الجرائم والانتهاكات في سجون الاحتلال الاسرائيلي
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 11/09/22 | 14:18الاحد 11 أيلول / سبتمبر 2022.
في سجون الاحتلال تشتد الهجمة للمحتل شراسة وقمع وكالعادة لا يمتلك الاسير الفلسطيني اي سلاح في هذه المعارك المستمرة وإنما يمتلك ارادة قوية لا تلين يصدا الحديد وأبواب السجون ولكن لا تنهار العزائم ويبقي الاسير مسلحا بالإيمان والقناعة الراسخة بتحقيق اهدافه وبقوة وعدالة قضيته والأسير الفلسطيني يمتلك إرادة فولاذية أقوى من كل المحاولات الإسرائيلية القمعية والقهرية وأن معارك الإضراب عن الطعام تحمل الكثير من الدروس والعبر للمحتل والعالم أهمها أن الإرادة الفلسطينية تصنع المستحيل وتصنع الحرية.
وتواصل سلطات الاحتلال سياسة التنكيل الممنهج وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية كجزء من سياسة العنف التي تفرضها على الواقع الفلسطيني حيث تصدرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين والأسرى ولا سيما مع انتشار المرض والصعوبات في تلقى العلاج كما يحدث الان مع الاسير البطل ناصر ابو حميد مما يهدد حياته للخطر والقتل البطيء وخاصة في ظل جملة من الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال والتي ساهمت في تفاقم الوضع الصحي للمعتقلين .
تشير مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر وذلك حتى نهاية شهر تموز/يوليو 2022 نحو (4550) أسيراً، من بينهم (27) أسيرة، و(175) قاصراً، ونحو (670) معتقل إداري ومئات الأسرى المرضى من بينهم 23 أسيراً مصابون بالأورام والسرطان بدرجات متفاوتة، وفي ظل مواصلة سلطات الاحتلال لتنفيذ سياسة الاعتقال الإداري بينما تشهد السجون حالات الإضراب عن الطعام رفضاً لهذه السياسة وتصاعد مديرية السجون العامة من سياسة الاهمال الطبي ليتعرض الاسرى لعمليات تعرف بالقتل البطيء كما تتضاعف معاناة الاسرى خاصة الأطفال والجرحى والمرضى في ظل تصاعد عمليات الاعتقال الممنهجة بالأراضي الفلسطينية المحتلة .
سلطات الاحتلال ماضية في استخدام سياسة الاعتقال الإداري على نطاق واسع على الرغم مما فرضه القانون الدولي من ضوابط ومحددات لاستخدامه وهذه سياسة تاريخية ارتبطت بشكل أساس في استهداف الفاعلين من أبناء الشعب الفلسطيني سياسيا واجتماعيا وثقافيا في محاولة لتقويض أي حالة فاعلة علي المستوي الوطني وخاصة بعد ما شهدت مدينة القدس المحتلة من فعاليات مناهضة للاستيطان حيث تمارس سلطات الاحتلال وتصعد من سياسة الاعتقال الاداري بحق شباب القدس لحيلولة دون تصاعد اعمال الانتفاضة والمواجهة مع الاحتلال .
هذه الروح النضالية الجماعية التي يتمتع فيها الأسير الفلسطيني الأعزل والذي لا يمتلك سوى الإرادة والصبر والصلاة هي التي هزمت كل أشكال القمع والعنجهية الإسرائيلية والسياسة التعسفية بحقهم داخل باستيلات الظلم وأقبية التحقيق ويتعزز الصمود الفلسطيني والإصرار على مواجهة المحتل الغاصب حيث لا يمكن لهذا الاحتلال ان ينال من ارادة الاسرى الابطال في سجونه ولا يمكن له ان يهزم معنوياتهم العالية وإرادتهم الصلبة .
وتعتمد سلطات الاحتلال على تنفيذ سياسة الاعتقال الإداري التعسفية التي تنفذها حكومة الاحتلال وبشكل متصاعد حتى أصبحت وسيلة عقاب جماعي وسياسة انتقام من الشعب الفلسطيني بكل فئاته حيث يستمر الاحتلال بإصدار اوامر الاعتقال الإداري التعسفي بحق ابناء الشعب الفلسطيني والتي طالت قرابة الـ 50 الف حالة اعتقال منذ العام 1967 ولا زالت مستمرة بشكل روتيني وكعقاب انتقامي يمارسه الاحتلال ضمن جرائم الحرب والتي تصنف من الجرائم الكبرى وضد الإنسانية حيث يستهتر وضرب بعرض الحائط كل المعاهدات الدولية .