الناصرة: عرض مونودراما نسائي “فنتولين العودة”
تاريخ النشر: 08/09/22 | 11:55“فنتولين العودة”
يستضيف مسرح الحنين في الناصرة يوم غد الجمعة عرض مونودراما نسائي “فنتولين العودة” لمسرح “عشتار” الفلسطيني، حول نشأة الشخص كبدو رحّل عالمي. وهو حوار ذاتي يناقش قضية اللجوء والتهجير والغربة، من تكون عندما تكون من كل مكان ولا مكان؟ خاصة عندما تكون لاجئًا سوريًا فلسطينيًا ولدت خلال الحرب الأهلية في لبنان في الثمانينيات. تروي هذه المسرحية قصة طفل نشأ مع تغيير قسري مستمر للدول اعتمادًا على الأحداث السياسية التي تؤثر على أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية. تدور القصة حول ابنة عضو في منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت فيما بعد عائدة بعد اتفاقية أوسلو للسلام في عام 1993. وستعرض المسرحية تغييرات ثقافية وسياسية ونفسية واجتماعية عكست التغييرات في البلدان.
“فنتولين العودة”، حكاية امرأة عاشت الترحال المستمر، تصارع من أجل الحفاظ على هويتها بين ذكريات الماضي والتوجس من المستقبل. ان تكون فلسطينيّاً عائداً منذ 1993 وما زال يشار إليك بالعائد. هي امرأة حملت أكثر من هوية في حياتها، فهي اللاجئة في لبنان وسوريا، وابنة أبناء منظمة التحرير في تونس، والعائدة في فلسطين، والمهاجرة في النمسا وألمانيا. فتتقاطع حكايتها مع آمال وآلام كل الفلسطينيين في الداخل والشتات، وتجد نفسها تنتمي للكل واللاشىء في آن معا.
يرصد العمل سيكولوجيا الاغتراب والحنين، ويستدعي حالة التشوش بين البقاء في الوطن أو فكرة الهجرة، لأن الواقع يفرض مفهوم المواطنة المضطربة …فتتساءل هل انت محشور بحالة ترانزيت؟ بالطبع أن تكون عائدا وانت في الاصل لاجئ فلسطينيّ سوريّ يعني أنك تعيش في وطن، وأقاربك في وطن آخر، وأحلامك في أوطان أخرى، وذكرياتك في كل أوطان العالم العربي والاوروبي. حق العودة بعد اتفاقيه اوسلو لم يمنحك حق تقرير المصير، بل صادر حلمك الكبير بفلسطين الكاملة، ومنحك عودة منقوصة ومضطربة، واغتراباً عن الوطن العربي، فيموت والدك في مخيم اليرموك لاجئا ولا تستطيع ان تقول له وداعا لأنك تحمل رقم عودته على كتفيك، ولا تستطيع أن تقترب من بلدان العرب بذلك الرقم المعاق، فيموت والدك لاجئاً وانت عائداً.
في الوطن ترتعد من فكرة وحدتك وشيخوختك وغربتك، وآلاف المحاولات لكي تصبح مواطنا كامل المواطنة في ظل منظومة واهنه تحت احتلال يسرق ماضيك واحلامك، ويعيد تركيب هويتك كما يشاء، ويبدع في اختراع الحواجز الجغرافية والسيكولوجية.
فكيف لك ان تمارس بعضاً من حريتك داخل سجن الاحتلال الذي يأكل أحلامك ويصادر أفكارك بل وجودك؟
يرصد العمل محاولة حقيقيه للبوح من أجل البقاء على قيد الحياة في وقت الموت، والهروب يصبح مقنعا أكثر لعقلك، فتنتصر الفانتازيا لممارسة الحلم والحرية والبحث عن الذات والسخرية من القدر. هذا العمل يستحضر الذاكرة ويخاطب الواقع. وبهذا البوح يفتح العمل السؤال على الأثر النفسي للشتات، والصراع المستمر في حياة الانسان.
المسرحية من تأليف وأداء: بيان شبيب، دراماتورجي وإخراج: إيمان عون، موسيقى وبصريات: خليل البطران، تقنيات: محمد علي، تنسيق: دينا بخاري.. مدة العرض: 90 دقيقة.