“ثلاثي أضواء المسرح” في المجتمع العربي باقٍ..انتهت المسرحية

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 10/09/22 | 15:54

في الشهر الماضي طلع علينا عضو الكنيست الصهيوني، د. سامي أبو شحادة بطرح جديد أسماه “التيار الثالث” ليكون بديلاً عن “القائمة المشتركة” و”الموحدة”. وركز شحادة في طرحه على أمور عديدة لإقناع الشباب والناخب العربي الفلسطيني بضرورة التفكير ملياً في هذا التيار واللحاق به. وقد ظل هذا الكلام عن التيار حديث المجتمع العربي لفترة.

كان واضحاً،على الأقل بالنسبة لي، أن كل ما يجري هو مجرد مناورات سياسية للحصول على نصيب أكبر من الكعكة . هذا الكر والفر مما يسمونه “المفاوضات” بين التجمع والجبهة لم يكن سوى”مسخرة”. لماذا؟

من البداية، المتتبع لمواقف التجمع كان يستنتج منها أن هذا التجمع غير راضِ على سلوكيات أيمن عودة ويريد الخروج من المشتركة. وهذا هو الانطباع الذي كان سائدا بين الجمهور. لكن ليس كل ما يقال في الاعلام هو الصحيح. فهناك اتفاقات خلف الكواليس. كل التركيز في الأيام الأخيرة كان على التجمع والمفاوضات معه. وأنا لا أدري لماذا لم تجر المفاوضات بين الأطراف الثلاثة وتركزت على المفاوضات بين الجبهة والتجمع؟

هل لأن د.أحمد طيبي “في الجيبة” مثلاً؟. والمقصود في جيبة الجبهة؟ على اعتبار انه لا يستطيع أن “يكش ولا ينش” وأنه سيرضى بالأمر الواقع كمال يريد الثنائي “ايمن عودة وسامي أبو شحادة”. بدليل أن الاتفاق الأخير بين الجبهة والتجمع لم يشمل العربية للتغيير.
تاريخ الفن المصري يتضمن فرقة فنية مشهورة كان اسمها “ثلاثي أضواء المسرح”. وأنا بدوري أطلق هذا الاسم على القائمة المشتركة مع إضافات ليصبح “ثلاثي أضواء المسرح السياسي في مناطق ألـ 48” وهو أفضل تعبير لما يجري داخل المجتمع العربي الفلسطيني في دولة قانون القومية.

المناورات السياسية لم تعد تنطلي على أحد. كان واضحاً منذ البداية أن هذا الثلاثي (الجبهة، التجمع والعربية للتغيير) لا غنى للواحد عن الآخر وهم مجبرون على البقاء مع بعضهم ليس لخدمة المجتمع العربي كما يدعون، بل حرصاً على مصالحهم. قد تكون الجبهة، وأنا أركز على كلمة “قد”، لديها إمكانية عبور نسبة الحسم وحدها، وهذه الإمكانية غير متوفرة أبداً لدى التجمع والعربية للتغيير.

والبرهان على ذلك عدم رؤية “التيار الثالث” نور الحياة والذي طرحه التجمع، وأيضا العربية للتغيير غير قادرة على عبور نسبة الحسم لوحدها وهذا أمر معروف لا نقاش فيه وزعيم العربية للتغيير أحمد طيبي يعرف ذلك تمام المعرفة.
أيمن عودة، لا يريد فقط أن يكون رئيس كتلة نواب الجبهة في الكنيست، بل بريد أكثر من ذلك لأن “رئاسة” قائمة مشتركة تضم ثلاثة أحزاب، هي بالنسبة لأيمن أكبر بكثير من رئاسة كتلة حزب. ولذلك هو مصرعلى البقاء في رئاسة هذه القائمة، حتى أنه وحسب المعلومات المتوفرة يرفض التناوب في رئاسة المشتركة، بل وأكثر من ذلك يرفض حتى النقاش فيها.
إذاً، فإن كل ما جرى من مفاوضات بين الأطراف الثلاثة، وما يجري بعد من مفاوضات، هي عملية تمويه سياسي لا أكثر ولا أقل. يعني التيار الثالث “بح” ما في تيار لا ثالث ولا رابع، وانتهت الحكاية، والقديم سيظل على حاله: يعني ثلاثي أضواء المسرح في مجتمعنا العربي (عودة، طيبي ، شحادة) سيبقى تحت سقف الكنيست الصهيوني. ونقطة أول السطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة