظل متطلبات منهاج التعليم الذي قد يُلزم الطلاب التزوّد بأكثر من كتاب لموضوع دراسي واحد فقط، ناهيك عن عدد الدفاتر المطلوب لكل موضوع، مما يضطّر الطلاب الى حمل حقيبة مدرسية يتعدى وزنها مرات عديدة أصابع اليدين.
وعن هذا الموضوع الهام تحدث د. ماجد غنايم مدير قسم العظام في المركز الطبي “بادة بوريا” انه ورغم الدراسات العديدة والأبحاث الطبية المتكررة حول هذا الموضوع، الا انه لم يتم اكتشاف اية عوارض او مشاكل او امراض مستقبلية يمكن ربطها بشكل مباشر بوزن الحقيبة المدرسية لدى فئة طلاب المدارس. كما انه لم يثبت علميا اكتشاف أي سبب مباشر ما بين انحناء او التواء الظهر او مشاكل في فقرات الظهر والنخاع الشوكي، او اية مشاكل أخرى متعلقة بتطور ونمو الطالب في المستقبل بسبب ثقل الحقيبة المدرسية. الامر الوحيد الذي يُمكن الإشارة اليه هو الشعور بوجع الظهر من قبل الطالب اثناء حمله الحقيبة المدرسية الثقيلة، هذه الاوجاع التي تتلاشى بعد إنزال هذا الحمل عن ظهر الطالب”.
واضاف أيضا:” دائما كأطباء عظام نوصي على ان لا يتعدى وزن الحقيبة المدرسية، ما بين 10% حتى 15% من وزن الطالب، وان أي وزن إضافي يتعدى نسبة الـ 15% من وزن الطالب، من المُمكن ان يؤدي الى التسبب بوجع ظهر لدى الطالب”.
وتحدث د. غنايم عن مميزات الحقيبة المدرسية الأكثر صحة وسلامة تجاه الطلاب قائلا:” نحن كطواقم طبية نفضل الحقيبة المدرسية المبطنة التي يحملها الطالب على الظهر على ان يتم تقصير احزمة الظهر لتصبح الحقيبة ملاصقة بظهر الطالب. أهمية وجود ظهر مبطن للحقيبة ليُلامس ظهر الطالب هو امر هام يحافظ على ظهر الطالب من الاوجاع وهو مريح جدا ويتلاءم مع تضاريس الظهر. كما انه من المهم ان تكون احزمة الظهر للحقيبة مبطنة أيضا لكي تعطي ملمسا مريحا عند الاكتاف”.
وأضاف د. غنايم:” في السنوات الأخيرة نرى أكثر فأكثر الحقائب المدرسية المجرورة (بعجلات) وهي حقيبة نوصي بها نحن كأطباء، لأنها لا تُشكل أي ثقل على ظهر الطالب الذي بدوره يقوم بجرها من والى المدرسة، لكن لا تتلاءم عادة مع وضعية الطرقات في بلداتنا العربية”.
وتطرق د. غنايم الى إمكانية توفير الخزانات الخاصة من قبل الأطر المدرسية، لتوضع تحت تصرف الطالب للاحتفاظ بالكتب والدفاتر والمستلزمات داخل المدرسة، على ان يقوم الطالب بحمل الكتب والدفاتر اللازمة فقط في كل يوم، للتقليل من وزن الحقيبة المدرسية، مع العلم ان هذه الخزانات منتشرة بشكل كبير في المدارس اليهودية، ودعا د. غنايم الى تبنّي هذه الامكانية وتطبيقها في المدارس العربية أيضا لتخفيف وزن الحقيبة المدرسة على الطلاب واكد انه يتوجب على الطواقم التدريسية العمل قدر الإمكان على التخفيف من وزن الحقيبة المدرسية لما فيه راحة الطلاب.