خيارات أحمد طيبي أمام غدر التجمع والجبهة
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 11/09/22 | 12:02قبل بدء اجتماع اللجنة المركزية للحركة العربية للتغيير، الذي جرى في الطيبة (المثلث) مساء أمس جرى اتصال بيني وبين مسؤول بارز في الحركة، أبدى لي إعجابه وموافقته على كل ما ورد في تحليلي يوم أمس في موقع العرب تحت عنوان” ثلاثي أضواء المسرح في المجتمع العربي في مناطق الـ48…وانتهت المسرحية”. وشجعني المسؤول الصديق على المضي في الكتابة بكل شجاعة وجرأة، لأن الانتقاد البناء مطلوب، والمجتمع بحاجة ماسة للتحليل الصادق.
بعد ذلك، جرى بيني وبيني قيادي آخر صديق في الحركة، تبادل آراء على الواتس أب، حول المقال عاتبني فيه الصديق على بعض الصياغات في مقالي، وفال لي في إحداها ” ضرب الحبيب زبيب” في إشارة منه على بعض الانتقادات التي لم ترق له. وأفهمت الصديق القيادي أن هدفي لم يكن “ضرب الحبيب” بل الهدف هو تقديم تحليل صادق. علماً بأن الصديق يعرف بأني لست من أنصار الكنيست وأن تحليلي نابع من استقلاليتي.
على كل حال، فإن ما ورد قي بيان اللجنة المركزية للحركة العربية للتغيير بعد اجتماعها، يظهر بوضوح استياء العربية للتغيير من الجبهة والتجمع، بمعنى رفض ما ورد قي بيانهما بشأن التفاهم حول تشكيل المشتركة. ليس ذلك فقط. فقد ورد في البيان كلمات تدل على ألم كبير مما جرى بين التجمع والجبهة. فقد ذكر بيان مركزية العربية للتغيير بالحرف الواحد: “نجابه بمحاصصة مقيتة وغدر وطعن في الظهر، ونترفّع عن الخوض في التفاصيل حاليا”.
هذا يعني أن أحمد طيبي تعرض للخيانة من حلفائه. فالغدر والطعن كلمتان ملتصقتان بالخيانة. والسؤال المطروح : لماذا الغدر وما هو الحل؟ التاريخ علمنا أن الغدر من صفة الجبناء والطعن في الظهر هو عدم الإخلاص والوفاء. والطعن المرفق بالغدر الذي تعرضت له العربية للتغيير من أخيها “التجمع” و”أختها” الجبهة له علاقة كما يبدو بالمقاعد، لأن “الطعن” و”الغدر” وردا في سياق الحديث عن المحاصصة يعني حول المقاعد. ولكن ما الحل لهذا الغدر والطعن؟
باعتقادي هناك ثلاثة احتمالات أمام الطيبي: أولها، السكوت على مضض والقبول بما اتفق عليه التجمع والجبهة، وثانيها الانسحاب من المشتركة وخوض الانتخابات وحيداً، والاحتمال الثالث العودة الى تحالف مع “الموحدة”. ويبدو أن الاحتمال الأول هو الأرجح لأنه لا مفر من البقاء في المشتركة، لأن خوض العربية للتغيير وحيدة لانتخابات الكنيست من الصعب عبورها نسبة الحسم. وأما التحالف مع “الموحدة” فليس مستبعداً، لأن الطيبي سبق له وتحالف مع الإسلامية الجنوبية في دورات سابقة.
المصالح مثل السياسة :”فن الممكن”، والعربية للتغيير أحست بوجود محاولة لإقصائها ولذلك قالت بوضوح “كل الخيارات مفنوحة” في إشارة واضحة أنها ستعمل حسب مصالحها، والأيام القادمة ستظهر لنا خيار أحمد طيبي، إذا كان سيحوّل البوصلة باتجاه منصور عباس أو البقاء في “المشتركة” حسب خارطة الثنائي (التجمع والجبهة).